السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة تجاوزت الثلاثين من عمري، خطبني رجل مسلم على خلق ودين، لكن أخي أصلحه الله رفض تزويجي له بحجة أنه أجنبي، ويدعي أنني لا زلت صغيرة وربما يأتيني من هو أفضل منه.
مع العلم أنه لا يوجد ما يعيبه عليه، ورغم سعي بقية أهلي لإقناعه إلا أنه رفض، والآن لا يوجد عندي غيره من العصبة فوالدي متوفى رحمه الله، ولا يوجد عندي إخوة غيره، لا جد، ولا أبناء أخ، ولا عم، ولا أبناء عم، ولكن يوجد أبناء أبناء عمي، ولكنهم لا يريدون الدخول في المشاكل معه، فماذا أفعل؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونسأل الله أن يهدي هذا الأخ لما يحب ربنا ويرضاه، ونحب أن نؤكد أنه لا دخل لأي إنسان إذا خطب الفتاة رجل صالح صاحب دين وصاحب خلق ورضيت به ورضيها، فإن الشريعة تجعل هذا الأمر إلى الفتاة أولا وأخيرا، وإلى الشاب، ودور الأولياء هو دور إرشادي وتوجيهي ودور مساندة، وليس لهم أن يتدخلوا بالمنع إلا إذا كان الخاطب بلا دين أو كان الخاطب بلا أخلاق، أما إذا جاء صاحب الدين والخلق ورضيته الفتاة ورضيها فلا ينبغي إلا أن يباركوا هذا المسعى.
والرفض بهذه الطريقة والعناد في هذه المسألة يسمى في الشريعة بالعضل، والشريعة تنقل الولاية إلى من هو بعده، ولكن نتمنى أن تنجحي في إقناع هذا الأخ، ولو بإدخال أبناء العمومة أو الأخوال، أو بعض الكبار من أجل أن يتكلموا في هذه القضية، ونتمنى من الشاب الذي يتقدم أيضا أن يكرر المحاولات، ويتوجه إلى رب الأرض والسموات، وأن يستجلب أصحاب الوجاهات ليتكلموا بلسانه ويساعدوا في إقناع هذا الأخ.
وعليك أيضا أن يكون لك دور مع الوالدة ومع الأهل خاصة الكبار في السن، من أجل أن يكون لهم مسعى في هذا الاتجاه، ونسأل الله أن يهدي هذا الشاب لما يحب ربنا ويرضاه.
ونتمنى أن تحل المسألة بهذه الطريقة الودية التي نرجو أن يتسامح فيها، وإلا يفسح الطريق لمن هم بعده من أجل أن يقوموا بتزويجك ويكونوا أولياء لك.
وعلى هذا الشاب إما أن يتقدم ليتزوجك، أو يتيح الفرصة لآخرين يوكلهم ليقوموا بهذا العمل، ونحن ننصح كل شاب أصبحت ولاية أخواته بيده ألا يتحكم في الضعيفات، وألا يورط نفسه في هذه الإشكالات الكبرى، فإن هذه جريمة، أن يعضل الإنسان أخته أو بنته فيحول بينها وبين الزواج بعد أن يطرق الباب الكفؤ صاحب الدين، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.