السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا فتاة عمري 18 سنة، وزني 60 وطولي 165، مخطوبة، وزواجي بعد سنة، مشكلتي هي عدم انتظام الدورة، بلغت وعمري 12 سنة، وكانت الدورة منتظمة جدا، وتنزل في الوقت المحدد، وكل شهر، وعندما وصلت 16 سنة من عمري، بدأت الدورة تنزل كل 45 يوما أو 60 يوما.
ذهبت للطبيب ووصف لي دواء لا أذكر اسمه، وانتظمت لمدة سنة، ولكنني رجعت أعاني من نفس المشكلة، قمت بتحاليل الهرمونات المطلوبة -والحمد لله-، كل التحاليل سليمة، وعملت صورة تلفزيونية للرحم، وهو نظيف، وأعطاني الطبيب حبوب منع الحمل المكونة من هرمونين، لمدة ثمانية أشهر، ولكني خائفة ألا تنتظم الدورة بعد انتهائي من الحبوب، ويؤثر على فرص الحمل مستقبلا، لأنني أرغب في الحمل من أول سنة من زواجنا.
هل الحبوب ستنظم الدورة؟ وهل تسبب العقم؟ وعند انتهائي من الحبوب هل سترجع الدورة كما كانت، وتكون فرصة التبويض عالية وجيدة؟ ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الدورة الشهرية تحدث نتيجة تعاون وتكامل بين هرمونات الغدة النخامية (FSH & LH) وهرمونات المبايض التي تخرج بعد تفجير البويضة من الجراب، أو الجسم الأصفر (Estrogen & progesterone) والرحم، وعدم انتظام الدورة الشهرية بعد ذلك يشير إلى خلل في منظومة الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية.
وهذه الهرمونات تحفز المبايض على نمو البويضات، ثم تقوم بتفجير وإخراج البويضة من المبيض في اتجاه الرحم، كذلك هناك هرمون أيضا يتم إفرازه من الغدة النخامية، يسمى هرمون الحليب برولاكتين (PROLACTIN)، وأي زيادة في ذلك الهرمون تؤدي إلى وقف التبويض، ووقف الدورة الشهرية، كذلك فإن نقص هرمونات المبايض (Estrogen & progesterone) الناتجة عن التبويض الجيد يؤدي إلى تلك المشكلة.
والاضطرابات في الدورة الشهرية تحدث بسبب ضعف التبويض، أو التكيس على المبايض، أو وجود أكياس وظيفية يؤدي إلى خلل في نسبة تلك الهرمونات، وبالتالي تصبح بطانة الرحم ضعيفة جدا، لا تسمح بنزول دورة شهرية منتظمة، وإذا نزلت تكون غزيرة في بعض الأحيان، لأن المسؤول عن الدورة في تلك الحالة هرمون واحد فقط هو (إستروجين)، وليس الاثنان، وعلى ذلك فإن العلاج يكمن في إعادة التوازن الهرموني وكذلك في تنظيم الدورة.
وحبوب منع الحمل تساعد على وقف التبويض، وبالتالي وقف التكيس، ولكنها لا تكفي وحدها لعلاج المشكلة الأساسية، ويجب عمل فحص لهرمونات الغدة الدرقية وهرمون الحليب، وتناول العلاج إذا تطلب الأمر، وهذا النظام ليس الغرض منه منع الحمل لأنك فتاة غير متزوجة، ولكن الغرض منه وقف حالة التكيس وعلاج الأكياس الوظيفية -إن وجدت-، وتنظيم الدورة الشهرية وإعادة بناء بطانة الرحم.
و إعادة تنظيم الدورة من خلال تناول حبوب منع الحمل ياسمين أو (كليمن Climen)، أو الحبوب التي وصفها الطبيب، لمدة ستة شهور يوميا قرصا واحدا حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب (دوفاستون Duphaston) التي لا تمنع التبويض، وجرعتها ( 10 ملغ) تؤخذ يوميا من اليوم (16) من بداية الدورة حتى اليوم (26) من بدايتها، وذلك لمدة ثلاثة شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية.
والوزن الزائد يساعد على حدوث التكيس، وبالتالي يحب العمل على إنقاص الوزن من خلال الحمية الغذائية، ومن خلال المشي والرياضة، مع استخدام أقراص (Glucophage جلوكوفاج 500 ملغ) مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الإنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.
كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس، مثل (total fertility)، ويمكنك أيضا تناول كبسولات (اوميجا 3) أيضا يوميا حبة واحدة، مع حبوب (فوليك أسيد 1 ملغ)، وفيتامين دال حقنة واحدة (600000) وحدة دولية في العضل، لتقوية العظام وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، مع الغذاء الجيد المتوازن.
وكذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي؛ لأن ذلك يساعد على علاج التكيس، ومن الأشياء الطبيعية المذكورة في علاج التكيس، أعشاب البردقوش والمريمية، وتشرب مغلية مثل الشاي ويمكن شربها مرتين يوميا، فهي تساعد على التبويض الجيد، وهناك مغلي مطحون الشعير ويعرف بالتلبينة النبوية، وهو مفيد أيضا لعلاج الإمساك والهضم وعلاج مشاكل المبايض، وهناك أيضا حليب الصويا وقد تم استخراج كبسولات فيتو صويا منه، وتستخدم لعلاج التكيس وتحسين التبويض.
وفي نهاية تلك المدة هناك بعض التحاليل لهرمونات الغدة النخامية، وكذلك يجب فحص هرمون الحليب وهرمون الذكورة وهرمونات المبايض وعمل سونار على المبايض والرحم، والتحاليل المطلوبة، هي ( FSH - LH - PROLACTIN- TSH- ESTROGEN -TESTOSTERONE) ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون ( PROGESTERONE ) في اليوم (21) من بداية الدورة، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيب المعالج لتقييم الموقف.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.