أنا مدرسة وأعاني من بعض الطلبة المشاغبين.. فكيف أتعامل معهم؟

0 470

السؤال

السلام عليكم.

أولا: أعرفكم أن المدراس الخاصة يعتبرها الأهل أفضل من المدارس الحكومية، حيث يكون فيها الازدحام، وعدم الاهتمام بالطلاب، وقد يكون كلامهم صحيحا، ولا يوجد بها تدريس للحاسوب، ولا يوجد بها تدريس الإنجليزي من بداية الصفوف، بل من الصف السابع، فبعض أولياء الامور يرغبون بتدريس أبنائهم بالمدارس الخاصة باعتبارها أفضل بها الحاسوب والإنجليزي من الصف الأول.

سمعت من المدرسات شكاوى كثيرة أن التدريس في المدارس الخاصة متعب، حيث إن ولي الأمر يتحكم بالمدرسة عند مجيئه للمديرة، أو المعلمة، وللأسف المديرة أو المدير يقفون لجانب أولياء الأمور حتى لو أن الطالب هو المخطئ، يعني ترضخ لمطالب أولياء الأمور لكون الطالب يدفع مبلغا ماليا على عكس الحكومي، فراتب المعلم من مبلغ الدولة، ولكنه يعتبر ضعف راتب المعلم في المدرسة الحكومية، طبعا كما ذكرت سابقا مشكلتي هي الفوضى والشغب التي تحدث اثناء التدريس لهم فهم يشتتون انتباه الطلاب، ويضيعون علي وقت الحصة.

طوال الحصة أصرخ عليهم، وأحيانا يشتتون انتباهي لتدريس المادة يهدؤون، ثم يرجعون، وهم تقريبا أربعة طلاب الأكثر مشاغبة واحد منهم مستواه جيد جدا، والاثنين ضعيف جدا، والثالث متوسط حيث إنهم منقولين من المدارس الحكومية، واكتشفت أن أحد الطلاب المشاغبين راسب أعتقد له ثلاث سنين يرسب، وهو مشاغب في الفصل، والثاني مشاغب، ومستواه ضعيف حتى في الكتابة، لا اعرف كيف انتقلوا، لكن لا يعني هذا أن البقية هادئون كثيرا، وإنما يعني قليلا تصدر منهم الفوضى.

المهم نوع المشاغبة هي الكلام، أو رغبتهم بالخروج عندما تكون حصتي نهاية الدوام، أو رمي الطلاب بقطعة ورقة صغيرة مكورة أثناء كتابتي على السبورة، وعدم كتابة الواجبات، والطلاب البقية يشتكون منهم يا استاذة انظري ماذا فعل؟ هذا الطالب رماني، وأحيانا تصل إلى المضاربة بين اثنين، وللأسف أنا أستخدم العصا لضربهم وتأديبهم لنصيحة المعلمات والمدرسين لي بضربهم حيث لا ينفع مع هؤلاء سوى العصا، ويبدو كلامهم صحيحا، فخصوصا أن أصلهم "بدوا" يختلفون عن بعض الطلاب المتحضرين، وقالت لي إحدى المعلمات أني لا أنفع لتدريس الأولاد؛ لأني باردة وهادئة نوعا ما، فالأفضل لي تدريس البنات ربما أني قد انفعلت كثيرا في البداية؛ لأني لأول مرة أدرس مع أني قد جربت أثناء دراستي في الجامعة في التطبيق في أحد المدارس الحكومية للبنات لمدة شهر، ولكني لم أواجه اي مشاكل أثناء التدريب، والآن في وسط الطريق، وعلي الإكمال، ولكن الحمد لله الآن بدأت الأوضاع تتحسن قليلا وبدأت أسيطر عليهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ا.س.م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونسأل الله أن يعينك على هذه المهمة، ونبشرك بأن التعليم هي مهمة الأنبياء، والنبي - صلى الله عليه وسلم – بعث معلما، وأن التعامل مع البشر هو من التعاملات الصعبة، لكنه ليس مستحيلا أن يعرف الإنسان نفسيات هؤلاء الطلاب، ويدرس أحوالهم، ويقف مع خلفيات هؤلاء المشاغبين، وستجدين عجبا؛ لأن المعلم ينبغي أن يجتهد في أن يعرف دوافع الخطأ، فالطالب يخطئ لأنه طفل، يخطئ لأنه يبحث عن المكانة، يخطئ لأنه يريد أن يلفت النظر، يخطئ لأنه يريد أن ينتقم من معلمته لأنها لا احترمته ولا أعطته ولا ساوته بالآخرين، يخطئ لأنه عنده نوع من التمرد.

المهم معرفة الخطأ وسبب الخطأ هذا جزء كبير من الحل.

المسألة الثانية: لا بد أن يكون المعلم وتكون المعلمة هادئة، وهي تتعامل مع الأخطاء؛ لأن الانفعال ضعف؛ ولأن الطلاب إذا جعلوا المعلم ينفعل بعد ذلك ينقطع التواصل الجيد، ويستغلوا هذا الضعف في المعلم والمعلمة، فيزدادوا عنادا وعتوا عندما يجدون المعلمة متضايقة ويجدون المعلم متضايقا من تصرفاتهم.

ولذلك ينبغي أن ننظر لهذه المسألة من كافة أبعادها، ومن كافة جوانبها، وأسعدني أنك قلت بأن الوضع يبدأ يتحسن، فعلا الوضع سيتحسن، خاصة إذا نجحت المعلمة في أن تكون حازمة وواضحة، تعليماتها صريحة، حاولت أن تحصر أسباب المشاكل والذين عندهم مشاكل من أجل أن تعالج إشكالاتهم واحدا واحدا، وتحملهم مسؤولية الأخطاء التي يقعوا فيها، وتجتهد في أن يكون لها تواصلا جيد مع أسرهم، من أجل أن تتفهم الخلفيات، ومن أجل أن تجد المعاونة.

حاولي أيضا أن تلمسي جوانب التميز عند المتعطلين، فإن كل إنسان له موهبة مدفونة، فيه كنز مدفون، إذا نجحنا في اكتشافه وشجعناه وساعدناه فإنه سيصعد إلى الأعلى ويتقدم إلى الأمام.

المهم: التعامل مع البشر يحتاج إلى حكمة وحنكة، وندعوك إلى أن تتفقديهم وتهتمي بأحوالهم، وتبحثي عن خلفياتهم، وتبحثي عن دوافع الخطأ، وتعدلي بينهم، أكرر: العدل العدل، ثم العدل؛ لأن هذا هو الذي يعين المعلم أساسا على ضبط الصف، عدل في النظرات، في الاهتمام، في الفرص، وفي كل شيء.

كذلك أيضا ينبغي أن تكوني معتدلة في لبسك، معتدلة في الضحك، كثرة الضحك تجعل الطلاب يميلون إلى الفوضى، فعليك بالانضباط وكوني في كل أمر في مقام القدوة؛ لأنهم يتأثرون بك، وهذه الأشياء إذا راعاها الإنسان واهتمت بها المعلمة وأعلنت مشاعرها تجاههم بأنها تحبهم، وتريد لهم الخير، وجعلتهم مثل أبنائها، فإن هذه مفاتيح كبرى للنجاح في هذه المهمة، ونتمنى أن تتواصلي مع الموقع بإيضاح المشاكل مفصلة حتى نستطيع أن نضع النقاط على الحروف، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات