أعاني من الاسترجاع عندما أكون متوترا أو تحت الضغط.

0 264

السؤال

السلام عليكم

أشكركم على مجهودكم المميز.

أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاما، أعاني من الاسترجاع عندما أكون متوترا أو تحت الضغط، وبالأخص عندما أكون في اجتماع في العمل، أو في الطائرة أو في سيارة مع أصدقائي.

هذه المشكلة بدأت تؤثر على مستواي العملي، لأنني أصبحت أتهرب من الاجتماعات أو عندما يكون عندي دورة عمل.

أرجو من الله أن أجد عندكم الحل.

شكر لجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاصم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما تفضلت وذكرت أنك تعاني من هذا الاسترجاع حين تكون في وضع نفسي معين، فالقلق والتوتر يعرف عنه أنه يؤدي إلى توتر في عضلات الجسم، وبعض العضلات أكثر تأثرا من غيرها، ففي حالتك الأمر واضح جدا، أن التوترات الظرفية أثناء الاجتماعات وركوب الطيارة أو السيارة (مثلا) أو حين تكون مع حتى أصدقائك، هنا تتحرك عندك مشاعر الرهبة، وهي رهبة بسيطة من وجهة نظري، لكنها تؤدي إلى هذه التوترات العضلية التي بدورها ينتج عنها الاسترجاع كعرض نفسو جسدي، حيث إنه هكذا يسمى.

أيها الفاضل الكريم: الموضوع بسيط جدا، قلق المخاوف من هذا النوع يعالج عن طريق التحقير، وأن تدرك نفسك بصورة أكثر إيجابية، قطعا لك مقدرات، أنت لست بأقل من الآخرين.

يجب أن تكون مصرا على أن تواجه، لا تتهرب أبدا من المواقف الاجتماعية، ولا تراقب نفسك، وحاول أن تتصرف بعفوية وانسيابية، لأنه إذا تسلطت على ذاتك وراقبتها خاصة حين تكون مع الآخرين أو في بدايات الاجتماع، هذا يجعلك تخاف وتتوتر.

اترك التجنب، التجنب يزيد من المخاوف، وهنالك نوع من اللقاءات الاجتماعية، بل نعتبرها علاجات جماعية ممتازة، يجب أن يزاولها الإنسان، مثلا الصلاة مع الجماعة، ممارسة الرياضة الجماعية، مشاركة الناس في مناسباتهم، هذه وسائل علاجية مفيدة ويكتسب منها الإنسان -إن شاء الله تعالى- خيري الدنيا والآخرة.

لا بأس أبدا من أن تتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، وعقار (زولفت) هذا اسمه التجاري، ويعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال) ويسمى علميا باسم (سيرترالين) سيكون دواء مفيدا جدا لك، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بنصف حبة -أي خمسة وعشرين مليجراما- تتناولها ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

قطعا هو دواء سليم وفاعل جدا.

أخي الكريم: تجنب الاحتقانات النفسية، نحن في بعض الأحيان نكتم ولا نفرغ ما بداخلنا، وذلك لأسباب مختلفة ومتعددة، فكن معبرا عن ذاتك أول بأول، وهذا يجعلك أقل توترا وانفعالا سلبيا.

بالنسبة للخوف من ركوب الطائرة أو السيارة حين تكون مع أصدقائك.

هذا أيضا نوع من الرهاب الاجتماعي البسيط، والخوف من الطائرة يعالج على نفس الأسس: أن أواجه، ألا أتهرب، وعليك دائما بالحرص على دعاء الركوب، وأن تتدبره، وأن تتمعنه، حين تكون في الطائرة أو في السيارة ابدأ بدعاء الركوب، وركز عليه، وتدبر محتوياته، واسأل الله أن ينفعك به.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات