طلقت زوجتى بناء على طلبها وإصرارها واكتشفت أنها تحبني

0 471

السؤال

السلام عليكم.

طلقت زوجتي بناء على طلبها بالطلاق، والغريب أنها لم تذكر السبب، ولم أرد تطليقها في البداية لإيماني بأن أي مشكلة ممكن حلها إذا تمت معرفة السبب، ولكنها أصرت على ذلك، ولذلك طلقتها.

شعرت بعد ذلك أنها ما زالت تحبني، بدليل وجود بعض الكتابات الموجودة على صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة بها.

لذلك فكرت في الرجوع إليها، ولربما قد تعلمت من تلك التجربة القاسية، وذلك إكراما للعشرة والجيرة، واعتقادا مني بأنه لا يوجد إنسان كامل، ولكن كرامتي تمنعني أن أكون أنا من يطلب ذلك منها، حيث أنها هي التي طلبت الانفصال.

علما بأننا مختلفون بالطباع، حيث أنني شخص محب للعمل، والالتزام، ومنظم وأقدس الحياة الزوجية، ولكنها غير مهتمة بنفسها، تحب السهر والنوم صباحا والاستيقاظ عصرا، أو في أغلب الأحيان بعد المغرب.

كذلك شرب (الشاي والنسكافيه) بكثرة، وقد أبلغتها بخوفي عليها من تلك العادات، ودعوتها لاستبدالها بالأسلوب الأمثل والنوم ليلا، وذلك لراحة الجسم والعقل، ولكنها لا تريد أن تغير تلك العادات، وكما لاحظت أيضا أن شربها لتلك المنبهات يزيد من عصبيتها وانفعالها.

بماذا تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عصام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة، ونؤكد لك أنه لا يوجد إنسان كامل، وكلنا ذلك الناقص، وطوبي لمن غمرت سيئاته في بحور حسناته، ومن الذي ما ساء قط، ومن له الحسنى فقط.

نؤكد لك أن الطلاق صعب؛ لأن العاطفة لا تقبل القسمة على اثنين، وهي مشاعر نبيلة تبقى، ولذلك نتمنى فعلا أن تحكم العقل، وتحاول أن ترد المياه إلى مجاريها والأمور إلى صوابها، ولا حرج في ذلك، فأنت الرجل وبيدك القوامة.

الإسلام جعل الطلاق في يد الرجل، وكان بودنا ألا تسارع بالاستجابة لها، فإن المرأة سرعان ما تطلب الطلاق، ثم سرعان ما تتأثر؛ لأنها تحكم عاطفتها لا العقل، والشريعة جعلت الأسرة وقوامها بيد الرجل؛ لأنه الأعقل وينظر إلى مآلات الأمور وعواقبها، بخلاف المرأة التي خلقت بجرعات عاطفية كبيرة حتى تتناسب مهمتها فتمنح زوجها الحنان، ولأبنائها تمنحهم العواطف والشفقة والرحمة، فلذلك هي لا تفكر بعقلها، ولكن تفكر بالعاطفة، ولا تنظر في مآلات الأمور، ولكن تنظر إلى زوجها في تلك اللحظة، ثم بعد ذلك تندم، وهذا ظهر وسيظهر لك مستقبلا، فالمرأة يصعب عليها أن تستغني عن زوجها، وهي ستضرر الضرر الأكبر في حال الفراق والطلاق.

نحب أن نؤكد لك أن كرامة المؤمن في طاعته لله تعالى، ولو رجعت إليها فهذا أولى وأحرى، وأيضا نتمنى أن يكون في الذي حصل درس لها، فإن الطلاق نوع من التأديب، ونتمنى أن تكون قد استفادت من الدرس العنيف الذي عرفته، وعرفت مقدارك بهذا الفراق، وهذه المدة التي ابتعدت عنك.

نؤكد أن كرامة الرجل والإنسان في أن يحافظ على عرضه وبيته وزوجه، وعودتك هي معروف تؤجر عليه، وأنت لا ترجع مباشرة وإنما حاول التعرف على مزيد من الأمور، ويمكن لأخواتك أو أخواتها أو إخوانك أو إخوانها أن يكون لهم دور في حل هذه المشاكل.

نسأل الله تعالى أن يعينك على الخير، ونسأل الله لكما التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات