شكلي يوحي بأني أصغر من عمري الحقيقي, فماذا أفعل؟

0 553

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 25سنة، أعاني من عدم الثقة في النفس وضعف في الشخصية، وأحاول علاجها -بفضل الله-، مثل: الخوف، والقلق، والرهاب الاجتماعي، وغيرها.

وأعاني من حزن وألم وضيقة في الصدر، وعدم البوح لأحد، ودائما ساكت، ولا أحسن التكلم، ولا أفصح بشكل صحيح؛ لذلك أرى الاحتقار بكثرة، وعدم الاحترام من الآخرين، ولا أحد يقدر الشخصية، وذلك بسبب شكلي؛ حيث إن كل من يراني يعتقد أنني أصغر من عمري بكثير.

أريد أن أعيش مثل بقية الشباب الذين بعمري، ولا أريد أن يبتعد عني أي أحد لاعتقاده أنني صغير لم أبلغ أو حتى لم أنضج، لأن بعض الناس لا يحترموني ويعاملونني وكأنني لم أبلغ، وهذا ليس شكلي، لأني كلما أحلق دقني بعض الأحيان يظهر شكلي صغيرا؛ أي أرجع لعمر 18 أو 22 سنة، بل هم أخبروني بأنفسهم عن ذلك، لكن أهلي يعاملونني باحترام، ومع الناس أحس أنهم يضحكون على وجهي وهذا دائم، وأكره هذا الشيء.

أنا نحيف، وطولي 165، لكن ليس هذا السبب، لأن بعض الشباب قصيرو القامة، ومع ذلك لديهم أجسام منتفخة، لكن ما يقهرني أنه لا أحد يحترمني، إذا كنت مع شخص ما أو نذهب إلى "الكافي" أجدهم ينظرون إلى بكل وقاحة؛ لدرجة أنني أغضب من نظراتهم لي.

الأمر الثاني: ماذا أفعل لو رأيت شخصا يستهين بي، أو يستخف بدمه، أو يراني أمامه لا شيء بالنسبة له -ماني مالي عينه؟

ما العلاج؟ وماذا أفعل بالضبط لكي أصبح مثل باقي الشباب؟ رجاء ساعدوني أريد حلا لهذه المشكلة المعقدة.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى من الله العزيز الرحيم أن يفرج كربتك ويزيل همك.

أولا: ينبغي أن تعلم أن المقاييس والمعايير التي تستخدمها أنت والذين من حولك في تقدير شخصيتك غير صحيحة وفقا لقيمنا الإسلامية؛ فالعبرة أخي الكريم ليست بالمظهر، ولا بطول أو متانة الجسم، وإنما بالتقوى كما تعلم، وبالأخلاق الفاضلة، فرب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره، انظر إلى قصة الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود كان رجلا نحيفا قصيرا، وكانت قدمه تتعرى إذا صعد النخل لجلب التمر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومرة ضحك الصحابة لدقة ساقيه, فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من جبل أحد).

إن الله يرفع بكتابه أقواما ويضع به آخرين، فها هو ابن مسعود -رضي الله عنه- الذي كان راعيا للغنم لبعض علوج مكة، والذي لم تكن له قيمة ولا شأن، لكن ما إن شرح الله صدره للإسلام وإذ به يتبوأ مكانا عاليا بين الناس، حتى إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يسمع منه القرآن، وما زال يزداد علما ويزداد رفعة حتى صار وزيرا لبيت المال في الكوفة، وأستاذا ومعلما لأهلها، يتفاخر الناس بالتتلمذ على يديه -رضي الله عنه وأرضاه-.

أخي الكريم: لنأخذ العبرة والقدوة من هذا المثل الرائع لكي تتغير مقاييسنا ونظرتنا لأنفسنا، وبالتالي ستتغير نظرة الآخرين لنا، وإليك بعض الإرشادات التي ربما تساعدك في حل مشكلتك:

1- اسع في مرضاة الله؛ فإذا أحبك الله أحبك الناس.

2- ينبغي أن تتصالح مع نفسك وتتحرر من هواها، وتثق في قدراتك وإمكانياتك واعتز بها.

3- كن نموذجا في الأخلاق واحترم قيم وآراء الآخرين.

4- أفش السلام على من تعرف ومن لا تعرف، وساعد من يطلب منك المساعدة، وأعرض مساعدتك على من لم يطلب.

5- قدم الهدايا لمن حولك حتى ولو كانت رمزية؛ فإنها تحبب فيك الناس، وازهد فيما عندهم.

6- بادر بمواصلة الآخرين في مناسباتهم الاجتماعية، وشاركهم في أفراحهم، وزرهم في مرضهم.

7- أحسن الظن دائما في الآخرين إلى أن يتبين لك العكس.

نسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات