ما مدى نجاح عملية اللوز لطفل عمره ثلاث سنوات ونصف؟

0 563

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على اهتمامكم بأمور المسلمين، وقضاء حوائج العباد.

لدي طفل عمره ثلاث سنوات ونصف، ووزنه 15 كم، في العام والنصف الأخير كثرت إصابته بالتهاب اللوزتين، مع صديد، وكان الطبيب يقوم بكتابة مضاد حيوي حقنا، ثم يعود الالتهاب بعد أقل من شهرين، ومنذ ثلاثة أيام وهو مصاب بالتهاب وصديد على اللوزتين، وارتفاع درجة الحرارة لـ 39 درجة.

ذهبنا للطبيب فمسح له اللوز، وكتب له علاجين، هما ماكسيلاز ونيو مايكيلون كلاهما شراب، مع حقن بنسلين، كل ثلاثة أسابيع لمدة ثلاثة شهور، وبعد أخذ حقنة بنسلين والعلاجين الآن يسخن مرة واحدة بالليل، غالبا 38 درجة، لكنه يتنفس بسرعة أثناء النوم، مع فتح فمه.

أخشي أن يؤثر ذلك على قلبه، فهل من الأفضل أن يزيل اللوز أم ينتظر؟ علما أنه عقب كل إصابة باللوز يعقبها إصابة بالتهاب الأحبال الصوتية، فما الحل؟

أفيدوني زادكم الله علما.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اللوزتان هما عضوان من نسيج لمفاوي تقعان على الجدار الجانبي من البلعوم الفموي، لهما دور في المناعة عند الأطفال في السنوات الأربع الأولى من العمر, وبعدها يضمحل هذا الدور لتحل أعضاء أخرى محلهما، فتصبح اللوزتان حالة مرضية مزمنة، عندما يتكرر الالتهاب أكثر من أربع مرات في العام، ولسنتين متواليتين، وكذلك إذا ترافقت مع ضخامة فيهما وعلى الغالب هذه الضخامة تترافق مع ضخامة في الناميات الغدية.

علما أنها نسيج مشابه للوزتين، وتتوضع في المساحة خلف الفتحتين الخلفيتين للأنف مما يعيق تناول الطعام والتنفس، وتؤدي إلى الفم المفتوح، والشخير الليلي، ورائحة الفم وتسوس الأسنان، ومع الزمن يكتسب الوجه سحنة خاصة من تقدم في الفك السفلي، وتدلي الشفة السفلية، وعرض في الأنف, وقد تتفاقم المشكلة بانسداد نفير (أوستاش) وهو أنبوب التهوية الذي يصل بين الأذن الوسطى والبلعوم الأنفي، المساحة خلف الفتحات الخلفية للأنف، بسبب ضغط الناميات الغدية عليه عند فتحته هناك, وهذا يؤدي لالتهاب متكرر في الأذن الوسطى، ومشاكل سمعية.

كذلك هناك خطر الإصابة القلبية، حيث يؤثر التهاب اللوزتين على صمامات القلب، فالجراثيم التي يمكن أن تسبب التهاب اللوزتين كثيرة، لكن أهمها في الإصابات القلبية تلك المسماة الجراثيم العقدية، وذلك نسبة إلى شكل توضعها تحت المجهر على شكل العقد أو السبحة.

خاصة المجموعة (بيتا) النمط (أ)، وتأتي أهميتها من شبه تركيب بنيتها الشديد لبنية الصمامات القلبية، فيتم تخريب الصمامات القلبية بآلية تسمى المناعة الذاتية، حيث تقوم وسائط الدفاع والمناعة في الجسم بتشكيل مواد قاتلة خاصة بالجراثيم العقدية، تسمى أضداد الجراثيم العقدية، وتهاجم الصمامات، وتخربها بدرجات مختلفة, وهذه الحالة تندرج تحت مسمى الحمى الروماتيزمية والتي قد تسبب أيضا التهابا في المفاصل الكبيرة كالركبتين والمرفقين، وتتمثل بتورم مع احمرار، وألم في المفصل يتنقل من مفصل لآخر, وقد تؤدي أيضا لالتهاب في الكبب الكلوية، وتسبب قصورا في الكلية.

عندما نصل لمرحلة الالتهاب المتكرر لأكثر من أربع مرات في العام، ويفشل العلاج الدوائي بالبنسلين المديد فلا يجب إهمال هذه الحالة، ولا بد من إجراء العمل الجراحي، وهو استئصال اللوزتين وتجريف للناميات الغدية, لمنع التطور لمرحلة الاختلاطات سالفة الذكر.

دمتم بصحة وعافية، وحفظ الله لكم أولادكم، وأعانكم على رعايتهم.

مواد ذات صلة

الاستشارات