السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة عمري 20 سنة، غير متزوجة، بلغت في السن ال 10، وكنت الوحيدة في عائلتي التي تبلغ في سن مبكرة جدا.
في السنوات الأولى كانت الدورة عادية، لم أحس بأي ألم، ولكن من السن 14 إلى 18 عندما تأتي الدورة، كنت أحس بآلام شديدة، وكنت آخذ المسكنات، ولا أذكر إلا نوع البروفيلين، وبعدها تطورت حالتي، وبدأت آخذ الإبر كل شهر عندما تأتي الدورة، فأنا لا أحتمل، ولا تزول الآلام إلا إذا ذهبت للمستشفى وأخذت الإبرة، ولكني سمعت بأنها قد تسبب العقم، أي أنه لا يمكنني الإنجاب، ونصحتني جدتي بأن أقطع المشروبات الغازية والباردة عند اقتراب موعد الدورة، وأن أكثر من الأعشاب والمشروبات الساخنة، وبالفعل من بعد السن الـ 18 إلى الآن في وقت الدورة لم أحس إلا بألم بسيط، وعند شرب الأعشاب الساخنة يذهب الألم.
ولكن مشكلتي بدأت منذ عدة أشهر فقد نزلت الدورة الشهرية وأنا خارج البلاد، وكنت في بلاد باردة لم أتعود على برودتها، والثلج يتساقط، وآلمتني الدورة، وشربت المشروبات الحارة، وبدأت بالزوال، ولكن آلام المغص كانت خفيفة، ورجعت إلى البلد قبل موعد الدورة التي تليها، ولكن لم تنزل الدورة، فقد تأخرت عن موعدها 3 أسابيع، وهذه أول مرة تتأخر فيها الدورة هكذا، وقت نزول الدورة شعرت بآلام شديدة، وكان ينزل معها دم متجمد كالكتل، وفي الشهر الذي بعده لم تأت الدورة لمدة شهر كامل، وبالشهر الحالي نزلت، أي أنها تأخرت علي لمدة شهر.
ولكن نزلت أول أسبوع خفيفة، باليوم ينزل قليل من الدم، وبقيت لمدة أسبوع تنزل قليلة كل يوم، وأكثرت من الأعشاب والمشروبات الساخنة، ولكن ظلت تنزل معي لمدة أسبوعين، ولكنها في بداية الأسبوع الثاني بدأت تنزل طبيعية مثل كل مرة.
وللعلم: عندما كنت بالسن الـ 18 كان وزني مناسبا لطولي 160سم، 59 كجم، ولكن بدأت زيادة الوزن، وكلما حاولت الإنزال من الوزن؛ فإنه يرتفع أكثر من النزول، فقد وصلت الـ 90 منذ شهرين تقريبا عندما عدت إلى بلادي، أحسست بخمول الجسم وكثرة النوم، فذهبت لأعمل تحاليل الغدة، فكانت النتيجة بأني أعاني من الغدة، ولكن بأول شهر كانت مرتفعة جدا، وبالشهر الثاني مرتفعة قليلا، ولدي موعد مع الطبيب بعد عدة أشهر، ولكن بدأت أقلق من الدورة، ولا أعلم هل هي من الغدة أم لا؟ وهل الإبرة التي كنت آخذها فعلا سوف تسبب العقم؟
وفيما إذا تم علاج الغدة، فهل أستطيع أن أسترد وزني السابق؟ وهل لديك نصائح أو نظام غذائي أستطيع أن ألتزم فيه يساعد في علاج الغدة ونزول الوزن؟
وجزاك الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مشكلتك بدأت مثل كثير من الفتيات بحالة تعرف بعسر الطمث Dysmenorea، وفيها ترتفع نسبة هرمون البروستاجلاندن في بطانة الرحم في الدورة ذات التبويض الجيد بعد انتظام الدورة الشهرية، وهذا ما حدث معك، حيث جاءت دورة البلوغ في عمر 10 سنوات، وظلت الدورة بدون تبويض وبدون ألم حتى سن الـ 14، ثم بدأت آلام الدورة مع بدء التبويض، وهذا يحدث لبعض الفتيات وليس لكلهن.
