السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من مشكلة في الدماغ، وأنا سريع النسيان، وأشعر أن دماغي مقفل، ولا يستطيع الحركة، ولدي عدة شخصيات، ومزاجي متقلب، ولا أفهم إلا بصعوبة، وأشعر أني أصبحت مختلفا جدا، والبعض قال: إن لدي ذهانا أو انفصاما بالشخصية، والبعض الآخر قال: هو اكتئاب حاد، وأنا لا أعلم ما يحدث لي في هذه الأيام.
أرجو المساعدة في أسرع وقت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا أريد أن تصل إلى هذه الخلاصات المتشائمة، وأن ترمي نفسك بأنك مصاب بالذهان أو انفصام الشخصية أو حتى باكتئاب حاد، و-إن شاء الله تعالى- الأمر أبسط من ذلك بكثير، وسوء التركيز وتشتت الأفكار له أسباب كثيرة، وحتى تقلب المزاج أيضا قد ينشئ من القلق أو عدم الارتياح النفسي العام.
أولا: أفضل طريقة هي أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي لتتم مناظرتك وفحصك وتحليل حالتك، وقطعا الطبيب سوف يقوم بأخذ التاريخ المرضي الكامل، وهو مهم للوصول للتشخيص، كما أنه في مثل هذه الحالات نفضل أن تجرى بعض الفحوصات الطبية؛ لأن هنالك أسبابا عضوية تجعل الإنسان لا يركز مثل الاضطراب في هرمون الغدة الدرقية، الأنمياء وضعف الدم، وهذه كلها أسباب مهمة وضرورية، وكذلك نقص الفيتامينات، فيتامين (ب) 12 أو فيتامين (د)، فاذهب لمقابلة الطبيب طبيب الأسرة أو الطبيب النفسي إذا كان هذا ممكنا.
بعد التأكد من أن الأمور كلها صحيحة فابدأ بطريقة تفكير جديدة، وتقوم هذه الطريقة على أنك صحي وبخير، فلا تتهم نفسك بالمرض، فأنت شاب لديك طاقات وإمكانات ومقدرات، وهذا يجب أن تقدره، وتفهمه وتدركه.
والنقطة الثانية أن تحسن إدارة وقتك، وسوء التركيز دائما يأتي من سوء إدارة الوقت، تجد البعض ينام لساعات طويلة، أو يستيقظ متأخرا، فحياته بلا تنظيم، ولا تغذية صحيحة، ولا عبادة، ولا رياضة، ولا تواصل اجتماعي، ولا ترفيه على النفس، وقطعا في مثل هذه الحالات الإنسان لن يرتاح لا في تركيزه، ولا في مزاجه، فيجب أن نكون حريصين على هذا الأمر، فنريد ترتيب الحياة على هذه الأسس الإيجابية، وأؤكد لك أن النوم المبكر، والتغذية الصحيحة، وتلاوة القرآن بتدبر وتمعن، وممارسة الرياضة هي أفضل مغذيات الدماغ، هذا لا شك فيه، وأنا مسؤول على هذا الكلام، هذا المنهج الذي يجب أن تنتهجه، وسوف تجد أن أحوالك قد تحسنت، وأن مزاجك أصبح أكثر أريحية، وأنك قد انطلقت انطلاقة إيجابية.
التواصل الاجتماعي: زيارة الأرحام، ومشاركة الأسرة في فعاليتها، والإفادة لنفسك ولأسرتك، وزيارة المرضى، والمشاركة في العمل الاجتماعي في هذه الحياة، فالحياة جميلة وراقية.
اذهب وقابل الطبيب، وإن اتضح أن هنالك عسرا حقيقيا في المزاج في حياتك وتفكيرك، فهنا سيصف لك الطبيب أحد محسنات المزاج، وأنت لا تحتاجها لمدة طويلة.
أسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يوفقك للسداد والرشاد.