السؤال
السلام عليكم.
أحب فتاة متدينة وتحفظ القرآن، وتخشى الله عز وجل، وهي تعلم بهذا، لكنها تتجاهل، وأنا لا أكلمها أبدا، كلمتها مرة واحدة على النت كتعارف عادي، لكنها مسحت المحادثة وأخبرتني أنها لا تريد التحدث إلى الذكور، ومع ذلك ازداد حبي لها.
أنا أيضا أخاف الله في الحرام؛ حيث إني أريد أن أتزوجها إن شاء الله، فما العمل يا إخوان؟ كيف لي أن أصل لها وأبلغها رسالتي التي هي: "انتظري حتى أكمل دراستي" ما زال أمامي 3 سنوات، وأعرف جيدا أنها مدة طويلة جدا، وهي أيضا ما زالت أمامها 4 سنوات في الدراسة على ما أظن، وأعلم أن كل شيء بقدر الله وحده.
أرجو الإفادة من الإخوان إما عن طريق وجود حل، أو بنصحي أن أتركها وشأنها وأواصل حياتي بالعبادة، ومحاولة إرضاء الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المستغفر لله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابننا الكريم- في الموقع، ونشكر لك الرغبة في صاحبة الدين، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينكما على الخير، ونحب أن نؤكد لك أن من أراد الفتاة فعليه أن يطرق باب أهلها، حتى يستطيع أن يطلب يدها بطريقة رسمية، وطبعا في مثل هذه الأحوال نحن نتمنى أن تذهب الوالدة إلى أمها، أو ترسل الأخوات، أو الخالات، أو العمات؛ لأن النساء أعرف بمثل هذه الأمور، حتى يبينوا لهم رغبتك في الارتباط بهذه الفتاة، ولا مانع عند ذلك من أن يتفاهموا على أن يكون ذلك بعد مدة معينة، ولكن هذا مهم جدا ومعروف بين المجتمعات.
فإن الأسر تحترم مثل هذه الرابطة ومثل هذه العلاقة، فبعد ذلك تصبح الفتاة كأنها محجوزة بالنسبة لك، وإذا تقدم إنسان فلن يعطوه موافقة إلا بعد الرجوع إليك، وهذا الأمر كان معروفا، وهو الذي حصل من الصديق – رضي الله عنه – عندما طلب النبي - صلى الله عليه وسلم – أم المؤمنين عائشة، استأذن منه أبو بكر الصديق فذهب إلى المطعم بن عدي، وقال: (كنتم تكلمتم في شأن هذه الجارية) يريد أن يعرف، وهذه غير الخطبة، إنما هو مجرد كلام ومجرد إعلام الأسرة بأن لكم رغبة، وهذه الخطوة مهمة جدا؛ لأنها تبين إذا كانوا سيقبلون أو لا، إذا كانت الفتاة مرتبطة أو لا، إذا كانوا سينتظرون أو لا، والنساء أعرف بمثل هذه الأمور، والحرج مرفوع بين النساء.
فإذا كنت مصرا على الارتباط بها فأرسل الوالدة واطلب منها أن تتقدم، وتكلم أهل الفتاة في هذا الموضوع، وعند ذلك يمكن أن يتفقوا على الوقت الذي يمكن أن يتم فيه الخطبة ويتم فيه الزواج بعد ذلك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد.
ونتمنى ألا تحاول التواصل معها بالهاتف أو بالنت أو بغيره، وفعلا أحسنت الفتاة عندما أقفلت هذا الباب، وهذا دليل على كمال عفتها، وهو الذي زادك بها ارتباطا وإصرارا على الوصول إليها، فليت كل فتاة تفعل مثل الذي فعلت هذه الفتاة، فإن تمنع الفتاة وعدم تقديمها للتنازلات يرفع قيمتها عند الرجل، ويرفع قيمتها عند أهلها، ويرفع قيمتها وأجرها عند الله تبارك وتعالى.
فنسأل الله أن يزيدها حرصا، وأن يزيدك حرصا على صاحبة الدين، وأن يغفر لنا ولك ما يحدث من الخلل والنقص، ونحب أن نؤكد لك أن النساء أعرف بالنساء، فلست محتاجا إلى أن تتوسع في المعرفة من الآن، ولكن عندما تتجهز للزواج عليك بعد ذلك أن تتقدم خطوة أخرى، والشريعة تقدم الأخلاق والدين، فإذا وجد الخلق والدين فاظفر بذات الدين، فكل إشكال يمكن أن يعالجه هذا الدين، ونسأل الله لنا ولك ولها التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.