السؤال
السلام عليكم..
أنا أم لطفلين، والآن أنا حامل بالأسبوع السابع، ولكن لأول مرة ينزل دم وأنا حامل، وعندما ذهبت للمستشفى؛ أخبروني بأن الجنين صغير ولا يمكن رؤيته، ولكن الكيس موجود، ولا زال الدم مستمرا بالنزول، ولكن على شكل قطع من الدم، فأعطوني موعدا لعمل سونار بعد أسبوعين، والآن لا أشعر بأي أعراض حمل، مثل: القيء، أو الغثيان، أو وخز بالصدر، فهل هذا يدل على أن الجنين مات أو لم ينمو؟ وهل صحيح أن الأنفلونزا تقتل الجنين؟ لأنني عانيت منها، وبعدها نزل الدم، وأخذت باراسيتمول مرة واحدة، لأني كنت أعاني من حرارة مرتفعة.
أنا الآن أريد التخلص من الأرق الذي يراودني، وأريد أن أجهض بسرعة بما أن الطفل ليس طبيعيا، وهل أستطيع ذلك بنفسي؟ وهل أستطيع الذهاب للعمل وأنا بهذه الحالة؟ وكم سيستمر نزول الدم بعد الإجهاض؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Reem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفهم مشاعرك - يا عزيزتي - فليس من السهل على أي سيدة أن تشعر بأن في داخل رحمها جنينا غير قابل للحياة، وهذا ما قد ينعكس سلبا على مشاعرها، فيصيبها بالحزن والضيق والقلق.
وأغلب السيدات في مثل حالتك يفضلن الإجهاض على الانتظار، ولكن ورغم تفهمنا لمشاعر السيدة؛ إلا أننا نلجأ إلى التروي والانتظار، فنحن ننظر إلى الأمر من ناحية دينية وطبية بل وقانونية.
فمن الناحية الطبية: هنالك احتمال لأن يكون قد حدث الحمل متأخرا، وبالتالي أن يكون هذا هو السبب في عدم ظهور المضغة والنبض في كيس الحمل.
كما أن هنالك احتمالا لأن يكون هذا الدم ليس من الحمل، أو أن يكون هنالك حمل بتوائم تحلل أحدهما، والثاني قد يكون في طوره للنمو، أو غير ذلك من الاحتمالات التي لا مجال لذكرها الآن.
ورغم أن كل هذه الاحتمالات التي سبق وذكرتها هي احتمالات نادرة الحدوث، إلا أننا يجب دوما أن نأخذها بعين الاعتبار، فلا نقول بحدوث موت الحمل بشكل مؤكد إلا بعد إعادة التصوير التلفزيوني، وبفارق زمني كاف وهو أسبوعين على الأقل، وطبيا لا نعتمد على أعراض الوحم في تقييم صحة الحمل، فمثل هذه الأعراض تعتبر أعراضا ظنية فقط، وليست أعراضا يقينية، أي أن وجودها يوحي بأن الحمل سليم، ولكن غيابها لا يؤكد بأن الحمل قد أصابه مكروه.
ولكن بعد أسبوعين إن تمت إعادة التصوير، وتبين بأن كيس الحمل بنفس الشكل، ولا يوجد نبض فهنا يتأكد موت الحمل، ويتخذ القرار بعمل التنظيفات.
في أغلب الحالات التي يكون فيها الحمل غير سليم، فإن الدم يزداد بشكل عفوي، وتجهض السيدة حتى قبل أن يحين موعد التصوير، لذلك ففترة الانتظار هذه لها فائدة إضافية، وهي حدوث الإجهاض العفوي بدون تدخل طبي أو جراحي.
إن الأنفلونزا قد تسبب حدوث الإجهاض، خاصة عندما يرافقها ارتفاع في حرارة الجسم، وقد أصبح من المعروف حاليا بأن ارتفاع حرارة الجسم من أي مصدر كان: ( كالالتهاب، أو التعرض الشديد للشمس، أو حتى الاستحمام بماء حار، أو حمامات السونا ) قد يسبب الإجهاض، ولكن تناول البارسيتامول ليس هو السبب فيما حدث لك، فهو من الأدوية الآمنة في الحمل - بإذن الله تعالى -.
إذا - يا عزيزتي - أنصحك بالانتظار إلى أن يحين موعد التصوير الثاني، وخلال هذه الفترة يجب عليك التزام الراحة قدر الإمكان، ويمكن لطبيبتك أن تكتب لك إجازة مرضية حسب قوانين العمل عندكم.
وبعد حدوث الإجهاض، سواء الإجهاض العفوي، أو بعملية تنظيفات، فإن الدم يستمر عادة لمدة تتراوح بين 3-10 أيام.
ونصيحتي لك هي بأن تصبري وتتحملي، وتذكري دائما بأن الأجر على قدر المشقة.
نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.