السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا توظفت في مدينة غير مدينتي، ومنذ دخولي هذه المدينة وأنا لا أستطيع النوم إلا ساعات قليلة؛ بحيث عندما أكون في السيارة أشعر بحاجة شديدة للنوم، ولكن عند الدخول إلى البيت يذهب النوم.
وعندما انطرح تزيد نبضات قلبي، أخذت بعض الأعشاب، ورأيت فائدة ولكنها عادت، أنا كثير التفكير بالنوم، وأقول لنفسي:" لن أستطيع النوم" وطيلة اليوم أفكر كيف أنام في الليل!
وبعض المرات انطرح وأجد النوم في عيني، ولكن هناك شيء داخلي يقول لي: لن تستطيع النوم.
أرجو أن تساعدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه وساوس، ووساوس عدم النوم أو الشعور أن النوم لم يأت معروفة، وتكون مرتبطة في بعض الأحيان بالأحداث الحياتية، فأنت قد انتقلت إلى هذه المدينة بعد أن أنعم الله عليك بهذه الوظيفة، ومن الواضح أنك لم تتكيف ولم تتوائم حتى الآن مع محيطك الذي تعيش فيه.
أيها الفاضل الكريم: النوم هو حاجة بيولوجية غريزية، لا يمكن للإنسان أن يستغني عنها، الذي يأتيك هو مجرد وسوسة وليس أكثر من ذلك.
اسع لتحسين صحتك النومية من خلال: ممارسة الرياضة، وعدم محاولة النوم نهارا، وأن تثبت وقت الذهاب إلى الفراش ليلا، ولا تذهب إلى الفراش إلا بعد أن تحس بشيء من النعاس، وركز كثيرا على تمارين الاسترخاء، وهي مفيدة جدا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك الرجوع إليها للاستفادة مما بها من تمارين.
لا تتناول الشاي ولا القهوة بعد الساعة السادسة مساء، وقطعا سوف تجد - إن شاء الله تعالى – من يؤازرك ويناصرك ويدفعك دفعا إيجابيا في هذه المدينة التي تعيش فيها، والإنسان من السهولة جدا أن يتوائم، خاصة أن الإنسان بطبعه اجتماعي، وإن فقد أصدقاء أو معارف سوف يجد أصدقاء ومعارف آخرين، التواصل أصبح سهلا جدا مع الأهل.
فيا أخي الكريم: هذه خبرة جديدة أريدك أن تكتسبها؛ لأن العيش في محيط جديد أيضا يطور ملكات الإنسان، انظر للأمر بإيجابية، ورتب حياتك، ونظم وقتك، ولا تدع أي مجال للفراغ، احرص على صلواتك في وقتها، وكن مجيدا لعملك، لا بد أن تبني انطباعات إيجابية عن ذاتك أمام الآخرين، هذا أيضا يساعدك على الراحة النفسية.
حتى تكون الأمور أكثر سهولة بالنسبة لك يمكنك أن تتناول دواء بسيطا جدا، ليس منوما، إنما هو مثبطا للمشاعر الوسواسية والفكر الوسواسي الذي يسيطر عليك.
أنت ليست لديك مشكلة حقيقية في النوم، إنما الخوف من أن النوم لم يأتك، وهذه وسوسة كما ذكرت لك.
الدواء يعرف باسم (فافرين) هذا اسمه التجاري، ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين) دواء بسيط جدا، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة جدا، وهي خمسين مليجراما، تتناولها ليلا بعد الأكل لمدة شهرين، ثم تجعلها خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.