أشك في زوجي وأراقب حركاته بسبب علاقاته قبل الزواج.. أرشدوني .

0 341

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متزوجه منذ 8 أشهر، وكان زوجي قبل الزواج لديه علاقات كثيرة بأخريات، وللأسف كنت أعلم بعلاقاته قبل الزواج، والآن وبعد الزواج -ولله الحمد- لم ألاحظ عليه شيئا، ولكن قد سكن الشك في قلبي، لا أستطيع تصديقه وأرقب كل حركه لديه، أغلب المشكلات التي حصلت خلال فترة الزواج بسبب الشك الذي يغمرني، ماذا أفعل حيال ذلك؟ مع العلم أني حاولت ولكن ما استطعت!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محبة الخير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتنا الفاضلة، وندعوك بداية إلى التعوذ بالله من شيطان يريد أن يعكر عليك، ويشوش عليك صفو حياتك، وأرجو أن تبني على القناعة الجميلة، وهي قولك (لكني لم ألاحظ عليه شيئا) فإن العبرة بصلاح الإنسان وبآخر أمره وباستقامته، خاصة بعد الزواج، واعلمي أنه اختارك رغم وجود العلاقات، وهذا دليل على أنه يحبك، وعلى أنه يميل إليك، وعلى أنه اصطفاك واختارك، فتعوذي بالله من شيطان يريد أن يشوش عليك، والإنسان لا يترك يقينه لشك غيره، فاليقين عندك أنك لم تلاحظي عليه شيئا، رغم شدة المراقبة التي لا نريد لها أن تستمر، لأنها تتعبك؛ ولأن تتبع الناس بهذه الطريقة لا يجوز حتى من الناحية الشرعية.

فتعوذي بالله من الشيطان، وأقبلي على زوجك، وامنحيه الثقة، واعلمي أن كثرة الشك في الزوج وعدم تصديقه ليس فيه مصلحة، بل قد يدفع به إلى الهاوية – عياذا بالله – فامنحيه الثقة، وأظهري له الفرح بأنك لم تلاحظي عليه شيئا، وأظهري له السعادة، وحاولي أن توفري له ما يريد في البيت، فإن الزوج لا ينظر في الخارج إلا إذا فقد أشياء في البيت، فاجتهدي في أن تكوني نعم الزوجة له، وقومي بحسن التبعل، واهتمي بمظهرك وبزينتك وبحسن استقبال الزوج، وحذار أن تنكدي عليه، حذار أن تدفعيه للهاوية بشدة الغيرة وشدة الشك، فإن هذه كلها من الشيطان.

والغيرة التي يحبها الله هي التي كانت في ريبة، وأنت لم تلاحظين ريبة، بعد أن تزوجت بهذا الرجل، لا عبرة بالماضي الذي تاب منه وتركه ورجع عنه، لا عبرة بذلك الماضي الذي لم تلاحظي آثاره، وأنت شهيدة على هذا، فتعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن الذين آمنوا، يريد أن يشوش عليك صفو هذه الحياة، وإذا ذكرك بماضي الزوج فتذكري حاضره، وتذكري مراد الشيطان الذي همه أن يخرب البيوت، وأن يغرس العداوة بين الأزواج وبين الأحباب؛ لأن هذا العدو همه أن يزرع العداوة والبغضاء بين الناس.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ونؤكد لك أن هذه المشاعر السالبة ليست في مكانها الصحيح، وليس فيها مصلحة لك ولا لزوجك، فاحمدي الله على توبته، وعلى الانسجام الحاصل، وعلى أنك لم تلاحظي عليه شيئا، وندعوك إلى التوقف عن التنبيش والبحث والتجسس عليه، لأن ذلك لا يجوز، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات