تتملكني حالة من الخوف من الموت مع توقفي عن تناول العلاج.

0 289

السؤال

السلام عليكم
أتقدم بخالص الشكر لكل القائمين على هذا الموقع الرائع، جزاكم الله خيرا جميعا.

أفيدكم علما أني صاحب الاستشارة رقم (2151014) -والحمد لله- حوالي 70 % من الأعراض اختفت، بقيت معي حالة أتعبتني كثيرا، مثلا: عند الصلاة أشعر وكأني سوف أسقط على الأرض، أراقب قدمي فأجدني واقفا سليما، ودائما أشعر بأني سأموت عند الصلاة، وأشعر بضيق تنفس، وأشعر بشيء أشبه -إن صح التعبير- بـ (زن) في جسدي في الصلاة أو غيرها.

أشعر بتنميل في أصابع يدي عند المشي، وأشعر بأني سوف أسقط عند شعوري ولو بكحة، أخاف منها وأقول: ربما كانت من القلب، ويمكن أن أراقب نبضات قلبي، وأحيانا أشعر كأن هواء يملأ صدري، ولكني أشعر وأنا أطرده إلى بطني عند أخذ نفس عميق.

للعلم: أعاني من غازات في البطن، وقال لي الطبيب: إنه قولون عصبي.

مشكلتي التي ما زالت معي هي: أني أخاف أن أعامل زوجتي برفق، أخاف أن أموت، لابد أن أقوم بعمل روتين يومي لا أغيره، حتى إن كان في الصلاة والوضوء، أخاف أن أغيره دائما، أخاف من الرؤى المكروهة، مع العلم أني أرى رؤى غريبة ومتداخلة، فهل يمكن للشيطان أن يجد الأحلام باب خوف لي فيدخل لي منه؟

كثيرا ما يصيبني فجأة ضيق تنفس يستمر دقائق، لكني وقتها أخاف أن تكون من القلب، وأسترجع ما كنت عليه سابقا، لكني الحمد لله أسيطر على نفسي، عند النوم في الظلام أتخيل طيورا تطير، وأشياء غريبة.

دائما أشعر أن مكروه -لا قدر الله- سوف يصيبني، تعبت من هذه الحالة، علما بأني متوقف عن الزيروكسات وزانكس منذ سنة، ولا أتناول أي شيء الآن.

أرجو الرد على رسالتي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعتقد أن وضعك العام جيد، فأنت تجربتك السابقة مع العلاج جيدة جدا، وأعتقد أن مؤهلاتك الدافعية النفسية بدأت في التقدم والبناء الحقيقي، والذي -إن شاء الله تعالى- سوف يقودك إلى مزيد من التكيف والتطبع مع الحياة بصورة إيجابية.

أعراضك معظمها نفسوجسدية، والأعراض النفسوجسدية تتطلب التجاهل، والتجاهل لا يمكن أن يصل إليه الإنسان إلا إذا صرف انتباهه، وصرف الانتباه لا يمكن أن يتم إلا من خلال حسن إدارة الوقت؛ بأن ينخرط الإنسان في مهامه الحياتية بجميع أصنافها، من: عمل، وتواصل اجتماعي، ممارسة رياضة، اهتمام بشؤون الأسرة، التطور المهني، التطور الفكري، أخذ قسط كاف من الراحة، الحرص على أمور العبادات والدين.

فيا أخي الكريم: هذه العملية –أي عملية إدارة الحياة– تأتي من خلال حسن إدارة الوقت، وهذا كما ذكرت لك يصرف انتباهك تماما، الأعراض النفسوجسدية تعالج من خلال هذا المبدأ، ولا تعط نفسك فرصة لتساومك من أجل التراخي والتأجيل، كن صارما مع ذاتك، وسوف تحس -إن شاء الله تعالى- بالمردود الإيجابي.

موضوع الرؤى أو الأحلام المكروهة: عليك أن تستعيذ بالله تعالى من شرها ومن شر الشيطان، ولا تحكها، واتفل ثلاثا على شقك الأيسر؛ بذلك تقضي على الأمر تماما، وحتى تخفف من نوعية هذه الأحلام عليك ألا تتناول وجبات ثقيلة من الطعام في وقت متأخر، كذلك تجنب شرب الشاي والقهوة ليلا، وحاول أن تطبق تمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) فيها -إن شاء الله تعالى- فوائد كثيرة جدا إذا طبقها الإنسان بدقة.

موضوع أنك تحس كأنك سوف تسقط على الأرض عند الصلاة: هذا شعور يجب أن تتجاهله، فأنت لم تسقط ولن تسقط، والمشاعر السلبية نزيلها ونسيطر عليها من خلال الأفعال الإيجابية، والفعل الإيجابي هنا أمامك واضح: الصلاة في مقامها العظيم، هي مبعث للطمأنينة، وزيادة للطاقات النفسية والجسدية؛ فإذا تغلب على هذه المشاعر من خلال الأفعال الإيجابية.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى أنه ربما يكون من الأفضل لك في هذه المرحلة أن تتناول عقار (زولفت) والذي يعرف علميا باسم (سيرترالين) تحتاج فقط أن تتناوله لمدة ستة أشهر، والجرعة بسيطة وصغيرة، وهي نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – تتناولها ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها خمسين مليجراما – أي حبة واحدة – ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

قصدت أيها -الفاضل الكريم- بأن أصف لك هذا الدواء من أجل الدعم البيولوجي الذي سوف يساعدك على التطبيقات السلوكية، أسأل الله أن ينفعك به، وأشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات