السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبلغ من العمر 20 سنة، غير متزوجة، مشكلتي أني مارست العادة السرية مدة 3 سنوات تقريبا أو أكثر، واﻵن أريد تركها -وبإذن الله- سأقدر على ذلك، دعواتك لي.
آخر 5 أو 6 دورات ينزل الدم في البداية، وفي نهاية الدورة ينزل سائل بني محمر ذو رائحة كريهة جدا، أو تكون الدورة 3 أيام ثم تنقطع، موعدها آخر الشهر يوم 24، الشهر هذا نزلت قطعة دم متجمد قبل 4 أيام حسبت أنها الدورة لكن لم تكن هي، بعدها بيومين نزل سائل بني محمر نقطة فقط، ثم لم يعد له أثر، وعندما أمسح بمنديل يظهر سائل شفاف مع شعيرات صغيرة لا تكاد ترى، وقبلها كنت أشعر بآلام ووخز قوي جدا في يمين الرحم، وآلام أسفل البطن، وانتفاخ في المعدة مع الرحم، والآن لا أشعر بشيء، والتاريخ اليوم 26 ولم تنزل الدورة، هل يوجد تكيس، أم التهابات داخل الرحم؟
وهل الحلبة المنقوعة مفيدة للدورة؟ بدأت أشربها قبل أسبوعين، هل هي التي أثرت على الدورة؟ لا أستطيع الذهاب إلى المشفى لظروف مجتمعي، إن كنت أعاني من التكيس، هل أستطيع علاجه بالميرامية؟ أرجوك ساعديني فأنا خائفة، لأن زواجي سيكون السنة القادمة.
أيضا الشعر يظهر حول حلمات الصدر، ثم يختفي ويظهر آخر، هل له علاقة بالتكيس؟ علما بأن الشعر كثير في جسدي منذ أن بلغت لم يتغير، هل التكيس يكون بالوارثة؟ لأن لي قريبات مصابات بالتكيس الشديد.
أطلت الحديث، أعتذر، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ remas حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حفظك الله –يا ابنتي- من كل مكروه وسوء، ووفقك إلى طريق التوبة، وإلى طريقه سبحانه وتعالى.
وكثيرا ما نقول لبناتنا إن الشهوة لا تطفئ الشهوة، بل تزيدها هياجا وسعارا، واستجلاب الشهوة بممارسة العادة السرية له أضرار عديدة، وكثير من الاستشارات تكلمت في هذا الموضوع، يمكن لك الاطلاع على الإجابات والاستفادة منها، ولكن من بين الأضرار التي تتركها هذه العادة حالة الانطواء على النفس، وضعف الشخصية، والخوف والرهاب الاجتماعي، وعدم القدرة على مواجهة الاخرين، والاكتئاب، وإضاعة الوقت في معصية الله وفي ما لا يفيد، والبعد عن التفوق الدراسي، واستسهال المعاصي، وترك القرآن، ومن الممكن ترك الصلاة والذكر، ويصبح الإنسان عبدا للشهوة، وليس عبدا لله.
وقرار تركك تلك العادة وتلك المعصية واجب ديني وأخلاقي ونفسي يجب اتخاذه الآن قبل الغد، وتجب القناعة أن ترك تلك العادة عبادة وليست منحة أو تفضل من الإنسان، والاستعانة على ذلك بالصلاة والذكر، وقراءة القرآن، وبر الوالدين والصحبة الصالحة.
والتهابات المسالك البولية وارد، خصوصا مع تلوث المكان أثناء ممارسة العادة، وكذلك قد تحدث التهابات في الفرج، سواء التهابات بكتيرية أو التهابات فطرية، والعلاج حتى بدون عمل تحليل بول كالآتي: حبوب suprax 400 mg قرص واحد يوميا لمدة 10 أيام، مع كيس فوار uoricol مرتين يوميا، وكبسولة daflocan 150 mg مرة واحدة لعلاج الفطريات، يمكن تكرارها بعد أسبوع واحد، وأقراص flagyl 500 mg ثلاث مرات يوميا لمدة 10 أيام لعلاج التهابات الفرج البكتيرية.
وما تعانين منه بخصوص الدورة الشهرية يسمى غزارة الدورة، أو (polymenorrhagia)، وهي نزول الدورة الشهرية مصحوبة بكتل دم متجلطة، ويحدث ذلك بسبب الخلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية، حيث يصبح هرمون إستروجين وحده هو المسؤول عن الدورة، ويقل كثيرا هرمون بروجيستيرون الذي من المفترض زيادته بعد التبويض، حيث يفرز ذلك الهرمون من جراب البويضة، وهذا الخلل يؤدي إلى زيادة سماكة بطانة الرحم على حساب النمو الطبيعي للبطانة، وإلى النزيف المتكرر وزيادة عدد أيام الدورة الشهرية.
ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى غزارة الطمث وجود ما يعرف بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS) كذلك فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية أو الكسل في نشاطها يؤدي إلى تلك الأعراض ولذلك يجب فحص صورة دم CBC، وفحص هرمونات الغدة الدرقية TSH- FreeT4 وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل.
وحبوب تنظيم الأسرة Cyclo-Progynova تحتوي على هرمونات لتنظيم الدورة، ولإعادة بناء بطانة الرحم لمدة 3 إلى 6 شهور، وبعد ذلك يمكن تناول حبوب تستخدم لإعادة ذلك التوازن، وهي حبوب أقراص دوفاستون، التي تحتوي على هرمون بروجيستيرون صناعي Duphaston 10mg، وتؤخذ قرصا واحدا يوميا، من يوم 15 من بداية الدورة وحتى يوم 25 من بدايتها، ثم تتوقفين عنه حتى تعطي الفرصة للدورة بالنزول، ويتكرر ذلك لمدة 3 شهور أخرى، وفي حالة نزول الدورة الشهرية بغزارة مثل الفترة السابقة، يمكن أخذ أقراص بروفين 600 مج بداية من اليوم الرابع للدورة، وحتى يرتفع الدم -إن شاء الله-، وبالتالي سوف تنتظم دورتك الشهرية، ولا داعي للقلق أو الخوف.
وفي حالة زيادة الوزن يجب إنقاصه من خلال عمل حمية غذائية، وممارسة الرياضة، مع تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء لعلاج التكيس، وضبط مستوى الهرمونات وتنظيم الدورة الشهرية.
ومن الأدوية التي تناسب علاج غزارة الدورة الشهرية وتكرار النزيف Ormeloxifene 30 mg، يؤخذ مرتين أسبوعيا لمدة شهرين، ثم مرة واحدة أسبوعيا لمدة 4 شهور.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ومن عليك بالتوبة والرضا بحوله وقوته.