السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
سوف أبدأ بسرد حالتي، أنا أعاني من عدم الانتظام بالدورة الشهرية منذ البلوغ حتى الآن، مع العلم أنني بلغت في سن 15 سنة، بعدها انقطعت الدورة عني ثلاثة أشهر ثم عادت لي، ثم انتظمت قليلا بعدها رجعت بالانقطاع، أحيانا تنقطع ستة شهور، وفي هذه الفترة أصبحت تأتيني بعد ثلاثة شهور، يعني بكل ثلاثة شهور مرة، -وللأسف- تأتي مصاحبة بآلام شديدة جدا -وأنا لا أبالغ- مع شعور بالغثيان، في هذا الشهر أتتني بشكل غريب، حيث تنزل في اليوم على شكل نقط ثم تنقطع، وهذا الشيء أتعبني جدا، فأنا أخاف أن يلحقني ذنب ترك الصلاة، احترت كثيرا.
أيضا أريد أن أنبه على مسألة النحافة الشديدة، حيث أنني ذهبت للمستشفى ولم يجدوا سببا لهذه النحافة، وكل شيء سليم، الدم والغدة الدرقية.
وشكرا لكم مقدما.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Jeej حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تعانين منه -يا ابنتي- هو في الأساس مرض يسمى فقد الشهية العصبي ( Anorexia Nervosa )، وهو أحد اضطرابات الأكل ويحدث في البداية خوفا شديدا من زيادة الوزن، ويتبع ذلك عمل حمية غذائية شديدة، تتطور إلى مرض نفسي وهو فقدان الشهية العصبي، ويصاحبه الخوف الشديد من زيادة الوزن أو السمنة، حتى لو كان الفرد منخفض الوزن مع اضطراب في طريقة إدراك الفرد لوزنه وانقطاع الدورة الشهرية وتأخرها بالشهور، -كما يحدث في حالتك- ويصاحب ذلك جفاف في الجلد وبرودة في الأطراف والإرهاق المستمر، والسبب في ذلك وجود أحداث حياتية ضاغطة، مثل التعثر في الدراسة، أو وجود خلافات أسرية شديدة، أو حالة طلاق، وقد تتجمع جميع هذه العوامل السابقة لتتفاعل سويا لإحداث هذا الاضطراب.
العلاج يتمثل في الحجز في المستشفى، لعلاج حالات الهزال الشديدة عن طريق السوائل والتغذية المجدولة، ويبدأ العلاج الدوائي لاستعادة الوزن وعلاج مضاعفات الهزال والجفاف خوفا من الوفاة، وقد تعطي الفيتامينات المقوية للدم والمهدئات ومضادات الاكتئاب مثل (سبراليكس أو فلوكستين)، وذلك تحت إشراف طبي نفسي لمتابعة الحالة، مع العلم أن هذه الأدوية تساعد على فتح الشهية.
ويقوم الطبيب النفسي بعقد جلسات العلاج النفسي، حيث يتم تشجيع المريض على التنفيس عن رغباته وشعوره وخبراته، لكي يتم التوصل إلى العوامل الدفينة التي تقف خلف هذا الاضطراب، والعلاج السلوكي يهدف إلى تنظيم وجبات الأكل ومشاهدة التلفزيون والاستماع للراديو والمشي والرياضة.
كذلك يجب أن تشارك الأسرة، وتتعلم طرق التعامل السوي مع أبنائها -خاصة المراهقين- فيما يتعلق بالطعام، ولا شك أن العلاج الأسري سوف يأتي بأفضل النتائج، إذا كان أحد الأساليب في خطة علاجية متكاملة، تراعي جميع جوانب المشكلة.
ويمكن أخذ حبوب منع الحمل، أو تنظيم الدورة مثل حبوب ياسمين في الشهور القادمة، للمساعدة في تنظيم الدورة الشهرية، مع تناول غذاء صحي غني بالتمور والعسل والبروتين الحيواني، حتى يتحسن الوزن، ويتم علاج الخلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.