السؤال
السلام عليكم..
يوجد لدي أصدقاء كوريون، وقد دعوني للمسيحية بالرغم من أني مسلمة، ولكنهم حين دعوني، وتحدثنا عن الخطايا، وعن محبة الله لهم، وأنه أعطاهم أغلى ما لديه عيسى - عليه السلام -، وسألوني هل تؤمنين به؟ قلت نعم، وقالو إذا سنصلي، وصلوا صلاتهم، وأعطوني دعاء قصيرا لكي أقرأه، وهو أن يحميني الله ويسامحني، ويملأني بمحبته، وتفجأت بعد ذلك بأنهم يقولون لي مبروك أنت مسيحية! ولكني مسلمة، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ghada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - ابنتنا العزيزة - في استشارات إسلام ويب، ونحن نشكر لك تواصلك معنا، والحقيقة -أيتها البنت العزيزة- لا ندري من أين نبدأ الحديث معك، فأنت واقفة على خطر عظيم، نتمنى أن تكوني مستشعرة لهذا الخطر حتى تأخذي الكلمات التي نقولها مأخذ الجد، لتتداركي نفسك وتحميها من الوقوع فيما فيه هلاك الأبد والشقاء الدائم الذي لا ينتهي، والتعاسة الخالدة.
نحذرك -أيتها البنت العزيزة- من الدخول في مثل هذه الأعمال من غير بصيرة ولا دراية بما هو الإسلام، وما هي الأشياء التي تخرج من الإسلام؟ ونحن إذ نشعر بالمرارة مما وصفت؛ إلا أننا لا نزال فرحين مسرورين بأنك لا تزالين - والحمد لله تعالى - تعتقدين صحة دينك الإسلام، وتحبينه، وأنك لم ترضي لنفسك بالخروج منه وتبديله، فهذا مما يفرحنا ويسرنا، ونسأل الله تعالى أن يثبتك على هذا الدين، فإن الله عز وجل جعله خاتم الأديان وارتضاه للبشر جميعا، وإذا طلب الإنسان دينا غيره فإن الله عز وجل لا يقبله منه، فقد قال سبحانه وتعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}.
وكل من لقي الله تعالى بغير دين الإسلام بعد مبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه محروم من دخول الجنة، محكوم عليه بالخلود في نار جهنم، فاحذري على نفسك كل الحذر، واقطعي كل العلاقات بهذه الرفقة السيئة التي تحاول إخراجك عن دينك، وجرك إلى نار جهنم لتتخلدي فيها أبد الآباد.
أما ما فعلته ومارسته: فإن كان المقصود بأنك تؤمنين بعيسى - عليه السلام -، أي أنك تصدقين بأنه من أنبياء الله ورسله، فهذا إيمان جميع المسلمين، ولا يقبل الله عز وجل الإسلام إلا به، فإن الإيمان بالأنبياء جميعا من أركان الإيمان الذي جاء به رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- فقد قال الله تعالى: {لا نفرق بين أحد من رسله} ونحن نؤمن بعيسى على أنه من رسل الله الكرام، وأنه مخلوق، خلقه الله تعالى، وليس ولدا لله كما تزعم النصارى، فالمؤمنون المسلمون يؤمنون بأن الله عز وجل واحد لا شريك له في العبادة، فلا يعبدون معه غيره، ولا شريك له في الربوبية فلا يعتقدون أن أحدا يخلق معه، أو يرزق، أو يحيي، أو يميت، ويفردونه سبحانه وتعالى ويوحدونه بأسمائه وصفاته.
أنت بحاجة -أيتها البنت العزيزة- أن تتبصري في دينك، وأن تعلمي بأن أي عمل يخالف العقائد الإسلامية فإنه قد يجرك ويخرجك من دائرة الإسلام إلى دائرة الشرك، وخير طريق يوصلك إلى هذا؛ هو أن تكثري من مجالسة الفتيات الصالحات والنساء الطيبات، وأن تتعلمي أمور دينك، ووسائل التعليم اليوم كثيرة - والحمد لله-، منها المواقع المنتشرة كموقعنا هذا، ومواقع العلماء كموقع الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى –، فحاولي أن تستمعي إلى شرح العقيدة الإسلامية، وبذلك تعصمين نفسك من الوقوع في شراك الشياطين الذين يدعون إلى الكفر والردة، فالله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه، وهؤلاء يدعون إلى النار.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يعصمك ويحفظك من كل سوء ومكروه.