السؤال
السلام عليكم
كنت أعمل في مكتب مستشار قانوني، وحدثت مشادة بيني وبينه، فتركت على إثرها المكتب، لكن لي مستحقات مالية يرفض إعطاءها لي؛ لأني تركت مفتاح المكتب مع الأمن، وأبلغت الأمن أن يعطي المفتاح لأحد المحامين، وتأكدت من ذلك بنفسي، وذلك أغضبه مني، ولهذا السبب رفض إعطائي مستحقاتي المالية، ولقد طالبته مرارا وتكرارا بطريقة ودية، ولم يستجب ووصل الأمر به إلى إهانتي.
هل سيحاسبه الله على عدم إعطائي مالي؟ هل ينبغي أن أدعو عليه دائما؟ لأنه أهانني بشدة قبل أن أترك المكتب، وكلما تذكرت إهانته لي أتضايق بشدة، وأدعو عليه بقول: "حسبي الله ونعم الوكيل".
المبلغ المتبقى لي بسيط جدا، لكني أريد اللجوء إلى القضاء لاسترداد مالي، لكن تكاليف القضاء عالية.
فأرجو من سيادتكم الإفادة في هذا الموضوع، والمساعدة إن أمكن أن ترشدوني لمحام أتعابه بسيطة، ولكم جزيل الشكر فإن الله حرم الظلم على نفسه، وأنا لا أستطيع النوم بسبب هذا الظلم.
أرجو الإفادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رأفت حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونسأل الله أن يعينك على رد مستحقاتك، ونؤكد أن الظلم مرتع مبتغيه وخيم، فاحمد الله أنك المظلوم ولست الظالم، {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}، ونتمنى أن لا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، وأنت بين خيارين: إما أن تعفو وتصفح، وإما أن تطالب بحقك، وذلك لا حرج فيه، ولكننا ننصحك قبل المطالبة بحقك أن تسأل الجهات المختصة، مجرد استشارة أو استفهام في الأشياء المتوقعة في مثل هذه الأحوال، فإذا ضمن لك المحامي الذي تستشيره بأنك ستربح القضية، فإن المعروف أن أتعاب القضية يدفعها الطرف الظالم، ولست أنت، ويمكن في الدعوى أن يطالب – وهذا ترجع فيه إلى أهل الاختصاص – في النهاية بدفع تكاليف القضية أو المشكلة.
ولكن نتمنى أن تستمر بالطرق الودية، فلا شك أن للمحامي زملاء وأصدقاء يمكن أن يعاونوك في نيل حقك، ولا تدخل معه في مشادة، ولا تدخل معه في مواجهة، واعلم أن حقك لن يضيع، ولن يضيع حق وراءه مطالب، والذي يهمنا هو طي تلك الصفحة، وألا يتمدد الأسى في نفسك، وأن تحرص على إعطاء الموضوع حجمه المناسب، حتى لا يؤثر على نفسيتك، واعلم أن الإنسان يعاقبه الله على إساءته للناس، وعلى تقصيره في حقهم، وعلى أكله أموالهم، فلن يضيع حق عند الله تبارك وتعالى وإن كان قليلا، وإن كان عودا من أراك.
ونتمنى أن تتعامل مع هذا الوضع بهدوء؛ لأننا لا نريد أن تعالج خطأ بخطأ، ولا نريد أن تقابل إساءته بالإساءة، ولا نريد أن تدخل معه في مشادة كلامية قد تدفعك إلى ما هو أسوأ، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونحن إذ نرحب بك في الموقع نؤكد لك أننا نريد ممن يتواصل معنا أن يكون ميالا للعفو والصفح، أو على الأقل أخذ حقه، ولكن بالتي هي أحسن.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يعوضك خيرا، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية.