السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا امرأة من مواليد العام 1992م، متزوجة ولي ولد وبنت، زوجي يضربني لأتفه الأسباب أمام أبنائي، يخرج لعمله الخاص الساعة 10 صباحا، ويعود الساعة 9 مساء، يأكل ثم ينام حتى الساعة 11 م، ثم يخرج لأصدقائه، أو عشيقته، لست أدري ثم يعود 3-4 صباحا، لا أدري إلى أين يخرج؟
لا ينام معي إلا في فترات متباعدة، أسأله لا يتحدث معي، وإذا تحدث يضرب الوجه، شكيته لوالدي، أوصاني بالصبر، فهو رجل ظروف عمله صعبة، فكرت في الهروب، لكن إلى أين لست أدري، فوالدي متزوج من أمي (أجنبية) منفصلان، شككت في علاقته مع امرأة أخرى! قال لي أنه يسهر مع أصدقائه.
حقيقة أنا محتارة في أمري، فابني (محمد - 3 سنوات)، أصم وأبكم، وبنتي (زهراء - عامين)، هما ما يجعلانني أفكر في الجحيم الذي لا يطاق.
أفتوني في أمري أثابكم الله، والله والله لولا حرمة قتل النفس لانتحرت، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مواهب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نشكر لك التواصل مع الموقع، ونشكر لك طلب الرأي الشرعي، وندعوك إلى أن تتمسكي بما سيأتيك من توجيه، ونحب أن نقول: هذه الحياة الزوجية مسؤولية بين يدي الله تبارك وتعالى، وإساءة الزوج لا تبرر لك الإساءة، فكوني خير الزوجة، وخير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه، والله تبارك وتعالى لا يحاسب الزوجة بجريرة زوجها، ونريد أن نقف معك وقفات في جانب قد لا تنتبهي له.
نريد أن نعرف ما هي إيجابيات هذا الرجل؟ هل مثلا يقوم بالإنفاق على أسرته؟ هل يؤدي الصلاة؟ هل هو على هذا النمط منذ أن عرفته؟ أم حدث هذا التغير متأخرا؟ ماذا يقول عندما تطالبيه بهذه الأشياء؟ ثم ما هو الأسلوب الذي تطالبيه به؟
لا نريد أن تسارعي في اتهامه بأن له علاقات، وحاولي أن تقتربي منه، وتتزيني له، وتتهيئي له، وتعامليه معاملة حسنة، أكرر: وتستمري عليها؛ لأن بعض الأخوات تعامل معاملة جيدة يوم يومين، ثم تعود إلى أسوأ مما كانت عليه.
نحن لا نؤيد الرجل فيما يفعله، وهو مخطئ، لكن الخطأ لا يعالج بالخطأ، والرجل إنما يرفع يده عندما توجه إليه إساءة أو اتهامات، ولذلك أرجو أن تتجنبي هذا الأسلوب، وتتجنبي إلى ما يدعوه إلى ضربك، خاصة أمام هؤلاء الصغار، الذين نسأل الله تبارك وتعالى أن يصلحهم.
فحاولي ألا تنسي الجوانب الإيجابية، ولا شك أن أي إنسان رغم السلبيات عنده إيجابيات، فإذا توصلت إلى هذه الإيجابيات، وحاولت أن تتعرفي عليها وتضخميها وتغيري طريقة التعامل معه، ونحن نتمنى لو أنه يتواصل معنا لنستمع لوجهة نظره، ولكن طالما أنت تواصلت مع الموقع نحن نريد منك أن تحاولي أن تغيري طريقة التعامل، وتجنبي اتهامه بالسوء وبالعلاقات، حتى وإن كانت حاصلة، فإن الأسلوب الأمثل هو أن تسعي في العلاج، وأن تكوني البديل، وأن تهيئي له البيت الذي يشتاق إلى المجيء إليه، وهذا لن يكون إلا بالابتسامة عند طعامه والهدوء عند منامه وتسليط الأضواء على حسناته وإيجابياته، وشكره على ما يأتي به من أموال وبذل من أجل عياله، وربط هؤلاء الأطفال الصغار به، والمرأة عندها أساليب مؤثرة، وعندها أوقات تحسن فيها الطلب، وتستطيع أن تؤثر على رجلها.
ففكري بهذه الطريقة، وتواصلي مع الموقع، ولا نؤيد إشاعة السوء عنه، أو شكايته لآخرين؛ لأن هذا يبدو أنه سيعقد الأمور، ولكن أرجو أن تذكريه بالله، وأن تكوني أنت نعم الزوجة له، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يبدل لك هذه الأحوال، وطبعا نشكر لك رفضك لمسألة الانتحار، فإن مجرد التفكير فيها لا تقبل فكيف إذا مارس الإنسان هذه الخطيئة الكبيرة؟!
أسأل الله لك الهداية والتوفيق والسداد، وأسأل الله لزوجك الهداية والتوفيق، ونشكر لك هذا التواصل.