أعاني من وجود الشعر بالوجه، وألم في أسفل البطن، ما العلاج؟

0 490

السؤال

السلام عليكم.

منذ خمس سنوات بدأت معي أعراض غريبة لم أعرها أي اهتمام بسبب انشغالي الشديد في الجامعة، بحكم تخصصي في قسم الهندسة المعمارية، كنت دائمة الانشغال والسهر بسبب ضغط الدراسة، وأنا اليوم خريجة بمرتبة الشرف –والحمد لله- وملاحظاتي كانت:

1- ظهور شعر على الوجه، ومع مرور الوقت أصبح أسود سميكا واضحا مع بشرتي البيضاء.

2- تجلطات واضحة في دم الدورة الشهرية، من أول يوم حتى آخر يوم لي في فترة الدورة، ينزل على هيئة قطع كبيرة واضحة داكنة اللون، مع العلم أن دورتي الشهرية منتظمة –الحمد لله-.

3- نزول سائل سميك لونه أبيض، أحيانا يميل للاصفرار وله رائحة، من حلمة الثدي الأيمن -حلمة الثدي الأيمن شبه مقلوبة، ولكن بشكل بسيط جدا، أما حلمة الثدي الأيسر فهو طبيعي، والحمد لله-.

4- تساقط الشعر بشكل واضح -فقد كان كثيفا جدا، ولكن اليوم أصبح نصف حجمه السابق للأسف، -والحمد لله-.

5- أحيانا أعاني بألم عندما أقف من جلوسي في آخر البطن، أعتقد في منطقة الرحم أو المبايض.

6- زيادة في الوزن، مع محاولاتي المستمرة في خفض هذه الزيادة بالحمية والرياضة، حيث يحدث لي نزول سريع في الوزن مع الحمية، وعند التوقف يرجع الوزن بسرعة أيضا، علما أن وزني (78) وطولي (165)، أي أن حوالي (15) كيلو زيادة في الوزن.

كل هذه الأعراض السابقة جعلتني أتصفح لأكتشف سببها، هناك من قال بأنها أعراض تكيس وارتفاع هرمون الحليب وخلل في الهرمونات، ومن قال هناك مشكلة في الغدد الكظرية أو الدرقية.

هل أنا من تسببت في كل هذه الأعراض بسبب الإرهاق والتعب والسهر في فترة الجامعة، وعدم الاهتمام بالوجبات؟ هل هي أعراض وراثية؟ وما مدى تأثيرها مستقبلا على الحمل والإنجاب؟ وهل تأخرت في علاج هذه الأعراض؟ وهل يجب أن أباشر علاجها فورا؟

أرجو منكم التكرم بشرح ما يحدث لي، فأنا بدأت أقلق وأخاف، ولا أحبذ الذهاب للعيادة قبل التأكد مما يحدث لي من حضراتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم -يا ابنتي- إن الأعراض التي تشتكين منها هي أعراض تدل على زيادة في هرمون الذكورة في الجسم، وهي قد تحدث بسبب تكيس المبايض -وهذا هو الاحتمال الأكبر-، أو في اضطراب وظيفة الغدة الكظرية، أو في وظيفة الغدة الدرقية، أو حالات مرضية أخرى لكنها نادرة الحدوث.

ولا علاقة للدراسة والتعب أو الإرهاق فيما تعانين الآن، إلا في حالة واحدة، وهي إن كنت قد لاحظت بأن الدراسة والسهر قد غيرت في عادتك الغذائية، وأدت إلى حدوث زيادة في وزنك، أي أنك قبل خمس سنوات لم تكوني بمثل هذا الوزن الذي أنت عليه الآن، في هذه الحالة فقط يمكن القول بأن السهر سبب اضطراب الساعة البيولوجية في جسمك، مما أدى إلى حدوث خلل في إفراز الهرمون الذي يتحكم بالشهية، وبالتالي ازداد تناولك للطعام بدون أن تنتبهي لذلك، مما أدى إلى حدوث زيادة في الوزن.

ومن المعروف بأن زيادة الوزن هي عامل هام في حدوث تكيس المبايض, حيث تؤدي هذه الزيادة إلى حدوث مقاومة في خلايا الجسم على هرمون الأنسولين, وبالتالي تبدأ سلسلة من الاضطرابات الاستقلابية التي تنتهي بحدوث ارتفاع هرمون الذكورة في الجسم، مما ينتج عنه ظهور شعر في أماكن غير مألوفة في جسم الأنثى، مع تساقط في شعر الرأس، واضطراب الدورة الشهرية وغزارتها وغير ذلك من الأعراض.

والدراسات الحديثة أظهرت وجود دور هام للوراثة في حدوث تكيس المبايض، حيث يكثر حدوثه في حال كان هنالك إصابة في العائلة، وتكيس المبايض هو حالة قابلة للعلاج بشكل كبير -إن شاء الله-، ويجب علاج الحالة فور تشخيصها، حتى إن لم تكن الفتاة متزوجة، وأنصحك الآن بمراجعة الطبيبة المختصة من أجل عمل تحاليل هرمونية, وتصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين, للتأكد من عدم وجود سبب آخر مثل اضطراب الغدة الدرقية أو الكظرية, وللتأكد من عدم وجود كيس أو ألياف على الرحم.

وبعد التأكد من تشخيص تكيس المبايض، يجب بدء العلاج فورا، وأفضل علاج لمن كانت غير متزوجة, هو باستخدام حبوب منع الحمل ثنائية الهرمون مثل حبوب (جينيرا أو ياسمين)، فهذه الحبوب ستساعد في تنظيم الدورة وإزالة التكيس, وستساعد أيضا في خفض هرمون الذكورة وتحسين الأعراض الناتجة عنه، فيخف تساقط الشعر, وتقل الشعرانية -إن شاء الله-.

وبالإضافة إلى حبوب منع الحمل, يجب البدء بحبوب تسمى (الجلوكوفاج عيار 500 ملغ) حبة واحدة يوميا في الأسبوع الأول, ثم حبتين يوميا في الأسبوع الثاني, ثم ثلاث حبات يوميا في الأسبوع الثالث، والاستمرار على ثلاث حبات بعد ذلك.

ويجب العمل على إنقاص وزنك بمقدار (13 كلغ), لأن هذا سيجعل العلاج الدوائي أكثر فاعلية, وسيقصر من مدة الاستجابة -إن شاء الله-، وأنصحك بممارسة رياضة تحبينها ولا تتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف ولا تقاليد المجتمع, وذلك بشكل يومي لمدة ساعة, ولتكن رياضة المشي السريع مثلا, فالرياضة تنشط الدورة الدموية, وتحسن الاستقلاب في الجسم, وكل هذا سيعمل على تسريع الاستجابة للعلاج -بإذن الله تعالى-.

نسأل الله -العلي القدير- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات