أختي مصابة بالروماتويد، هل يحق لي أن أرفض من يتقدم لها؟

0 490

السؤال

لي أخت صغيرة، في بداية العشرينيات، مصابة بمرض الروماتويد، ولكن من فضل الله علينا أن المرض من النوع قليل النشاط، ولكنه في نهاية الأمر مرض مزمن.

بسبب هذا المرض أصبحنا نرفض أي عريس يتقدم لرؤيتها، بل حتى أننا نرفض فتح الموضوع أصلا لعدم معرفتنا كيف سنتعامل مع من يتقدم لخطبتها ومتى سنخبره؟ وكيف سنخبره؟ وماذا سيكون رد فعله عندما يعلم بالمرض؟ وماذا سيكون أثر ذلك على أختي؟ وهل إخباري لأي عريس متقدم لخطبتها بالمرض هل يعتبر ذلك فضحا لها؟ خاصة أنها بنت ومثل هذه الأشياء تغير من نظرة الناس لها؟

بالرغم من أن أختي من الله عليها بالجمال وخفة الدم، إلا أنني في حيرة من أمري! هل أغلق مواضيع الارتباط إلى أن يفرج الله من عنده من حيث لا نعلم؟ أم أفتح الباب لمن يتقدم لخطبتها، ولكني متى سأخبره وكيف؟ وهل أصلا يجوز لي عدم إخباره؟ مع العلم أنه بالفعل يوجد شخص متقدم لرؤيتها، وأنا أحاول تأخير الموضوع لعدم قدرتي على اتخاذ قرار بهذا الشأن.

أفيدوني بنصحكم، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما ذكرت -يا أخ أحمد- أن الروماتويد مرض مزمن -والحمد لله رب العالمين- أنه عند أختك خفيف، وأنا أعالج مرضى الروماتيزم منذ عام 1982، وأعرف كيف يكون أحيانا هذا المرض، فقد يكون شديدا ويتطلب العلاج بعدة أنواع من الأدوية، -والحمد لله- أن هناك أدوية حديثة يمكن أن تعالج هذا المرض وتمنع تطوره، ويمكن أيضا أن يعيش الإنسان حياة عادية بهذا المرض، ويمكن أن تنجب أطفالا دون أن تتأثر قدرتها على الإنجاب أو يتأثر الحمل، وطبعا تحتاج خلال فترة الحمل مراقبة خاصة، وتغيير في الأدوية لاستخدام أدوية لا تؤثر على الجنين أو على الرضاعة؛ لذا لا أرى أن ترفضوا من يأتي للزواج بأختكم من أجل مرضها؛ فقد يكون الزواج لها من عوامل تخفيف المرض؛ لأنها ستشعر أنها إنسانة قادرة على القيام بواجباتها وأمومتها، وبالتالي ترتفع معنوياتها؛ وذلك بإذن الله يخفف من المرض.

افتح باب الخطبة لمن أراد أن يتقدم لأختك وصارحه بأنها تعاني من التهاب في المفاصل، وأنه من النوع الخفيف، وأن الطبيب طمأنكم أن هذا لن يؤثر على قدرتها في الإنجاب أو القيام بكل واجباتها الزوجية -بإذن الله-، فأنا لا أرى أن يتم إخفاء الموضوع على الخاطب؛ لأنه لا يريد أن يكتشف بعد ذلك أنكم كنتم تخادعونه، وتكون النتائج غير محببة، وأنا أعالج الكثير من النساء المتزوجات اللاتي يعانين من هذا المرض، وعندهن أولاد وعائلة -والحمد لله-، ولا تدري فلعل الله يجعل في قلب الخاطب التقي تقديرا لصدقكم معه، ويجعل في زواجهم بركة لهم، ويجعل الشفاء لأختك في صدقكم مع الخاطب.

بارك الله فيك وفي أختك، ونسأله سبحانه أن يمن عليها بالشفاء، وبزوج ترضون دينه وخلقه، آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات