السؤال
السلام عليكم
إخواني الكرام: أنا شاب عمري 21 سنة، كنت مدمنا على العادة السرية، وكنت أمارسها بشكل مفرط، ولكن الآن وفقني رب العباد -والحمد لله- انتصرت عليها بعزيمتي القوية، وتخلصت منها لمدة عام حتى يومنا هذا، ومنذ تخلصت منها بدأت أعاني من ألم شديد في الظهر والركبتين، وفرقعتهما، علما أنني أمارس الرياضة، فهل العادة هي سبب ذلك؟ وما العلاج؟ والداي يريدان أن يزوجاني، وأنا لا أملك القدرة، وأنا من عائلة متوسطة، فماذا تقترحون علي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يتجاوز عنك، وأن يستر عيبك، وأن يقبل توبتك، وأن يعيد إليك صحتك وعافيتك، وأن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك، بالنسبة للسؤال الأول، فإني لا أستبعد أبدا أن تكون هذه الأعراض التي وردت برسالتك إنما هي أثر من آثار المعصية، فإن المعاصي إذا أسرف الإنسان فيها وأطال الإقامة عليها فإنه لا يأمن عقاب الله تبارك وتعالى له، بأي صورة من الصور، لأن الله تبارك وتعالى يعاقب عباده بالطريقة التي يراها ويشاؤها سبحانه وتعالى، فقد يعاقب العبد بالحرمان من الطاعة، وقد يعاقب العبد بابتلاء في عقله، أو ابتلاء في ماله، أو ابتلاء في ولده، أو ابتلاء في بدنه، ولعل هذا الذي أنت فيه صورة من صور العقاب التي شاء الله تبارك وتعالى أن يجعلها تذكرة لك، وعلى كل فقد أجابك الدكتور محمد حمودة عن الجوانب الطبية في استشارتك السابقة رقم: (2197719).
لذلك عليك أن تحافظ على هذه التوبة التي عقدتها، ونجحت في تحقيقها، وأن تجعل نيتك من ترك المعصية إنما هو فقط مرضاة الله تبارك وتعالى، ليس خوفا على صحة، وليس خوفا من مرض، وليس خوفا من فشل في حياة زوجية مستقبلا، لأن هذه كلها أمور تفسد النية وتفسد التوبة، وإنما تترك الذنب ابتغاء مرضاة الله، وحياء من الله، واعلم أن الله إذا اطلع على صدق نيتك كافأك على هذه التوبة وعوضك خيرا، وهذا بين واضح في كلامه سبحانه وتعالى وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم.
أنا كما ذكرت لك لا أستبعد أن تكون هذه الآثار إنما هي صورة من صور العقاب القديم، وعلى قدر صدقك في التوبة واستمرارك عليها، وحرصك على عدم نقضها سيكون ذلك على قدر تعجيل الله تبارك وتعالى الشفاء لك من هذه الآثار وتلك الأعراض.
فيما يتعلق بالسؤال الثاني وهي رغبة أهلك في تزويجك رغم أنك بلا عمل: أقول لك استعن بالله تبارك وتعالى، وما دام أنهم هم الذين عرضوا عليك ذلك، فاستعن بالله تعالى، ولا تضيع هذه الفرصة، لأنك بمجرد ارتباطك بفتاة رباطا شرعيا سيضيف الله رزقها إلى رزقك، فيصبح رزقها إلى رزقك، ولعل رزقها أن يكون أوسع من رزقك فيبارك الله لك، ويمن عليك بعمل طيب مناسب، ويبارك لك في الراتب الذي تتقاضاه أو الأجرة التي تحصل عليها، فكم من امرأة تزوجها زوجها فكانت سببا في سعادته وثرائه وغناه، والعكس أيضا، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقوله: (ثلاثة حق على الله عونهم) ومن هؤلاء الثلاثة: (الرجل يريد العفاف أو النكاح).
فأنا أرى أن تستجيب لرغبة والديك، لأنهما دعواك إلى خيري الدنيا والآخرة، فإنك بهذا الزواج سوف تتوقف عن هذه المعصية، ولن تشعر أنك في حاجة إليها، وسوف تعان على غض بصرك وتحصين فرجك بطريقة شرعية مأجورة، وفوق ذلك سوف يبارك الله لك ويوسع الله رزقك.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يعينك على طاعته ورضاه، وأن يجنبنا وإياك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.