وصفة طبية نفسية أثرت على تفوقي الدراسي ونشاطي، ما الحل؟

0 552

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 20 سنة، طالبة في كلية الطب.

كنت أعاني من القلق الزائد لدرجة أنني أشعر أن سكينا تقطع في أعصابي، وكان لدي اكتئاب، ذهبت للطبيبة النفسية ووصفت لي (لوسترال)، وأنا آخذه من حوالي ثمانية أشهر، حبة في اليوم، أي(50) مليجرام، -والحمد لله- من ناحية القلق لقد تحسنت حالتي جدا، و بدأت أرى كل شيء جميل في الحياة.

ولكن هناك مشكلة كبيرة بالنسبة لي، أنا في كلية صعبة جدا تحتاج مني الدراسة اليومية بجد ومثابرة، والتركيز والحفظ الشديد، هذا الدواء لقد جعلني غير مبالية وبدون مشاعر، أنا التي كنت -بفضل الله- أدرس بعد العودة من الكلية لمدة خمس أو ست ساعات، أصبحت لا أذهب للكلية إلا نادرا، ولا أدرس، وقد يمضي الأسبوع ولا أفتح كتابا، أنا كنت فيما مضى لا أستطيع أن أنام خمس ساعات متتالية، بسبب حرصي الشديد وخوفي على دراستي وحبي لاستغلال وقتي، أصبحت الآن أنام تسع ساعات تقريبا، كنت أبكي كثيرا أصبحت الآن لا أقدر على البكاء أبدا، وأنا التي نزلت ( 17 ) كيلوجرام، الآن أصبحت آكل بشراهة ولا أستطيع التركيز في دراستي، وأي موضوع يشتتني بعيدا عن دراستي.

أشعر أنني ضائعة وطبيبتي لا تشعر بي، لقد ذهبت وشكوت لها، لكنها تقول لا بد أن أستمر على الدواء؛ لأنها ترى أن حالتي تتطلب الاستمرارية، ولكن أصبحت أكسل من عليها، أنا مستاءة من وضعي، كليتي التي بذلت من أجلها الغالي والرخيص تضيع مني، لقد تركت أهلي ورحلت إلى بلد آخر لكي أطلب العلم، أرجوكم ساعدوني، أنا مسلمة لدي ضمير، ولكن هذا الدواء سوف يلقي بي في الحضيض، لم يعد لدي حتى خوف بسيط لكي يجبرني على الدراسة المتواصلة، ولا تركيز ولا رغبة في المذاكرة، وشهيتي الزائدة تقلقني، فأنا لم ينزل وزني إلا بجهد جهيد، وعدم تركيزي وحبي للمذاكرة زادني تعاسة وتعاسة.

أنا لا أريد أن أضيع كل ما بذلاه والداي من أجل أن أصل إلى هنا، أنا أتمنى أن أخدم الإسلام والمسلمين، أن أدعو إلى ديني من خلال عملي، ولكن حالتي يرثى لها ما الحل؟ قبل الدواء كنت مثابرة، ولكن كنت في حالة نفسية يرثى لها، وبعد الدواء أصبحت هادئة وحالتي النفسية ممتازة، ولكن دراستي أصبحت في خبر كان.

أرجوكم اسدوا لي النصيحة الصائبة، فأنا أتمنى أن يرزقني الله الحالة النفسية الممتازة، ولكن أيضا المثابرة والاجتهاد والإصرار على العلم والتعلم والتركيز، أرجوكم ما الحل؟ وما البديل الدوائي (للوسترال)؟ بشرط أن لا يصاحبه الأعراض الذي ذكرتها، خاصة الأمور المتعلقة بالدراسة وكفاءتها والوزن والشهية.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشيء الضروري والذي أعتبره جوهريا أنك كإنسان لديك مقدرات، مقدرات أكاديمية عالية جدا، مقدرات معرفية ممتازة، وهذا الذي يمر بك -إن شاء الله تعالى- هو أمر عارض، افتقادك للتركيز والرغبة في الدراسة، بالرغم من تحسن حالتك المزاجية بعد تناول (اللسترال)، أعتقد أن الأمر كله يحتاج منك لعزيمة وتصميم وإصرار، وأن لا تتبعي مشاعرك، ولا تعملي من خلال أفكارك السلبية، إنما تصري على الإنجاز.

إتباع المشاعر السلبية يضر بصاحبه ولا شك في ذلك، لذا وجد علماء السلوك أن المشاعر حين تكون سلبية يجب أن أصر على أن أعمل، على أن أكون منجزا، وبعد أن ينجز الإنسان ويؤدي ما عليه سوف يحس براحة كبيرة، لأنه قد أفاد نفسه وأفاد الآخرين، ومن خلال هذا الأداء والإنجاز تحصل مكافئة أو ما نسميه بالمردود الإيجابي الداخلي، فيجب أن تضعي جدولا ملزما بالنسبة للدراسة، ويجب أن تذهبي إلى الكلية، من هذه اللحظة لا مساومة، لا تردد، إنما إصرار وتوكل وتنفيذ، هذا هو الذي أراه وهذا هو الذي يجب أن تتبعيه.

بالنسبة للسترال: أتفق معك أنه دواء ممتاز، ولكن في بعض الأحيان قد يؤدي إلى هذه الحيادية في المشاعر أو شيء من اللامبالاة، كنت أتمنى أن تتواصلي مع طبيبتك، وأنا متأكد أنها سوف تساعدك، حتى وإن كانت المقابلة الأخيرة ليست مرضية لك، لكن -إن شاء الله تعالى- المقابلة القادمة تكون مرضية ومفيدة.

أنا أقترح أن يتم استبدال (اللسترال) بعقار (بروزاك)، والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين) والذي يعرف تجاريا في مصر (فلوزاك)، هو دواء جميل، ويساعد الإنسان في تحسين الدافعية، ويقلل من الإجهاد النفسي وكذلك الإجهاد الجسدي، و-إن شاء الله تعالى- تحسين بشيء من النشاط والإندفاعية الإيجابية مع هذا الدواء.

شاوري طبيبتك وأنا متأكد أنها لن ترفض أبدا أن تنقلك من (اللسترال) إلى (البروزاك)، وهنالك دواء آخر يعرف باسم (ويلبيوترين) أيضا هو خيار ممتاز، لكن أعتقد أن (البروزاك) سيكون دواء أفضل منه.

أيتها الفاضلة الكريمة: ركزي على تغيير نمط حياتك لتجعليه أكثر إيجابية، مارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وكما ذكرت لك تنظيم الوقت يعتبر أمرا أساسيا وضروريا لتخطي هذه العقبات العارضة -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات