السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بعمر 26 سنة، أعزب وأعاني من أمرين، وهما كثرة الغازات بصورة مفرطة، والتي تسبب لي الحرج، وأعاني من كثرة التبول، وعدم تفريغ المثانة بالشكل الصحيح.

عملت عملتي منظار للقولون، وجاءت النتائج بسلامته، ومنظار للمعدة، والنتائج أشارت لوجود التهاب بالمعدة، وارتجاع في المريء، ومع الأدوية تخلصت من المشكلتين، وعملت أشعة ملونة وتلفزيونية للمثانة، والكليتين، وهي سليمة.

لا زلت أعاني من الغازات المفرطة، وقد تسببت بتقليل نشاطي الاجتماعي والديني، وانخفاض وزني بسبب ابتعادي عن بعض الأكلات المسببة، ولا زلت أعاني أيضا من عدم خلو المثانة من البول، وحاجتي لإفراغها أكثر من مرة بصورة متتالية.

بعد ذلك عملت تحليل دم شامل، وظهر عندي زيادة نشاط بالغدة الدرقية، وعملت من أجلها أشعة نووية، وجاءت نصيحة الدكتور بتعطيل الغدة عن طريق اليود المشع، وأخذ قرص هرموني مدى الحياة، ولم أعمل بنصيحته.

هل ما أعاني منه من غازات ومشكلة إفراغ المثانة بسبب نشاط الغدة؟ وما هو العلاج برأيكم؟ مع العلم بأن عمر معاناتي 9 سنوات.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

كثرة الغازات ومشكلة إفراغ المثانة ليستا من أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، فأنت تعاني من هذه الأعراض منذ 9 سنوات، ولابد وأن فرط نشاط الغدة أمر منذ فترة قصيرة، لأن أعراض فرط نشاط الغدة تظهر بسرعة، ويتم تشخيصها بسرعة أيضا، بسبب أن الأعراض تسبب للمريض نقصا في الوزن، وخفقانا، وإسهالا.

بناء عليه فلابد أن تراجع الطبيب بسرعة، ويفضل اتباع نصيحة الطبيب، بالنسبة لليود المشع، فهو العلاج المفضل لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية.
وأما بالنسبة للغازات:

إن الغازات في البطن من الأمور الطبيعية، إلا أنها قد تكون بشكل واضح ومزعجة عند بعض الناس، ويجب التعرف على الأسباب التي تزيد من الغازات في البطن، وهي:
- التدخين، سواء الدخان أو النرجيلة.
- بلع الطعام دون مضغه جيدا، فيجب مضغ الطعام جيدا، ويكون الفم مغلقا، وعدم تناول الطعام بسرعة، فكل هذا يؤدي إلى دخول كميات زائدة من الهواء مع الطعام.
-تناول المشروبات الغازية، فهي تحتوي على الكربونات التي تولد غازات في البطن.

- بعض أنواع الأطعمة مثل البقوليات، والملفوف، والزهرة ( القرنبيط ) وخاصة إن لم يتم طهيها جيدا، والفجل.
- تخمر الطعام في القولون بسبب بقائها في القولون فترة طويلة خاصة مع الإمساك.
- أحيانا يكون بسبب زيادة كمية الباكتيريا في القولون.
- في بعض الحالات يكون بسبب التحسس للقمح.

بعض الناس يشكو من أن رائحة الغازات كريهة، وسببه هو الحموضة الدهنية، ومنها حمض البيوتيرك، والمواد الكبريتية المهدرجة، وكربون السلفايد الذي ينجم من تخمر البروتينات والدهون وسكر الحليب، وسكر الفواكه، فالبكتيريا في الأمعاء تعمل على تخمير هذه السكريات، والفضلات، وتسبب رائحة غير مقبولة في البراز، والريح.

من ناحية أخرى: فالبقوليات كالفاصوليا، وغيرها يمكن أن تتخمر في الأمعاء، ومنها: أيضا البصل, والملفوف.

العلاج كالتالي:
- الابتعاد عن التدخين إن كنت مدخنا.
- الابتعاد عن المشروبات الغازية.
- طهي الأطعمة البقولية جيدا.
- مضغ الطعام جيدا.
- التخلص من الإمساك -إن كان موجودا عندك- والإكثار من الماء، والتغوط يوميا في الصباح.

يمكنك أيضا أن تضيف إلى الطعام بعض الأطعمة مثل: الكمون والكراوية, والزنجبيل، والنعناع, فهذا يساعد على التخلص من الغازات.

يمكنك التعرف على أنواع الأطعمة التي يمكن أن تكون السبب في الغازات، وذلك بمراقبة أي نوع من الأطعمة هو السبب في الغازات، ثم تنتقل إلى طعام آخر بعد عدة أيام حتى يتم التعرف على نوع الغذاء.

هناك دواء يقضي على الجراثيم في البطن، والتي يمكن أن يكون زيادتها سبب للغازات، فتتناول دواء فلاجيل (Flagyl 250 mg) ثلاث مرات في اليوم لمدة أسبوع، سيساعد على قتل الجراثيم في الأمعاء، والتي قد تكون السبب في الغازات كما ذكرنا.

هناك أدوية تساعد على هضم الطعام مثل الإنزيمات الهضمية، وتؤخذ من الصيدلية مثل دواء Digestine ويؤخذ ثلاث مرات في اليوم، أو دواء spasmocanulase مرتين في اليوم، ويمكن أخذ أحد هذين الدواءين مع دواء يقلل من الغازات مثل: (Dysflatyl) ودواء آخر eucarbon ويؤخذ أحدهما حبة واحدة ثلاث مرات في اليوم.

بالنسبة للمثانة المضطربة فأحيل السؤال إلى استشاري المسالك البولية، ونرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.
+++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد حمودة: استشاري أول - باطنية وروماتيزم.
تليه إجابة د. أحمد محمود عبد الباري: استشاري جراحة المسالك البولية.
+++++++++++++++

بالنسبة لموضوع كثرة التبول فله أسباب عديدة، مثل التهابات المثانة، ومجرى البول، انقباض المثانة البولية بدون داع، كثرة كمية البول بسبب نقص الهرمون المضاد لإدرار البول، أو بسبب كثرة الشرب.

زيادة نشاط المثانة البولية له أسباب عديدة، مثل احتقان عنق المثانة الناتج عن كثرة الاحتقان الجنسي، أو كثرة تأجيل التبول أو التهاب المثانة البولية، أو الإمساك المزمن.

لا بد من الابتعاد عما يثير الغريزة، والمسارعة في تفريغ المثانة عند الحاجة لذلك، وإذا كنت تشكو من إمساك فلا بد من علاجه بالإكثار من تناول الخضراوات مع أخذ علاج مثل ال Lactulose.

هذه الحالة منتشرة (خاصة بين الشباب)، وهي تزول بزوال أسبابها، وهي ليست خطيرة، كما أن هذه الحالة قد تصيب مرضى السكر أو من يعانون من التهابات في المسالك البولية، ولذلك يجب عليك أولا أن تعمل جدولا للتبول اليومي يبين كمية البول، وكمية السوائل المتناولة وأنواعها، فقد تكون شكواك بسبب كثرة الشرب الذي يحتاج إلى كثرة الذهاب للتبول، وعندها يكون عليك أن تقلل من المشروبات (خاصة الشاي والقهوة)، وكذلك يتبين إذا كانت كثرة التبول تزيد ليلا أو نهارا.

عليك أيضا أن تعمل تحليلا للبول، (للتأكد من عدم وجود صديد، ولا سكر ولا زلال)، وآخر للدم (سكر بعد الأكل بساعتين).

إذا لم يتبين أي سبب من الفحوصات السابقة، فإنه غالبا ما تكون هذه الحالة بسبب زيادة نشاط المثانة البولية، وبالتالي يمكن تناول علاج يقلل من انقباض المثانة البولية بدون داع، مثل ال Detrusitol قرص مرتين يوميا.

قد يزيد نشاط المثانة بسبب زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية، وذلك يعتمد على ما إذا كانت زيادة الهرمون قد حدثت منذ تسع سنوات أو أنها جديدة، وبالتالي فلا بد من تناول العلاج الذي يثبط الغدة الدرقية ثم إعادة تقييم مشاكل القولون، والمثانة إذا تحسنت يكون السبب هو زيادة الهرمون، وإذا لم تتحسن يكون السبب واحدا من السابق ذكره.

وبالله التوفيق.