نزول المشيمة من الدرجة الثانية، ما أعراضها ونتائجها برأيكم؟

0 515

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا سيدة عمري 38 سنة، حامل في الشهر السابع، في الأسبوع ( 29 )، ووزن الجنين ( 1330) جرام.

وقد نزلت المشيمة من بداية الحمل، ومن الشهر الرابع وهي كذلك، وأصابني النزيف مرتين، وبعدها خف وتوقف مع الراحة والمثبتات، لأنهم يعطونني إبر مثبتة، ومن يومين أجهدت نفسي في البيت، وتعبت وجاءني نزيف حاد في الفجر، ونزلت كتلة دموية متجمعة بحجم الكف.

وذهبت للطوارئ، وقالوا هذا تجمع سابق من المشيمة، وعملوا لي سونار، وقالوا أن المشيمة نزلت كثيرا، وغطت جزء من عنق الرحم، ورفضوا أن يستقبلوني بحجة عدم وجود سرير حضانة العناية بالجنين، وذهبت إلى مستشفى آخر، في البداية رفضوا، ثم استقبلوني، وبقيت عندهم في الملاحظة، وعملوا لي أشعة، وقالوا نزول المشيمة من الدرجة الخطيرة، ومغطية تماما، ولا بد من عملية قيصرية الآن، إذا زاد النزيف.

واستمررت تحت الملاحظة، -والحمد لله- خف النزيف عن قبل، وأعطوني إبرة الرئة مرتين، كل 12 ساعة، واليوم الثاني أخرجوني من غرفة الملاحظة، إلى غرفة عادية، وقالوا يجب أن أبقى بالمستشفى تحسبا لأي طارئ، والآن -الحمد لله- لي خمسة أيام، والدم تقريبا توقف، وآخذ حقن (هيبارين) منعا للتجلطات، ومنعوني من الحركة إلا للضرورة القصوى.

بالأمس تأكد الطبيب من المشيمة، وأخبرني أنه يجب إعادة عمل السونار، فقمت بعمل السونار وتأكد من نزول المشيمة من الدرجة الثانية، وقال أن الحالة مطمئنة -إن شاء الله-.

سؤالي: هل ممكن المشيمة تكون نزلت قليلا ثم ارتفعت؟ أو أن التشخيص منذ البداية كان خطئا؟

والآن بالنسبة لحالتي ما رأيك يا دكتورة، هل هناك خطر علي وعلى الجنين؟ وهل نزول المشيمة من الدرجة الثانية خطر أو أقل خطورة؟ وهل أستطيع أخرج لبيتي وأرتاح فيه؟ خصوصا عندي أطفال صغار ويحتاجون رعايتي؟ وهل ممكن أن يرجع النزيف مره ثانية؟ حتى لو كنت مرتاحة في السرير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ف ع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يجوز وضع تشخيص نزول المشيمة، أو -وهو التعبير الطبي الأصح، المشيمة المعيبة-، قبل بلوغ الحمل 20 أسبوعا؛ لأن المشيمة لا تأخذ وضعها النهائي إلا بعد بلوغ الحمل (20) أسبوعا.

ولا يمكن للمشيمة أن تغير من وضعها في خلال أيام قليلة, هذا لا يحدث، لذلك لا بد من أن يكون قد حدث خطأ ما في أي من التصويرين، فعلى سبيل المثال: قد يكون التصوير الأول قد تم عمله خلال النزف، مع وجود تجمع للدم قرب المشيمة, فظهر هذا التجمع وكأنه امتداد للمشيمة، وظهرت المشيمة وكأنها قد غطت كل عنق الرحم، أو قد يكون التصوير الثاني قد حدث فيه خطأ ما، ويجب إعادة التصوير من جديد, وبيد طبيبة ذات خبرة بالتصوير التلفزيوني, لتحديد وضع المشيمة بدقة، من ناحية نزولها، ومن ناحية التصاقها بجدار الرحم.

وفي كل الأحوال: إن حالتك تستدعي بقاءك تحت المراقبة الطبية باستمرار, فليست درجة نزول المشيمة وحدها هي التي تهمنا هنا، بل يهمنا أيضا قابلية المشيمة للانفصال وحدوث النزف, وسواء كان نزول المشيمة عندك من الدرجة الثانية أو من الدرجة الرابعة, فمن الواضح بأنها قابلة للانفصال بسهولة عندك، وهذا ما سيعرض حياتك وحياة الجنين للخطر، ووجودك في المستشفى سيمكن من عمل كل الإجراءات الإسعافية اللازمة لك وللجنين فور حدوث النزف، بما في ذلك عمل العملية القيصرية بسرعة، إن استدعى الأمر.

إذا -يا عزيزتي- أؤكد لك على ضرورة بقائك في المستشفى، حتى لو توقف النزف, لأن النزف في المشيمة المعيبة قد يعاود في أي وقت، ولا علاقة له بالجهد، فقد يحدث حتى لو كنت مرتاحة تماما في السرير، أو كنت نائمة، ولأنك في الشهر السابع ورئتي الجنين لم تنضجا بعد بالشكل الكافي, فإن أي يوم إضافي يقضيه الجنين في داخل الرحم يعتبر مكسبا كبيرا له، على المدى القريب والبعيد، لذلك يجب عمل أي شيء يمكننا من إطالة وقت الحمل -بإذن الله تعالى-، من دون الإضرار بصحتك.

إن نفسك وحملك هي أمانة عندك، ويجب أن تحافظي على هذه الأمانة، وأنصحك بطلب المعونة من الأقرباء والأصدقاء، -ولا شك بأنهم كثر- ولن يترددوا في تقديمها لك ولأطفالك في مثل هذه الظروف.

نسأل الله -العلي القدير- أن يتم لك الحمل والولادة على خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات