وساوس ومخاوف من الإصابة بأزمة قلبية

0 396

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر 38 سنة، متزوج، الطول 160 والوزن 55.

أعاني من شيء في حياتي عطل مسيرتي وعطلني عن كل شيء، خوف غير طبيعي، كل تفكيري في الموت، وكيف تخرج الروح، وأفكر في القبر، وفي الأمراض والجلطات وأمراض القلب، منعزل، دائما في غرفتي، لا أخرج إلا قليلا، وقليل التواصل، يأتيني خوف أثناء السفر بالسيارة ليلا فقط إذا كنت وحدي.

كنت أركب الطائرات، والآن لا أستطيع، في مخيلتي أنه سوف تأتيني أزمة قلبية إذا ركبتها، كثير التردد على الأطباء لعمل الفحوصات، وخاصة القلب، دائما شارد الذهن، وتفكير مستمر، منعزل في منزلي، لا أخرج، أخاف من المرتفعات، أيضا أعاني من عدم التوازن، وأحس نفسي سأسقط، وخاصة في المسجد.

تأتيني أعراض في صدري، كالنغزات وألم، وأخرج مسرعا للمستشفى في اعتقادي أنها جلطة، كثير القياسات في المنزل، لدرجة توجد لدي أجهزة بقيمة 5000 ريال، كثير القراءة عن الأمراض في الإنترنت.
أعاني من السكر النوع الثاني -حبوب-.

أرجو شرح ما هي أعراضي؟ وما المطلوب مني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ waafi fhahad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مجمل الأعراض التي ذكرتها هي أعراض واضحة ومهمة وتدل على أنك تعاني مما يعرف بالمخاوف الوسواسية، المخاوف الوسواسية واضحة جدا لديك، هناك خوف، هنالك قلق، هناك أفكار وسواسية تتعلق بخروج الروح والتفكير في القبر، وكذلك الخوف من الأمراض والجلطات.

هذه الأعراض شائعة جدا وسط الناس، لأن الأمراض قد كثرت، وكذلك موت الفجاءة، وأصبحت المعلومات الطبية متاحة بصورة كبيرة جدا للناس، منها ما هو صحيح ومنها ما هو مغلوط، هذا أدى إلى عدم الاستقرار لدى بعض الناس، وكذلك الخوف من الأمراض بل توهمها.

المخاوف قد تأخذ أي صورة: مخاوف من المرض، مخاوف من الموت، مخاوف من السفر، مخاوف من الأماكن المغلقة، مخاوف من الأماكن المزدحمة، مخاوف من المرتفعات، (وهكذا)، فهي كلها شبكة واحد وجزئيات متصلة.

المهم في علاج المخاوف والوساوس هو تحقيرها، والوساوس يجب ألا تناقشها، والمخاوف يجب أن تواجهها، بأن تعرض نفسك لمصدر خوفك.

السفر بالسيارة أو الطائرة بسيط جدا، تأمل وتدبر في هذه الآليات العظيمة، وكيف أن الحق عز وجل قد وهب الإنسان المقدرة ليصنعها ويستفيد منها. اقرأ دائما دعاء السفر متى ما كنت مسافرا، هذا يبعث فيك طمأنينة كبيرة وكبيرة جدا.

بالنسبة للأمراض وحتى تتوقف عن التردد بين الأطباء، أنصحك بأن تتواصل مع طبيب واحد، طبيب تثق فيه، طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني، وذلك من أجل إجراء الفحوصات الدورية، وبما أنك بمرض السكر البسيط فهذا أيضا يتطلب المتابعة، وطبيبك سوف يقوم بإجراء الفحوصات الكاملة (السكر والدهنيات ووظائف الكلى والكبد والقلب والغدة الدرقية) هذا كله سوف يحدد من خلال هذه المقابلات، وهذه الفحوصات سهلة جدا وبسيطة جدا.

إذا أنت مطالب بالفحص الدوري لأنه أفضل وسيلة لمنعك من التردد على الأطباء حتى لا تدخل في توهمات مرضية، ويجب أن تعيش حياة صحية، الرياضة من السبل المهمة والضرورية، وكذلك التوازن الغذائي والنوم المبكر، والحرص على الصلاة مع الجماعة، وأن يكون الإنسان فعالا على المستوى الاجتماعي، وكذلك على المستوى الوظائفي، هذه تعطي دفعات نفسية كبيرة.

أخي الفاضل: حين تقابل الطبيب حتى وإن كان الطبيب الباطني أو طبيب الغدد من أجل علاج السكر فيمكن أن تذكر له أننا قد ذكرنا لك أنك تعاني من قلق المخاوف الوسواسي، وأن حالتك تتطلب علاجا دوائيا، هنالك أدوية ممتازة جدا، من هذه الأدوية عقار (سبرالكس) هذا اسمه التجاري، ويعرف علميا باسم (استالوبرام) والجرعة المطلوبة هي خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تتناولها يوميا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها عشرة مليجرام يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

ويمكن تدعيمه أيضا بدواء بسيط جدا مضادا للقلق يعرف باسم (فلوناكسول) هذا اسمه التجاري، ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول) والجرعة هي حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة نصف مليجرام، يتم تناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات