أعاني من اضطراب في النوم، وقلق زائد حول أشياء غير مهمة

0 358

السؤال

السلام عليكم
شكرا لكم على الموقع الرائع، ودمتم ذخرا للإسلام والمسلمين.

في البداية أحب أن أعرف بشخصيتي: أنا إنسان بطبعي هادئ نسبيا، خجول نوعا ما، أعاني من قلق حين ألقي محاضرة في الجامعة، ولكن أقوم بها بحمد الله، يمكن أن أتأثر وأفكر في مشكلة تعرض لي مع أنها غير مهمة، أنا إنسان متفوق في دراستي، ودائما محط الأنظار، خاصة من الأقرباء والمحيطين بي، وينظرون إلي كقدوة، غير أني أحس أحيانا أنني أقل من الآخرين (وهو مخالف للواقع) وأنا مقبل على دراسة ماجستير الصحة النفسية.

أعاني من صعوبات في النوم منذ عدة أيام، أستيقظ ليلا بدون سبب، ولا أستطيع العودة للنوم، وهذا يسبب لي التعب والإرهاق، وأحيانا أبقى أفكر في مشكلات غير مهمة، حياتي على المستوى الشخصي مستمرة ولم تتأثر.

أرجو مساعدتي في التالي:

1- مشكلة الاستيقاظ من النوم وعدم الاستطاعة للرجوع له، مع أنني متعب، وأحيانا الصعوبة في الدخول فيه، هذه المشكلة منذ أيام فقط، علما أنني خلال الإجازة كنت أسهر كثيرا، الليل يصبح نهارا والعكس.

2- مشكلة القلق الزائد في أشياء غير مهمة (ليس دائما) وقلة الثقة، مع أنني أملك الكثير، سواء على المستوى العلمي أو الثقافي، وكذلك التوتر حين أكون أنا المبادر في إلقاء شيء أمام الآخرين -خاصة محاضرة- وما إلى ذلك، علما بأنني اجتماعي مع المحيطين بي، وأروح عن نفسي، وأمارس الرياضة، وأتابع المباريات بشغف كبير.

3- هل دراسة الصحة النفسية يمكن أن تؤثر علي مستقبلا؟ خصوصا ما نسمعه من الشائعات أن الشخص يمكن أن يصبح مثلهم.

أرجو الإرشاد والنصح منكم، ودمتم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا، ونحن في سرور أنك تدرس الصحة النفسية، والتي نحن في حاجة إليها كغيرها من التخصصات الإنسانية، والتي ربما قصرنا فيها بشكل عام، ولا يخفى عليك أهمية جانب الصحة النفسية في حياتنا أفرادا ومجتمعات.

من الطبيعي جدا أن يضطرب نوم الإنسان، سواء في صعوبة الاستغراق في النوم، أو في الاستقاظ ليلا وصعوبة العودة للنوم، أو الاستقاظ المبكر جدا وشعور الإنسان بالتعب وكأنه لم ينم، من الطبيعي أن يحدث كل هذا إذا كان هناك ما يشغل باله، فالإنسان ينام إلا أن الدماغ لا ينام، بل على العكس قد ينشط أحيانا ونحن نيام، ينشط بالأحلام والرؤى.

طالما أن هذه المشكلة قد ظهرت فقط من وقت قريب فالغالب أنها ستخف مع الوقت، وتتجاوزها من دون أن تترك عندك آثارا سلبية، وخاصة إذا أحسنت القيام بقواعد النوم النظيف كما نسميها أحيانا.

النوم عادة هو نتيجة طبيعية لنمط الحياة، فالشخص الذي يشعر بالحماس لأمر ما يتطلع إليه، فإن هذا الأمر سيذهب عنه النوم، ونراه يستيقظ مبكرا لمباشرة هذا العمل الذي يتطلع إليه، بل يصبح من أكره الأمور لنفسه هو الخلود للنوم، بينما الذي لا يشعر بالحماس والشوق لأمر ما فقد لا يشعر بالرغبة في الاستيقاظ، ونراه يقضي الساعات الطوال في النوم.

حاول أن تعيد ترتيب برنامجك اليومي؛ بحيث تترك وقتا لنفسك لممارسة الرياضة والهوايات، ووقتا للعمل والدراسة، ووقتا للأسرة.... بحيث تشعر في نهاية النهار بالتعب والشوق للنوم والخلود للراحة، ولكن وبنفس الوقت تشعر بالهمة والنشاط في الصباح للاستيقاظ للذهاب إلى الدراسة والتحصيل.

إذن وكما تلاحظ ليس الموضوع لماذا أستيقظ ليلا؟ وإنما ما هي الأمور التي يمكن أن تجعلني استيقظ ليلا، وما الذي يمكن أن يريحني لأنام بهدوء؟

أما موضوع القلق أثناء إلقاء محاضرة: فهذا أيضا أمر طبيعي، وربما لولاه لما حضرت للمحاضرة بشكل مناسب، وكل الناس يعاني من هذا إلا أنه أمر طبيعي ومتوقع، فلا تفعل حياله شيئا إلا الاستمرار في التقديم، وعدم التجنب؛ لأن هذا سيزيد المشكلة ولا يحسنها.

دراسة الصحة النفسية من الأمور المشوقة، والتي نحتاجها جدا، وأنت في فلسطين أدرى الناس بأهمية هذا الجانب من حياة الإنسان، ولا تخش على نفسك من هذه الدراسة، بل على العكس ستعينك على فهم نفسك والناس من حولك، وستعينك على تقديم الخدمة والعلاج النفسي لمن يحتاجها، وربما مستقبلا وبعد التحصيل والخبرة يمكن أن تساعدنا في الإجابة على أسئلة قراء هذا الموقع!

وفقك الله ويسر لك أهداف النجاح، وجعلك من المتفوقين.

مواد ذات صلة

الاستشارات