أشكو من الخجل والخوف من الأمراض وعدم الثقة في نفسي مع فقد الحنان.

0 247

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من كثرة التفكير، فأنا أفكر في أتفه الأمور، وكسولة ومهملة كثيرا، وأعاني من رهاب اجتماعي، معدلي في المدرسة 98 لكن لا أشارك مع المدرسة، حصلت على هذه الدرجات من الاختبارات، وأقضي وقت الحصة في التفكير والسرحان، أخشى كثيرا أن أقوم وأقول الإجابة وإن كانت صحيحة، ولدي خوف من الأمراض وخوف على غشاء البكارة.

وأنا خجولة جدا ولا أتحدث أبدا مع المعلمات أو أي شخص غريب، وأيضا في المناسبات واجتماع العائلة أنشغل في التفكير في أشياء وهمية، وأشخاص ليسوا موجودين في الحقيقة، وأشعر دائما أني بحاجة إلى شخص يحضنني، أشعر بأن كل من حولي يكرهني، أريد أن أتخلص من كل هذا، وأعوض أنا بنفسي الفراغ العاطفي الذي أعيشه بدون الحاجة إلى أحد، لأنني حاولت التحدث مع والدتي لكن فشلت، لم تفهمني ولم تستجب لي، وأخجل لأني طويلة، فطولي 165 سم، ومن شكلي أرى بأنني لست جميلة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميهاف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال.

إن الطول والقصر أمر نسبي، وجمال الإنسان ليس بهذا فقط، وإنما هو أحد العوامل التي تكون الإنسان. وربما قلقك ليس من الطول وإنما لبعض الضعف في تقدير الذات، والفراغ العاطفي الذي أشرت إليه في سؤالك، وهو ما يفسر معظم الصعوبات التي لديك كالخجل والخوف والرهاب الاجتماعي.

يؤسفني أن أسمع أنك حاولت الحديث مع والدتك، إلا أنك شعرت بعدم نجاح هذا وبأنها لم تفهمك، إنه ليس بالأمر الغريب أن تشعر الفتاة في سنك بأن أمها لا تفهمها، فهذا كثير بين الفتيات وأمهاتهن، إلا أن هذا ليس مبررا لعدم المحاولة مرة ثانية وثالثة، حاولي الحديث بطريقة مختلفة، أو اقتربي منها ولو من دون الحديث وإنما لمجرد التواصل العاطفي، فلغة الجسد من تقبيل جبين أمك، أو عناقها، كل هذا يمكن أن يساهم في ملئ الفراغ العاطفي الذي تشعرين به. طبعا قد تستغرب أمك أنك تحاولين الاقتراب منها، لأنه مع الأسف هناك الكثير من الأمهات ممن لا يدركن كم بناتهن في حاجة لمصل الحنان هذا والتعاطف، وبالرغم من استغرابها، استمري وقولي لها صراحة بأنك تريدين أن تشعري بالاقتراب منها، وبأنها أمك مصدر محبتك وعاطفتك.

وأما موضوع الخوف من لقاء الناس والحديث معهم، فليس هناك من علاج أفضل من التواصل معهم، وعدم التجنب أو الهروب من لقاء الناس والحديث معهم، فالتجنب لا يحل شيئا، بل على العكس يزيد المشكلة تعقيدا، ويزيد من الحواجز النفسية بينك وبين الآخرين. اقتربي رويدا رويدا من الناس، وابدئي بأقربهم لك من إحدى صديقات أو زميلات الدراسة، ولو بدأت بواحدة منهن، ومن ثم ثانية وثالثة وهكذا، حتى تجدي نفسك على مقربة منهن، وأنك تتحدثين معهن بكل راحة واسترخاء.

وكذلك الحديث مع إحدى المعلمات، ولو متصنعة لسؤالها منفردة بعد الدرس عن أمر من الأمور المتعلقة بالمادة التي تدرسها، ومن ثم معلمة ثانية وثالثة وهكذا، وما هو إلا وقت قريب حتى تجدي نفسك بغير الصورة التي أنت عليها الآن، وستشعرين بأنك واثقة من نفسك، وبأنك تتحدثين وتتفاعلين مع من حولك، ولكن لابد من البداية ولو كانت صعبة بعض الشيء.

وفقك الله، ويسر لك هذا التغيير.

مواد ذات صلة

الاستشارات