دائما أنظر إلى نفسي باستحقار أو تقليل عن آخرين.

0 387

السؤال

السلام عليكم.

بارك الله في جهودكم.

أنا شاب في العشرين من عمري، متخرج من الثانوية العامة، وسأكمل دراستي الجامعية -بإذن الله- أود أن أسألكم عن شيء يقلقني منذ فترة، ولا زلت أعاني منه، وهو أني دائما أنظر إلى نفسي باستحقار، أو تقليل عن اﻵخرين، دائما يأتيني شعور بأني فاشل، وأني سأفشل في المستقبل، إذا تذكرت الزواج دائما يأتيني شعور بأني سأقصر بحق زوجتي، وأنها ستشعر معي بالممل، لأني قليل الكلام.

جربت تكرار الكلمات اﻹيجابية مثل أنا ناجح، أنا ذكي، أنا رائع، ولم تأت بنتائج! حتى على الأقل لا أراها أزاحت الخوف من المستقبل، أنا شخص متفوق دراسيا وعلميا ومبدع في أكثر المجالات، لكني لا أعلم لماذا دائما أشعر بأني ناقص عن اﻵخرين!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdussalam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يرفع شأنك في طاعته.

حاول القيام بتعديد صفاتك الإيجابية وإنجازاتك في الحياة اليومية، وحبذا لو كتبتها وقرأتها يوميا، فأنت محتاج لمن يعكس لك صفاتك الإيجابية ويدعمها ويثني عليها، والمفترض أن يقوم بهذا الدور الوالدان أو الإخوان أو الأصدقاء، كذلك لا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظر إلى من هم أقل منك، واحمد الله على نعمه الكثيرة التي حباك بها.

عليك بعدم تضخيم فكرة الخطأ وإعطائها حجما أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء وجل من لا يخطئ، وينبغي أن تتذكر أن كل من أجاد مهارة معينة أو نبغ في علم معين مر بكثير من الأخطاء، والذي يحجم عن فعل شيء ما بسبب الخوف من الخطأ لا يتعلم ولا يتقن صنعته.

فدع عنك الأفكار السلبية والمخاوف والوساوس التي ليس لها دليل ولا برهان.
ضع لك أهدافا واضحة، وفكر في الوسائل التي تساعدك في تحقيقها، واستشر ذوي الخبرة في المجال.

تجنب الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص، وهي:
- الرغبة في بلوغ الكمال.
- سرعة التسليم بالهزيمة.
- التأثير السلبي بنجاح الآخرين.
- التلهف إلى الحب والعطف.
- الحساسية الفائقة.
- افتقاد روح الفكاهة.

حاول التحلي بالصفات التي ضدها مثل القناعة بما عندك، وعدم الاستسلام، والاستفادة من التجارب الفاشلة، والتمني للآخرين بالنجاح، وليكن نجاحهم دافعا وحافزا بالنسبة لك.

اسع ليكون حب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- هدفا لك، وليكن مقياسك للأمور مستمدا من الكتاب والسنة، لا من الهوى والأحكام الذاتية، لا تقلل من شأنك ومن قيمتك، فأنت بالله أقوى، وأنت بالله أعز وأرفع، وتذكر حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: عن أبي العباس عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوما، فقال: ( يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

وفقك الله لما فيه خير الدنيا والآخرة.

مواد ذات صلة

الاستشارات