السؤال
السام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني القائمين على إسلام ويب: جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من خير للكل.
أنا شاب قررت الزواج -والحمد لله- لكن مشكلتي أني خجول من مفاتحة أهلي بالموضوع بشكل مفرط, ولو فاتحتهم فهناك مواصفات جسدية لزوجتي التي أريدها, وهذا مخجل جدا, فكيف أفاتح أهلي بالموضوع دون أن أضع نفسي في هذا الموقف المحرج؟ وجزاكم الله خيرا.
بالنسبة لما بعد الزواج؛ فأنا قلق من الناحية المادية؛ لأن وظيفتي دخلها الشهري مقبول نوعا ما, وهو تقريبا يبلغ 2500 ريال مع كامل البدلات, فهل بهذا المرتب أستطيع أن أكون بيتا أسريا أم لا؟
أرجو الإجابة, وأثابكم الله, وجعله في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عزام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابننا الفاضل في الموقع، وهنيئا لك بهذه الرغبة وتلبية نداء الفطرة، والزواج سعادة وهو منهج الأنبياء، والعزوبة ليست من أمر الإسلام بشيء، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعدك وتسعدها، وتعينك على الخير وتعينها على الخير وعلى الطاعة لله تبارك وتعالى.
نحب أن نؤكد لك أنه ليس في الأمر ما يخجل، والأهل سيفرحون جدا بمجرد إظهار هذه الرغبة، ولكن المواصفات متروكة لك، حتى لو اختار الأهل فلا تقبل، واطلب منهم أن يراجعوك ويشاوروك قبل أن يحسموا الأمر، فلا تقبل إلا بالفتاة التي تنطبق عليها المواصفات التي تريدها، لأن من أهداف الزواج أن يعف الإنسان نفسه، ولذلك من حقه أن ينتقي الجمال، وأن ينتقي الشرف، وهذه الأشياء، لكن التركيز على الدين، لكن الركن الركين هو الدين والأخلاق (فاظفر بذات الدين تربت يداك).
ليس معنى هذا الحديث أن يترك الإنسان الجوانب الأخرى، فإن الشاعر يقول: (ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا) ولذلك هذا الذي تتكلم عنه حق شرعي ومتاح لك، والشريعة تتيح للرجل أن ينظر إلى مخطوبته، والمرأة تنظر إلى خطيبها الذي هو زوج المستقبل، ويبن قراره على نظرة شرعية، بل كن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) ويقول: (انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا).
هذا حق شرعي بالنسبة لك، ويمكن أن يعاونك ويساعدك في الوصول إلى ما تريد الشقيقات أو العمات أو الخالات، يمكن أن يساعدوك في الوصول إلى الفتاة المناسبة التي لا نرى أن تجامل في أمرها، لأن هذا مسألة حياة ومشوار طويل، وهي علاقة يترتب عليها وجود أبناء ووجود أطفال.
أما بالنسبة للجزء الثاني فنبشرك بأن الزوجة تأتي برزقها، والله هو القائل: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله} فكان السلف يتلمس الغنى في النكاح، فطعام الاثنين يكفي الأربعة، والمرأة تأتي برزقها، والأطفال يأتون بأرزاقهم، والله هو القائل: {وما من دآبة في الأرض إلا على الله رزقها} فلا تحمل هما كبيرا لهذه الناحية، واجتهد في توفير ما تستطيعه، وأقبل على حياتك الجديدة.
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، هو ولي ذلك والقادر عليه.