السؤال
السلام عليكم
أتمنى أن أجد عندكم الجواب المقنع
أنا امرأة بعمر 30 سنة، أعيش في أمريكا، تزوجت في بلدي وجئت مع زوجي لأمريكا، لكن بعد مضي سنة على زواج لم أعد أتحمل العيش معه، لأنه إنسان لا يصلي ويشرب الخمر، فقررت الطلاق والانفصال عنه -والحمد لله - تيسر لي موضوع طلاقي منه، وتقدم لي شاب مسلم ومتدين، ويخاف الله ويريد الزواج بي، وأنا أيضا أريد الزواج لأني لا أريد أن أعيش وحدي في بلاد الغربة، المشكلة أنه لأسباب خارجة عن إرادتي بسبب وضعية إقامتي في أمريكا، لا أستطيع الرجوع لبلدي لكي أعقد عقد الزواج بحضور أبي، والحل الموجود هو الزواج في أمريكا بدون حضور أبي الذي هو ولي أمري.
ما هو العمل في هذه الحالة؟ هل يمكن أن يكون أخ العريس أو صديقه أو أي شخص مسلم أن يكون هو وليي؟ وأن أتمم الزواج بهذا الشخص الذي سوف يسترني ونعيش أنا وهو على سنة الله ورسوله؟ وللعلم فأبي موافق على زواجي بهذا الشخص، وجميع أهلي موافقون، المشكلة أنه لا يوجد لي أي قريب من أهلي يعيش في أمريكا، لذلك هل يجوز أن يكون ولي أمري شخص ليس من أهلي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ souma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يرضيه، ونشكر لك هذا الحرص على وجود الولي أثناء الزواج وفي الزواج، وأسعدتنا هذه الموافقة من الوالد على هذا الزوج، وما عليه إلا أن يهيئ الوكالة الشرعية ويرسلها لأي رجل كإمام المسجد أو غيره ليقوم مقامه، فإنه يستطيع أن يوكل من يتولى العقد طالما كانت الموافقة حاصلة.
نوصي أيضا بمراجعة المركز الإسلامي، ستجدون الحل والمساعدة في مثل هذه المسألة، والمهم كما قلنا هي موافقة ولي الأمر (ولي الفتاة)، وبعد ذلك يستطيع هذا الولي بعد الموافقة أن يكتب وكالة شرعية، ويبعث بها إليكم ليقوم هذا الوكيل بإجراء العقد على الطريقة الصحيحة، ونسأل الله أن يسعدك، وأن يعوضك خيرا، هو ولي ذلك والقادر عليه.
نشكر لك هذا الحرص، ونتمنى أن تدركي أن الحياة لا بد أن يكون فيها صعاب، ونسأل الله أن يعينك على الاستمرار في هذه الحياة الجديدة، ونسأل الله أن يهدي الزوج الأول إلى الصلاة والصلاح، وأن يرده إلى الدين ردا جميلا، فإنا نسعد بتوبة كل عاص ومسلم، سواء استمررت معه أم لا، فإن الهداية له مكسب له، والأمة أيضا بحاجة إلى أبنائها ممن تعلموا وتغربوا أن يعكسوا صورة هذا الدين العظيم، وجمال هذه الشريعة التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها، فكونوا قدوات وكونوا نموذج لعقيدتكم، فالمسلمة داعية لدينها، بسمتها وأخلاقها وحجابها وسترها، وداعية إلى الله بأقوالها وبفعالها.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.