السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة مخطوبة من عدة أشهر، وكنت أعرف خطيبي بحكم دراستي في الجامعة، ولكنه كان يعاملني معاملة قبل الخطوبة تختلف عن بعد الخطوبة، كنت أعلم أنه عصبي، ولكن لم أكن أتوقع مثل هذا النوع من العصبية التي تصل إلى الألفاظ الجارحة، ولكنه عندما يهدأ يعتذر عما بدر منه، لا أعلم كيف أتصرف مع هذه الشخصية، مع العلم أني مرتبطة به جدا، ولكني أود أن أعرف ما هو الحل الأمثل للتعامل معه؟ كي أعيش خطوبة سعيدة وأصل معه إلى بر الأمان؟ هل الاجتناب هو الحل؟ أم هناك حلول أخرى؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونحب أن نؤكد أن الحكم على أي إنسان ينبغي أن يشتمل على الجوانب الإيجابية والجوانب السلبية، فنحشد الإيجابيات ونضعها في كفة، ثم السلبيات، ثم نقارن بعد ذلك، ونحب أن نؤكد أنك لن تجدي رجلا بلا عيوب، كما أن الرجل لن يجد فتاة بلا عيوب، ولكنا نريد أن نتعامل مع هذه الأشياء، وكنا نتمنى أن نرى الأمور التي يغضب فيها ويبالغ في الغضب فيها، نعرف طريقتك في النقاش، ربما طريقتك مستفزة أو مثيرة بالنسبة له.
لا نحب أن تتوسعوا في العلاقات والطلبات والمناقشات في هذه الفترة، لأن هذه الفترة فيها استعداد لبعض النقاشات التي قد تكون سالبة، ونحن نؤكد أن الشريعة تنظر إلى الدين وإلى الأخلاق، فإذا كان الدين طيبا والأخلاق جيدة، وحصل الوفاق والاتفاق، وعنده قدرة على تحمل المسؤولية وأسرته طيبة، وحصل اللقاء بين العائلتين، وحصل التعارف والتآلف والارتياح والانشراح، فإننا بعد ذلك نتعامل مع قد يحدث من نقص بهدوء، ونؤكد أن العصبية عيب ونقص، لكن نذكر بقصة المرأة التي قال لها زوجها:(أنا سيئ الخلق) قالت له: (أسوأ منك من يلجئك إلى سوء الخلق) وهذا معنى كبير جدا، فإذا كان الزوج عصبيا فإن الزوجة الناجحة تعرف الأمور التي تثير غضبه، فإذا تفادتها عاشت معه في أحسن حياة وأطيب حياة.
فإذا نحن بحاجة إلى أن ننظر نظرة شاملة، إلى صلاته، إلى أخلاقه، إلى تعامله مع الناس، ثم نسأل هل هذه العصبية معك أنت أم مع أخواته، مع أهله، مع من حوله، مع أصدقائه؟ هذا أيضا له علامة.
أيضا لا بد أن نقدر أنه ربما يواجه ضغوطا من جهات أخرى، ضغوط مالية، تحمل مسؤوليات، وبعد الخطبة الرسمية يبدأ الشعور بالمسؤولية، الشعور بالاحتياجات، الشعور بأنه محتاج إلى ترتيب أمور كثيرة حتى يكمل هذا المشوار، وليس معنى هذا أننا نطلب له العذر، ولكن نريد أن تنظري وفق هذه الإشارات والنقاط التي تكلمنا عنها حتى لا تتخذي قرارا تندمين عليه، ونذكر بأنه لا بد أن يكون في الإنسان عيب، رجلا كان أو امرأة، وطوبى لمن غمرت سيئاته في بحور حسناته.
ولا مانع عندنا من أن ترسلي تفاصيل الأمور التي حصل فيها التوتر والعصبية، وطبعا الألفاظ السيئة مرفوضة شرعا ومرفوضة عرفا، ولكن قد يحتاج إلى بعض الوقت حتى يتخلص منها، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.