السؤال
السلام عليكم
في كل شهر الدورة لابد أن تتأخر علي 6 أيام أو سبعة، وطبعا لا أعرف السبب، ويصاحب هذا التأخير ألم شديد وانتفاخ في الثديين، وألم أسفل الظهر، وبعض المرات أفكر أني حامل من الأعراض التي تأتيني.
بعض الأشهر حللت تحليلا منزليا، وظهر أني لست حاملا، طبعا صدمت؛ لأني مع هذه الأعراض لم أتخيل أن الدورة تأتيني.
المهم أنا أسأل، ما هو سبب كل هذا التأخير؟ وهل يحتاج لمستشفى أو لا؟
ويعطيكم العافية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حكاية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الآلام التي تعانين منها مع حلول الدورة الشهرية تسمى: dysmenorrhea أو ألم الدورة، ويحدث ذلك الألم بسبب وجود هرمون في بطانة الرحم يسمى بروستاجلاندن، هذا الهرمون يؤدي إلى تقلصات في عضلة الرحم فتحدث الآلام التي تعانين منها، وهذه الآلام عند الفتيات من النوع الأولي؛ أي الذي ليس له سبب واضح.
تأخر الدورة الشهرية -على الرغم من قلة المعلومات الواردة في الاستشارة-؛ يشير إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن اكتمال وحدوث الدورة الشهرية، والعلاج هنا في الحالتين واحد، نفس علاج تنظيم الدورة هو علاج آلام الدورة، وعلى ذلك يجب ترك التفكير في الحمل في الشهور الثلاثة القادمة، ومتابعة العلاج التالي حتى تنتظم الدورة الشهرية ويتم علاج ألم الدورة.
العلاج باستخدام حبوب منع الحمل؛ لأنها هرمونات تساعد على إيقاف التبويض، وبالتالي تساعد في التأثير في هرمون بروستاجلاندن فيختفي الألم، وهذه الحبوب لها فائدة أخرى، وهي العمل على تنظيم الدورة الشهرية، وفي كثير من الأحيان تكون هناك استجابة كاملة لهذه الحبوب، علما أن البعض قد يحتاج لمسكنات أيضا مثل: أقراص بروفين 400 مج ثلاث مرات يوميا قبل بداية الدورة بيوم واحد، أو أقراص بونستان 500 مج أيضا ثلاث مرات يوميا حتى يختفي الألم إن شاء الله، ولكن الفتيات اللاتي لا يمكن لهن استخدام حبوب منع الحمل أو لا يناسبهن استخدامها؛ فإن المسكنات تكون الحل الأمثل.
يمكن عمل مساج للبطن باستخدام كمادات ساخنة على البطن، مع عمل تمارين رياضية يساعد كثيرا من تخفيف تلك الآلام، كما أن قلة النوم والأرق بسبب الإكثار من الكافيين (كالشاي, القهوة, الشكولاته) تزيد من انقباضات الرحم، وهذا يؤدي إلى زيادة الألم وبالتالي النوم العميق، والإقلال من المنبهات مهم جدا للعلاج إن شاء الله.
لإعادة التوازن الهرموني -وبالتالي إعادة تنظيم الدورة-، يمكن تناول حبوب منع الحمل مثل: حبوب ياسمين 21 قرصا، ثم راحة أسبوعا لتنزل الدورة ويعاد تناول هذه الحبوب لمدة ثلاثة شهور، وحتى يتم وقف التكيس إذا كان موجودا، وحتى يتم إعادة التوازن الهرموني، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وبالتالي لا تمنع الحمل وجرعتها 10 مج تؤخذ يوميا من اليوم ال 16 من بداية الدورة الأخيرة، بعد تناول حبوب الياسمين وحتى اليوم ال 26 من بدايتها وذلك لمدة 3 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة إن شاء الله.
كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة، مثل: total fertility وتقوي الدم مع أخذ حبوب فوليك أسيد 5 قرصا واحدا يوميا.
كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي؛ لأن ذلك يساعد على علاج التكيس، ومن الأشياء الطبيعية المفيدة في علاج وانتظام الدورة الشهرية: أعشاب البردقوش وتشرب مغلية مثل الشاي، وهي آمنة يمكن شربها مرتين يوميا فهي تساعد على التبويض الجيد، وهناك مغلي مطحون الشعير ويعرف بالتلبينة النبوية، وهو مفيد للمناعة ولعلاج الإمساك والهضم، وعلاج مشاكل المبايض، إضافة إلى حليب الصويا.
مع فحص نسبة هرمون الحليب، وهرمونات الغدة الدرقية، وأخذ العلاج المناسب في حالة الاحتياج إليه، والتأكد أن تحليل الزوج جيد، ويفضل عمل تحليل مني رابع يوم من الجماع؛ لأن الزوج منفردا مسؤول عن 40 % من حالات تأخر الجمل.
حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم الله لما فيه الخير.