السؤال
السلام عليكم.
كنت قد خطبت فتاة، وتمت الخطوبة لمدة شهر ونصف، وتم فسخ الخطوبة من قبل الفتاة، المشكلة أن الفتاة وضعت عائقا لنجاح الخطوبة وهي المصارحة بكل شيء، وأنا بطبعي صريح وصادق، ولكن بحدود لا أجرح بها الطرف الآخر، وخاصة إذا كنت متضايقا من تصرفات أهلها.
كانت تتهمني بالبرود والملل فترة الخطوبة، وانشغالي عنها بالعمل.
المشكلة أنه في آخر جلسة معها كنت مجروحا لدرجة أني دمعت عيني بسبب قرارها لفسخ الخطوبة، وتسرعها بأخذ القرار.
أنا لا أشكك لا بدينها ولا بخلقها، ولكن المشكلة كانت بقلة كلامها وخجلها الزائد الذي أثر على علاقتنا، فهل أكون ظلمتها، أو أنا المتسبب في فسخ الخطوبة؟ وهل هذا السبب كان كاف لفسخ الخطوبة، وهو التقصير بالمكالمات والزيارة؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mostafa S E حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونؤكد لك أن هذه الفتاة التي قررت فسخ الخطوبة لهذا السبب أو لغيره ينبغي أن تدرك أنها اتخذت هذا القرار، وهذا فيه مصلحة للجميع؛ لأن الحياة الزوجية لا تصلح فيها المجاملات، ولا تصلح فيها البناء على الرمال، لا بد أن تكون قواعد راسخة وثابتة، ومن حق الفتاة أن تخرج من حياة الرجل، ومن حقه كذلك أن يخرج من حياتها، ولا أظن أنها ستكون الفتاة الوحيدة، ولن تكون أنت الفتى الوحيد، والله يقول: {وإن يتفرقا} هذا في الأزواج {يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما}.
فلا تجلد ذاتك، ولا تلوم نفسك، ولا تحاصرها، ولا تفكر طويلا في هذا الأمر، واترك هذا الأمر هكذا، فإذا كان في الفتاة وأهلها خيرا، وأرادوا أن يعودوا فبها ونعمت، وعندها ينبغي أن تكون الرؤية واضحة والصورة واضحة، وإن اختارت أن تمضي في هذا الاتجاه وتنعزل عنك، فالبدائل موجودة ولله الحمد، والإنسان ينبغي في هذه الأمور أن يتريث وأن يستشير وأن يستخير، وأن يسأل، ومن حق الفتاة أن تسأل؛ لأن مشوار الحياة طويل.
لذلك نحن نؤكد أن هذا فيه مصلحة، أن تنتهي هذه العلاقة بهذه السرعة دون أن يحصل كثيرا من التعلق، أو دون أن يحصل أيضا العقد الرسمي وتصبح زوجة، وتسمى بعد ذلك مطلقة، وقد يأتي عيال ويضيع هؤلاء الأطفال، ففي كل الأحوال هذا الذي حصل فيه جانب ينبغي أن تنظر إليه، والله يعلمنا في كتابه: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
فلذلك الإنسان ينبغي أن ينظر لهذه الأمور بكافة أبعادها وبكافة جوانبها، ويعلن رضاه بقضاء الله وقدره، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، وأن يهيء لك من أمرك رشدا، فلا تقف طويلا عند هذه المسألة، واعلم أن هذه الأمور يقدرها القدير، والكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله ما لا يريده الله، والإنسان لا ينبغي أن يبكي على اللبن المسكوب؛ لأنه لا مجال لجمعه، ولكن ينظر إلى الأمام، وما ينبغي أن يدور حول نفسه، ويقول (لو أني فعلت كذا كان كذا)، ولكن يقول (قدر الله وما شاء فعل)؛ ذلكم لأن لو تفتح عمل الشيطان، وهم الشيطان أن يحزن الذين آمنوا، وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله.
ولا خير في ود يجيء تكلفا**** ولا خير في ود امرئ متقلب.
نتمنى أن تؤسس علاقتك الجديدة على تقوى من الله ورضوان، وتجنب في أي علاقة أي مخالفة صغيرة كانت أم كبيرة، فإن الإنسان لا ينظر إلى صغر الخطيئة، ولكن ينظر إلى عظمة من يعصيه.
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.