السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 20 سنة، طالبة في كلية الطب.
كنت أعاني من القلق الزائد لدرجة أنني أشعر أن سكينا تقطع في أعصابي، وكان لدي اكتئاب، ذهبت للطبيبة النفسية ووصفت لي (لوسترال)، وأنا آخذه من حوالي ثمانية أشهر، حبة في اليوم، أي(50) مليجرام، -والحمد لله- من ناحية القلق لقد تحسنت حالتي جدا، و بدأت أرى كل شيء جميل في الحياة.
ولكن هناك مشكلة كبيرة بالنسبة لي، أنا في كلية صعبة جدا تحتاج مني الدراسة اليومية بجد ومثابرة، والتركيز والحفظ الشديد، هذا الدواء لقد جعلني غير مبالية وبدون مشاعر، أنا التي كنت -بفضل الله- أدرس بعد العودة من الكلية لمدة خمس أو ست ساعات، أصبحت لا أذهب للكلية إلا نادرا، ولا أدرس، وقد يمضي الأسبوع ولا أفتح كتابا، أنا كنت فيما مضى لا أستطيع أن أنام خمس ساعات متتالية، بسبب حرصي الشديد وخوفي على دراستي وحبي لاستغلال وقتي، أصبحت الآن أنام تسع ساعات تقريبا، كنت أبكي كثيرا أصبحت الآن لا أقدر على البكاء أبدا، وأنا التي نزلت ( 17 ) كيلوجرام، الآن أصبحت آكل بشراهة ولا أستطيع التركيز في دراستي، وأي موضوع يشتتني بعيدا عن دراستي.
أشعر أنني ضائعة وطبيبتي لا تشعر بي، لقد ذهبت وشكوت لها، لكنها تقول لا بد أن أستمر على الدواء؛ لأنها ترى أن حالتي تتطلب الاستمرارية، ولكن أصبحت أكسل من عليها، أنا مستاءة من وضعي، كليتي التي بذلت من أجلها الغالي والرخيص تضيع مني، لقد تركت أهلي ورحلت إلى بلد آخر لكي أطلب العلم، أرجوكم ساعدوني، أنا مسلمة لدي ضمير، ولكن هذا الدواء سوف يلقي بي في الحضيض، لم يعد لدي حتى خوف بسيط لكي يجبرني على الدراسة المتواصلة، ولا تركيز ولا رغبة في المذاكرة، وشهيتي الزائدة تقلقني، فأنا لم ينزل وزني إلا بجهد جهيد، وعدم تركيزي وحبي للمذاكرة زادني تعاسة وتعاسة.
أنا لا أريد أن أضيع كل ما بذلاه والداي من أجل أن أصل إلى هنا، أنا أتمنى أن أخدم الإسلام والمسلمين، أن أدعو إلى ديني من خلال عملي، ولكن حالتي يرثى لها ما الحل؟ قبل الدواء كنت مثابرة، ولكن كنت في حالة نفسية يرثى لها، وبعد الدواء أصبحت هادئة وحالتي النفسية ممتازة، ولكن دراستي أصبحت في خبر كان.
أرجوكم اسدوا لي النصيحة الصائبة، فأنا أتمنى أن يرزقني الله الحالة النفسية الممتازة، ولكن أيضا المثابرة والاجتهاد والإصرار على العلم والتعلم والتركيز، أرجوكم ما الحل؟ وما البديل الدوائي (للوسترال)؟ بشرط أن لا يصاحبه الأعراض الذي ذكرتها، خاصة الأمور المتعلقة بالدراسة وكفاءتها والوزن والشهية.
جزاكم الله خيرا.