السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله أسأل أن يوفقكم ويبارك فيكم، ويجزيكم عنا خير الجزاء، ووفقكم لما يحب ويرضى.
أنا عمري 27 سنة، متزوجة منذ ست سنوات، وعندي ولدان.
المشكلة بدأت عندي بعد سنة من ولادة ابني الثاني؛ حيث أصبحت الدورة عندي مضطربة؛ حيث إنه قبل موعد الدورة تنزل إفرازات بنية قليلة، ولكن بشكل مستمر، وتستمر لأيام، وقد تصل لأسبوع، بعدها تنزل الدورة لمدة سبعة أيام ثم تعاود، كذلك كل شهر.
ذهبت إلى طبيبة وأخبرتني أن لدي أكياسا صغيرة على المبيض، وأن عندي ضعفا بسيطا في هرمون التبويض، ووصفت لي كلوغوفاج (500) حبيتين يوميا، وياسمين لمدة 7 أشهر، لكنني قد تناولت حبة في اليوم؛ لأن معدتي كانت تؤلمني، وبعد انتهاء العلاج راجعت الطبيبة وكانت الأكياس قد زالت -والحمد لله- فقط بقيت التهابات، وأعطتني علاجا لها، ولكن مشكلة الإفرازات البنية لم تنته.
وقد قرأت في عدة استشارات أن العلاج لهذه المشكلة هو: الدوفاستون، فهل من الممكن أن أبدأ بتناول هذا العقار؟ وإن كان هو هذا العلاج متى أبدأ بتناوله؟ أي كيف أحسب موعد الدورة من بداية نزول الإفرازات البنية أم من نزول دم الدورة؟ وهل تعتبر كل هذه الأيام حيضا أم فقط من نزول دم الدورة العادي؛ لأنني قلقة بشأن صلاتي، لا أعرف هل أصلي في هذه الأيام أم لا؟
وهناك مشكلة أخرى: أصبح شعري يتساقط بكثرة وبشكل ملحوظ؛ حيث أصبح خفيفا جدا، فهل لحالتي علاقة بتساقط الشعر؟ وما هو العلاج برأيكم؟ وهل من الممكن أنني أعاني من نقص في الحديد؛ لأنني أشعر بدوار في غالب الأوقات وتعب؟
جزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسير القرآن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنشكر لك كلماتك الطيبة, ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.
نعم -يا عزيزتي- يمكن في مثل حالتك تناول حبوب (الدوفاستون) لمنع نزول الإفرازات البنية قبل الدورة, ولكن يجب أولا: عمل بعض التحاليل والاستقصاءات لمحاولة معرفة إن كان هنالك سبب أو خلل هرموني يؤدي إلى حدوث هذه المشكلة عندك, مثل: ارتفاع هرمون الحليب، أو اضطراب الغدة الدرقية، أو غير ذلك، فإن لم يتبين وجود سبب, فهنا نقوم بإعطاء (الدوفاستون) أو مشابهاته لعلاج الحالة.
لذلك أرى أنه من الضروري وقبل تناول أي علاج أن يتم عمل التحاليل الآتية:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-PROLACTIN-TSH-CBC-FREE T3-T4- ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة وفي الصباح، كما يجب عمل مسحة من عنق الرحم للزراعة, ومسحة لفحص الخلايا تسمى PAP SMEAR وذلك كنوع من الاحتياط.
إن تبين عدم وجود سبب لنزول هذه الإفرازات البنية, فهنا نقول: بأن السبب هو عدم كفاية هرمون (البروجسترون) الذي يفرز من جراب البويضة بعد خروجها, وهنا يمكن تعويض هذا النقص عن طريق حبوب (الدوفاستون) ويمكن تناولها بمعدل حبتين يوميا ابتداء من اليوم 15 إلى اليوم 25 من الدورة الشهرية, ثم التوقف عنها, فستنزل دورة طبيعية خلال 2-5 أيام -إن شاء الله تعالى- ويجب تكرار العلاج ثلاث دورات شهرية على الأقل.
وعند الحساب للدورة: عليك بالحساب بدءا من نزول الدورة بشكل طبيعي, وليس بدءا من نزول الإفرازات البنية, فهذه الإفرازات البنية التي تنزل قبل موعد الدورة، وقد تستمر لأسبوع, لا يجب اعتبارها من أيام الدورة؛ لأنها ليست ناجمة عن انسلاخ بطانة الرحم, بل عن نقص في هرمون البروجسترون؛ لذلك يجب اعتبارها استحاضة وليست حيضا, هذا والعلم عند الله عز وجل.
بالنسبة لتساقط الشعر: فإن كانت التحاليل الهرمونية السابقة كلها سليمة, وتبين أيضا عدم وجود فقر في الدم؛ فإن السبب عندك سيكون سببا مؤقتا, وهو ناجم عن التوقف عن استخدام حبوب الحمل, فعند استخدام حبوب الحمل فإن شعر الرأس يتسارع نموه, ويصبح أغز, وكثير من السيدات تلاحظ ذلك, وعند التوقف عن استخدام هذه الحبوب فإن نمو الشعر يعود إلى سرعته الطبيعية؛ ولذلك يبدو للسيدة بأن شعرها يتساقط أكثر من الطبيعي, وهي مرحلة مؤقتة فقط, وتعبر سليمة، ويمكن تشبيهها بما يحدث من تساقط في الشعر بعد الولادة.
نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك العافية.
أما من الناحية الشرعية، وهل هذه الإفرازات البنية تعد حيضا فتعطيها أحكام الحيض، أو لا؟ فالواجب: أن هذه الإفرازات يسميها الفقهاء (الكدرة) وهي محل خلاف بينهم، فمنهم من يرى بأنها حيض كالدم، ومنهم من يرى بأنها ليست حيضا - وهو مذهب الحنابلة – إلا إذا كانت في أيام العادة، أو كانت بعد الدم متصلة به، وهذا هو القول الذي نفتي به في الموقع عندنا.
وعليه فما كان من هذه الكدرة في غير أيام عادتك التي كنت تعرفينها قبل نزول هذه الكدرة فلا تعتبريه حيضا، بل هو استحاضة، وعليك الوضوء للصلاة بعد دخول وقتها، بعد التحفظ بشد خرقة أو حفاضة أو نحوها تمنع نزول هذه الكدرة، وتتوضئين، وتصلين بهذا الوضوء ما شئت من الصلوات في وقت الصلاة، فإذا جاء وقت الصلاة الأخرى يلزمك أن تعيدي الوضوء مرة أخرى، وهكذا.
نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.