السؤال
عمري 33 عاما، أشعر منذ فترة -تقريبا شهر- بألم في الكتفين والرقبة، ومع المسكنات والكمادات يخف الألم، ومنذ أسبوعين تقريبا أتاني شد في الرقبة، مع ألم بسيط، وشد في الجهة اليمنى من الرأس مع نبض فوق الأذن نبض محسوس، أي عندما أضع يدي أشعر أن المنطقة تنبض، ولكنه نبض غير مرتب، ربما في الدقيقة نبضتان أو ثلاث، تزيد أو تنقص، وهو ليس مستمرا ينقطع ثلاثة أو أربعة أيام، ثم يعود إذا بذلت مجهودا، إذا أصابني الشد (الألم) يصل للعين، فتكون جهة رأسي اليمنى غير مرتاحة، ويكون فيه تقلصات.
أرجو من الله ثم منكم مساعدتي في إيجاد العلاج المناسب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
آلام الرقبة شائعة جدا، وفي معظم الأحوال تكون مرضا حميدا وعابرا، وأسبابها تكون ناجمة عن إجهاد منطقة الرقبة، وأسفل الرأس، وأعلى الكتفين، نتيجة الجلوس لفترات طويلة بطريقة خاطئة عند الدراسة، أو عند الكتابة، أو عند استخدام الحاسوب.
كما أن استخدام الوسادة السيئة عند النوم، يساهم في ظهور آلام الرقبة، يضاف إلى ذلك استخدام الهاتف الخلوي، والهاتف الأرضي لفترات طويلة، مع ثني الرقبة ناحية الكتف، ما يضيف إجهادا غير عادي على الرقبة، وعلى الأكثر أن هذا هو السبب عندك.
قد تكون آلام الرقبة في بعض الحالات ناتجة من التهابات عضلية مزمنة، أو نتيجة وجود خشونة في الفقرات التي تقع في منطقة الرقبة، أو ناتجة عن انزلاق غضروفي في الفقرات العنقية، وفي هذه الحالات قد تمتد الآلام لتشمل الكتف والذراع والساعد، وكذلك الأصابع، وقد يصاحبها خدر وتنميل في الطرف العلوي -والحمد لله- أنك لا تشكو من هذه الأعراض.
كذلك إصابات الرقبة الرضية قد تكون سببا في ظهور آلام الرقبة المفاجئة والشديدة، وخصوصا عندما يتعرض الإنسان إلى ارتطام مركبة أخرى به من الخلف، ما يؤدي إلى شد عضلي Whip lash Injury.
في معظم المرضى الذين يعانون من آلام الرقبة الحميدة الناتجة من الإجهاد المزمن تكون الأعراض بشكل آلام في أسفل الرأس، من الناحية الخلفية، تمتد للرقبة وإلى أعلى الكتفين، وتزداد مع الإجهاد، وبذل المجهود، والجلوس لفترات طويلة، وتقل في فترات الإجازات والعطلات الأسبوعية، وقد يصاحب هذه الآلام نوع من أنواع الصداع، الذي يصيب المنطقة الخلفية من الرأس، ويمتد إلى أعلى الرأس في الطرف المؤلم، وآلام عضلات الرقبة تزداد حدتها مع التعرض لضغوط نفسية أو جسدية، أو مع تقلبات المناخ، مثل دخول فصل الشتاء، أو زيادة الإجهاد على الرقبة.
أما علاج آلام الرقبة فيكون بأخذ قسط كاف من الراحة، وخصوصا عند الناس الذين تتطلب أعمالهم استخدام الحاسب الآلي، أو الكتابة لفترات طويلة، وعليك -قدر الإمكان- المحافظة على الوضعية السليمة عند الجلوس للمذاكرة، أو عند استخدام الحاسب الآلي، بحيث تكون المذاكرة على طاولة، وباستخدام كرسي صحي، وحاول أخذ قسط من الراحة كل ربع ساعة، أو كل نصف ساعة، مع عمل تمرينات بسيطة لعضلات الرقبة.
وأيضا يساعد -بإذن الله- عمل جلسات علاج طبيعي للرقبة، والتأهيل والتثقيف عن الوضعيات الصحيحة للمحافظة على سلامة الرقبة، وكذلك عمل تمرينات إطالة لعضلات الرقبة، وتمرينات تقوية لهذه العضلات، ما يؤدي على المدى الطويل إلى إعادة تأهيلها وتقويتها، ويجعلها قادرة على تحمل الضغوط اليومية، وهذه تتم في البداية عن طريق العلاج الطبيعي في الأول، ثم يمكن إجراؤها بنفسك.
وللآلام يمكنك استخدام المسكنات مثل: نابروكسين 250 ملغ مرتين بعد الطعام، ومرخيات العضلات مثل: muscadol حبة ثلاث مرات في اليوم، واستخدام المراهم والكمادات الساخنة أو الباردة، كل حسب حالته عند اللزوم.
ويمكن أيضا -إن استمر الألم- استخدام الوسادة الطبية عند النوم وعند الجلوس، لكي تحافظ على القوام الصحيح للفقرات العنقية، وللظهر بصفة عامة.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.