أعاني من التكيس، ووالدتي ترفض أن أتعالج بحبوب منع الحمل لأنني عزباء!

0 425

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أشكر لكم حسن استماعكم لشكوانا، وجعل الله جهدكم وما تقومون به من عمل عظيم في ميزان حسناتكم، وأسأل الله أن يكون شفيعا لكم يوم القيامة.

أنا فتاة عمري 22 سنة، غير متزوجة، لا أشكو من أمراض -ولله الحمد-، ولكن لدي مشكلة في انتظام الدورة الشهرية، بدأت دورتي تقريبا في سن الخامسة عشر، كانت طبيعية ولم أشكو من شيء أو آلام منها، وأذكر كانت تستمر لمدة سبعة أيام، وفي الفترة الأخيرة تقريبا منذ أربع سنوات بدأت تتلخبط، حيث صارت تأتيني في بداية الشهر، ثم الشهر الذي يليه تأتي في نهايته وهكذا، وأحيانا تأتي مرتين في الشهر، وأحيانا يمر الشهر كاملا ولا تأتي، وصارت تطول أيامها إذا نزلت ما بين (11-12) يوما، وتكون مصاحبة لآلام إذا نزلت، وقبل نزولها بأسبوع أو أكثر أشعر بألم في بطني، ويشتد أكثر إذا بدأت تنزل.

قمت بعمل تحليل لهرمون الحليب في يوم الدورة، وكانت نسبته مرتفعة للضعف - حسب قول الطبيبة-، لكنها لم تصف لي علاجا، وأخبرتني أنها ستعيد التحليل حتى تتأكد، قمت بالتحليل في ثالث يوم بالدورة وكان طبيعيا -الحمد لله-، لكنها أخبرتني عن هرمونين، أحدهما منخفض عن الثاني، والمفروض أن يكون ثلث الثاني، أنا لا أتذكر الهرمونين، لكنني بحثت في الانترنت، وأتوقع أنهما ( LH , FSH)، واحد منهم كان(5) والثاني (3)، وعلى كلامها أن مفروض واحد منهم يكون ثلث الثاني، وأخبرتني أنها تشك بوجود تكيس بالمبيض، وبما أنني غير متزوجة فإنه يجب علي عمل أشعة صوتية للتأكد، وحولتني إلى طبيبة نساء وولادة.

لكن مشكلتي أن والدتي غير مقتنعة بالفكرة، وتقول لو عندك تكيس بالمبيض سيعطونك علاج حبوب منع الحمل، وهي رافضة لهذه الفكرة تماما، أي أن أخذ حبوب منع الحمل.

أنا لا أعلم إن كان انخفاض هذا الهرمون له أسباب ثانية غير تكيس المبيض أم لا؟ وإن وجدت فما هي هذه الأسباب الثانية؟ وإذا لم أتعالج من التكيس بالمبيض، هل يأثر علي ذلك أم المسألة عادية إن لم أذهب للموعد؟

أتمنى أن تفيدوني، لأنني لا أعرف ماذا أفعل إذا لم أذهب للموعد وتم إلغائه، ووالدتي غير مقتنعة بالفكرة، وأنا أعاني من اضطراب الدورة.

وشكرا لكم كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك كلماتك الطيبة, نسأل الله -عز وجل-، أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما، وأتفهم قلقك -يا عزيزتي- كما أحترم رأي والدتك الفاضلة, فرأيها هذا بغض النظر عن صحته، هو بالطبع بسبب خوفها عليك وحبها لك.

وفي البداية أود أن أوضح لك بأن الخلل الهرموني الحادث في تكيس المبايض يكون عبارة عن ارتفاع في هرمون ( lh )، نسبة إلى هرمون ( fsh )، أي أنه خلل في النسبة بين الهرمونين.

كما أود أن أؤكد على نقطة ثانية هامة، وهي أن تشخيص تكيس المبايض يجب ألا يتم إلا بعد استبعاد كل الأسباب المرضية الأخرى، التي من الممكن أن تسبب اضطرابا في الدورة الشهرية, ومن ضمن هذه الأسباب مثلا: اضطراب الغدة الدرقية أو الغدة الكظرية، لذلك إن لم يكن قد تم عمل تحليل للغدة الدرقية أو الكظرية، فيجب عملها الآن، وهذه التحاليل هي:(TSH -FREE T3-T4- DHEAS-17 HYDROXYPROGESTERON)، فإن كانت النتيجة طبيعية، فهنا يمكن القول بأن الحالة ناتجة عن تكيس في المبايض، والعلاج يجب أن يكون بناء على هذا التشخيص.

والعلاج الأفضل لتكيس المبايض لمن كانت غير متزوجة، -خاصة إن كانت نحيفة مثلك- هو باستخدام حبوب منع الحمل، وحبوب منع الحمل الحديثة مثل حبوب (ياسمين )، هي حبوب آمنة وفعالة جدا في علاج التكيس، ولن تؤثر على الحمل والإنجاب مستقبلا, بل على العكس فهي ستعالج التكيس وتحسن الخصوبة -إن شاء الله-.

بالطبع -يا ابنتي- إن وجد تكيس في المبايض, فيجب علاجه حتى لو كانت الفتاة غير متزوجة؛ لأن التكيس قد يسبب سماكة في بطانة الرحم، ومع مرور الوقت فإن هذه السماكة قد تتحول إلى خلايا ورمية سرطانية، كما أن تكيس المبايض يؤهل مستقبلا إلى حدوث مرض السكر والضغط، لذلك فيجب تطبيق العلاج فور وضع التشخيص.

أقترح أن تطلعي والدتك على ردي هذا, أو أن تجعليها ترافقك إلى الطبيبة المختصة, لتستمع بنفسها إلى النصائح، وأعتقد بأنها ستغير رأيها بعد ذلك -إن شاء الله-.

نسأل الله -العلي القدير- أن يمن عليك وعلى والدتك بثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات