السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء.
أشتكي منذ سنة تقريبا، من شعور بنبض في الوجه والرأس، وأحيانا كامل الجسم، مع إحساس بخوف غير مبرر لأبسط الأشياء؛ إلى درجة فتح مفتاح الإضاءة، أو فتح الباب، وما شابه ذلك، مع العلم أنها غير مستمرة؛ حيث تمر علي أيام وأنا طبيعي.
ربطت هذه الحالة باضطراب في وظائف القولون؛ حيث إن الاضطراب في القولون والشعور بالنبض تأتي متزامنة، ولكن أخشى أن يكون ربطي هذا غير دقيق، وهل الشعور بحرارة في البطن، وفي خلف الذراع، مع النتفاخ في البطن تعتبر أعراضا للقولون العصبي؟
أيضا لا أخفيكم أنه حصل أن أصبت بصدمة وحالة كدت أن أفقد ابني أمامي وبسببي، ومن حينها وهذه الأعراض تنتابني، ولم أجد لها تفسيرا، هل هي قولون؟ أم أعصاب؟
أفيدوني، كتب الله لكم الأجر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حالتك واضحة جدا، وهي: أن الأعراض التي تعاني منها بالفعل هي أعراض القولون العصبي أو العصابي، وهذا يعني أنها مرتبطة بحالة قلقية بسيطة لديك، ربما لا تشعر بالقلق كشعور نفسي، وفي هذه الحالة نسميه بالقلق المبطن أو القلق المقنع، والذي يظهر في شكل أعراض جسدية، وأكثر مناطق جسد الإنسان تأثرا هي الجهاز الهضمي، وكذلك عضلات فروة الرأس، وعضلات الصدر.
فإذن أخي الكريم: ما تعاني منه هو حالة نفسية جسدية بسيطة جدا، تأتي تحت أمراض القلق أو العصاب، الحمد لله تعالى لا يوجد لديك اكتئاب نفسي؛ حيث إن أعراضك ليست مطابقة جدا، قطعا الحدث الحياتي الكبير الذي مررت به قد سبب لك شيئا من استثارة القلق، ونقول لك: الحمد لله تعالى أن ابنك بخير.
أخي الفاضل الكريم: الذي أريده منك هو أن تكون معبرا عن ذاتك، وأن تتجنب الكتمان، التعبير عن الذات مهم خاصة في الأمور التي لا ترضينا، والتعبير عن ذات أيضا دائما يتم مع من نحب ومن نقدرهم، لذا نرى أن الصحبة الطيبة والنماذج الممتازة والقدوات الحسنة في حياتنا مطلوبة جدا، فالجأ للتفريغ النفسي من خلال هذه الوسائل.
الأمر الثاني هو: أهمية الرياضة، الرياضة ذات أهمية كبرى، وهي تقوي النفوس كما تقوي الأجساد، ويعرف أن الأعراض النفسوجسدية، خاصة أعراض القولون العصبي تستجيب استجابة فاعلة جدا للرياضة المنتظمة.
النقطة الثالثة هي: أن تستخدم علاجا دوائيا بسيطا مثل: الدوجماتيل والذي يعرف علميا باسم (سلبرايد) ويوجد منتج سعودي يسمى (جنبريد) وهو دواء زهيد الثمن جدا، وممتاز جدا، ولا يحتاج لوصفة طبية، الجرعة هي أن تبدأ بكبسولة واحدة – وقوة الكبسولة خمسين مليجراما – تتناولها ليلا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعل الجرعة كبسولة صباحا وكبسولة مساء لمدة شهرين، ثم كبسولة في المساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا هو مجمل ما أريد أن أقوله لك، وهو أن حالتك بسيطة وبسيطة جدا، وإن شاء الله من خلال تطبيق ما ذكرته لك سوف تتمتع بصحة نفسية وجسدية ممتازة.
أسأل الله لك ولنا ولجميع المسلمين العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.