ويمكن علاج ألم الدورة بحبوب تمنع إفراز هرمون البروستاجلاندن، مثل: بروفين 400 مج أو 600 مج ثلاث مرات في اليوم عند اشتداد الألم، أو حبوب بونستان 500 مج ثلاث مرات يوميا، وفي حالة استمرار الألم يمكنك تناول حبوب تنظيم الأسرة أو منع الحمل لأنها حبوب توقف التبويض، وتمنع إفراز هرمون البروستاجلاندن المسبب للتقلص الرحمي، وذلك لمدة 6 شهور، ثم التوقف عنها، وهذا سوف يفيد المشكلة الثانية التي حدثت بسبب زيادة الوزن، وهي مشكل التكيس على المبايض، مع عمل كمادات ماء ساخن بين السرة والعانة، أو تعرض المكان لتيار الماء الساخن أثناء الاستحمام قدر المستطاع، وتقليل تناول المنبهات، مثل: القهوة والشاي والشيكولاتة قبل وأثناء الدورة الشهرية.
وفي حالة استمرار الألم، يمكنك تناول حبوب تنظيم الأسرة أو منع الحمل، لأنها حبوب توقف التبويض، وتمنع إفراز هرمون البروستاجلاندن المسبب للتقلص الرحمي، وذلك لمدة 6 شهور، ثم التوقف عنها، مع عمل كمادات ماء ساخن أثناء الاستحمام قدر المستطاع، وتقليل تناول المنبهات، مثل: القهوة والشاي والشيكولاتة قبل وأثناء الدورة الشهرية. أو تعرض المكان لتيار الماء الساخن ونزول الدورة الشهرية خفيفة ومتأخرة عن موعدها، أو تنزل كتل دم متجمد، أي بغزارة نسبية، إشارة إلى حدوث خلل هرموني وسيطرة هرمون واحد فقط هو الأستروجين على الدورة الشهرية، ونقص شديد في هرمون البروجيستيرون، وهذا هو السبب في نزول الدورة الشهرية بالصورة التي تنزل بها، وعلى ذلك فإن العلاج يكمن في إعادة التوازن الهرموني، وعلاج التكيس، والضعف في التبويض، وكذلك في تنظيم الدورة.
وإعادة تنظيم الدورة من خلال تناول حبوب منع الحمل ياسمين لمدة 3 شهور يوميا قرصا واحدا حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ يوميا من اليوم الـ 16 من بداية الدورة حتى اليوم الـ 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية.
وهذا النظام ليس الغرض منه منع الحمل لأنك فتاة، ولكن الغرض منه وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم، وتنشيط المبايض.
والوزن الزائد يساعد على حدوث التكيس، وبالتالي يجب العمل على إنقاص الوزن من خلال الحمية الغذائية، ومن خلال المشي والرياضة، مع استخدام أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.
كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل: total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يوميا واحدة، مع حبوب فوليك اسيد 5 مج، وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل لتقوية العظام ومنع مرض الهشاشة، مع الغذاء الجيد المتوازن.
وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، لأن ذلك يساعد على علاج التكيس.
ومن الأشياء الطبيعية المذكورة في علاج التكيس: أعشاب البردقوش، وتشرب مغلية مثل الشاي، ويمكن شربها مرتين يوميا، فهي تساعد على التبويض الجيد، وهناك مغلي مطحون الشعير، ويعرف بالتلبينة النبوية، وهو مفيد أيضا لعلاج الإمساك والهضم، وعلاج مشاكل المبايض، وهناك أيضا حليب الصويا، وقد تم استخراج كبسولات الفيتو صويا منه، وتستخدم لعلاج التكيس وتحسين التبويض.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.