زوجي يربط حياتنا الزوجية بأمه التي تتدخل في كل شيء، ماذا أفعل؟

0 211

السؤال

السلام عليكم...

أنا سيدة عمري 26 سنة، وأم لطفلتين، تعبت من شخصية زوجي دائما يطلب مني أن ترضى عني أمه وأن أسعى لذلك، وأمه راعية مشاكل، تتدخل بالصغيرة والكبيرة، تعبت وأفكر في الطلاق حتى أتخلص منهم، فقد تعبت من هذا الزواج.

هل الزواج مكتوب باللوح المحفوظ؟ أي إنه قدر لا دخل للإنسان فيه، أحاول أقنع نفسي لكن تعبت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الصبر على هذا الزوج، ونتمنى أن تعتبري والدته بمنزلة الأم، وأم الإنسان أو والده قد يكون صعب المراس ولكنه يتعامل معه، ويتحمل منه، ويحسن إليه، وكذلك أم الزوج فهي إنسانة كبيرة في مقام الأم، ولذلك نتمنى أن تتحملي منها، وتتأقلمي معها، وتحاولي الصبر عليها إكراما لزوجك، فإنه كما يقال في المثل المصري (من أجل عين تكرم ألف عين)، فأكرمي أم الزوج لأجله، وحاولي دائما أن تكوني في إرضائها، ولو بالكلام، فإن الإنسان كبير السن نستطيع أن نرضيه بالكلام، ونفعل ما فيه المصلحة، ما فيه طاعة لله -تبارك وتعالى-.

وإذا كان قلب الزوج لا يمكن الوصول إليه إلا بهذه الطريقة، بل هذه الطريقة هي الأسلم، فإن الزوجة عليها أن تكون حكيمة، وينبغي للزوج أيضا أن يكرم زوجته في حال صبرها على والدته واحتمالها لأهله، والمرأة تحتاج إلى دعم معنوي وتشجيع معنوي.

ولا تظني أن هذه الحياة سهلة، لا تظني أن الطلاق حل خاصة مع وجود أطفال، فإن الطلاق قد يكون البداية الفعلية للمشكلات، وإذا كان ما بينك وبين الزوج عامر، فعليك أن تعتبري بقية المشكلات الأخرى مشكلات هامشية، واحرصي دائما على التعامل مع هذا الزوج، والسعي في إكرام والدته، باعتبارها كبيرة في السن، ونحب أن نؤكد لك أن هذه الأمور قضاء وقدر، والإنسان عليه أن يرضى بقضاء الله -تعالى- وقدره، ليس معنى ذلك ألا تبذلي محاولات وألا تحاولي إصلاح ما يحصل، ولكننا على كل حال لا نوافق الفراق من أجل هذه المشكلات، فإنه لا يوجد بيت تخلو فيه الحياة من مشكلات، وجود المشكلات طبيعي طالما كان الناس مختلفين في أخلاقهم وأحوالهم وطرائق تعاملهم، لكن الفرق الكبير هو: كيف نتعامل مع المشكلات؟ كيف ننجح كما نجح الآخر في احتواء المشكلة والسيطرة عليها وإعطائها حجمها وحصرها في إطارها الزماني وفي إطارها المكاني؟ حتى لا تتمدد لتشوش على سعادتنا في هذه الحياة.

وينبغي أن تعلمي أن أم الزوج أو أب الإنسان فيه إيجابيات وفيه عيوب وفيه سلبيات، والنجاح هو أن نحجم السلبيات ونضخم الإيجابيات ونتعامل معها، ونجتهد في التأقلم مع السلبيات قبل المحاولة في تغييرها وإصلاحها، ونسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولك التوفيق والسداد، وإذا كانت أم الزوجة تتدخل فما الذي يضرك لاعتبارها كثرة، إذا سألت عن أشياء ينبغي أن نجيب عليها، ونعطيها الإجابات، ونحاول أن نعرف أن هذه طبيعة الإنسان الكبير غالبا، وندعوك إلى مزيد من التفهم مع الزوج، والصبر على أمه، ونؤكد لك أن مشوار الحياة قصير، فالإنسان عليه أن يصبر، ما هو إلا صبر ساعة، وانتبهي لأولادك، واجتهدي في رعايتهم.

ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات