ما هو علاج الوسواس، خاصة في صيام الفرض والصلاة والوضوء؟

0 356

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة، سؤالي –يا شيخ- ما هو علاج الوسواس خاصة في صيام الفرض؟ والغرفة التي كنت أصلي فيها لم أعد أصلي فيها، وضروري أن أصلي في مكان آخر، وفي الحمام -أعزكم الله- عندما أتطهر آخذ من الوقت حوالي ساعة، وكذلك الصلاة، وأيام صيام التطوع تكون من غير وسواس، والوسواس له سبعة رمضانات، وهذه الحالة أتعبتني، الرجاء توجيهي للعلاج.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة -، فالذي يبدو منها أنك تعانين من وسواس يسمى بالوسواس القهري، وهذا الوسواس ليس بالوسواس العادي الذي يمكن دفعه بمجرد الاستعاذة بالله تعالى، أو قراءة الرقية الشرعية، وإنما أنت تحتاجين إلى عرض نفسك على أخصائي نفساني ليقوم بوصف الأدوية والعقاقير الطبية الناجعة لحالتك، لأن هذه الحالة التي تقولين أنها منذ سبعة رمضانات، فمعنى ذلك أن الأمر قديم، وما دام بهذه الطريقة وبهذه الصورة فأنت تحتاجين مع الرقية الشرعية إلى ضرورة العلاج بالأدوية الطبية، ولذلك أنصحك - بارك الله فيك - بعرض نفسك على أخصائي نفساني مسلم ليعرف كيف يتعامل معك؟ وكيف يحلل هذه الظاهرة التي تعانين منها؟ ويضع لها الدواء المناسب.

أصبح علاج الوسواس القهري سهلا ميسورا - ولله الحمد والمنة -، وهناك أدوية طبية متقدمة للغاية بتعاطيها لفترة بسيطة من الزمن سوف تستعيدين نفسيتك بطريقة جيدة ورائعة، وسوف تتخلصين من هذا الوسواس - بإذن الله تعالى -.

وحتى يتيسر لك ذلك - بارك الله فيك - عليك أولا بالمحافظة على الوضوء غالب الوقت، وكذلك المحافظة على أذكار الصباح والمساء بانتظام، ودعاء الله تبارك وتعالى والإلحاح عليه أن يشفيك وأن يعافيك من كل بلاء، ومحاولة مقاومة هذه الأفكار السلبية واحتقارها، لأنها كلها من الشيطان الذي يريد أن يفسد عليك علاقتك مع ربك ومولاك جل جلاله سبحانه.

فإذا - بارك الله فيك - أتمنى أن تأخذي بهذه النصيحة لأنها هي أفضل شيء، وهي أنسب شيء لما أنت عليه، لأن الذي أنت عليه حالة مرضية وليست مجرد حالة نفسية تذهب بقراءة الرقية الشرعية، أو بقراءة بضع آيات من القرآن الكريم، أو تكرار الاستعاذة أو غيره، وإنما هي حالة تحتاج إلى علاج طبي، وسيقوم أخونا الدكتور/ محمد عبد العليم بتغطية هذا الجانب بحول الله وقوته.

أسأل الله تبارك وتعالى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الشيخ موافي عزب، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنا سوف أضيف إلى ما ذكره الشيخ موافي عزب - جزاه الله خيرا - بعض الملاحظات من المنظور النفسي لعلاج حالتك.

أولا: هذه وساوس قهرية، والوساوس تكون وساوس أفعال أو أفكار أو اجترارات، أو طقوس أو ترديد لشيء معين أو صورة ذهنية، والآن هناك إجماع كامل بين العلماء أن علاج الوساوس يتكون من العلاج الدوائي والعلاج النفسي السلوكي.

العلاج الدوائي أهميته تأتي من أنه أصبح من المؤكد أن هنالك موادا كيميائية تتغير في الدماغ، سبب تغيرها لا يعرف، لكنها قطعية وحتمية، والعلاج الدوائي يفيد. مشكلة الأدوية الوحيدة هي أن الإنسان إذا لم يدعمها بالعلاجات السلوكية بعد أن يتوقف الإنسان من الدواء، هنالك احتمالية للانتكاسة، لكن أن يتحسن الإنسان ويستشعر الفائدة التي جناها من الأدوية، هذا في حد ذاته يمثل نوعا من المكافأة الداخلية المهمة التي تشعر الإنسان بالرضا، وتجعله يواصل في مسيرته من أجل هزيمة الوساوس.

الخطوات هي الآتي:

أولا: يجب أن تكون لك قناعة قوية أن هذه وساوس قهرية وأنها سوف تعالج.

ثانيا: احذري تماما من أن تراوغك الوساوس وتحاورك، وتحاول أن تقنعك أن حالتك لن يتم علاجها.

ثالثا: أغلقي على الوساوس وأطبقي عليها بتحقيرها وتجاهلها وعدم اتباعها مطلقا، ما يحدث لك من قلق وتردد هو دليل على أن العلاج سوف ينجح.

العلاجات الدوائية كثيرة، هنالك أدوية معينة يعرف أنها ذات خاصية جدا في علاج الوساوس، من أهمها عقار يعرف باسم (بروزاك) واسمه العلمي (فلوكستين)، الجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرين مليجراما، يتم تناولها بانتظام لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى كبسولتين في اليوم، وهذه الجرعة يتم الاستمرار عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء. هو دواء بسيط وسليم جدا وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.

التحسن غالبا يبدأ بعد ستة أسابيع من تناول الدواء، وفي بعض الأحيان يحتاج الإنسان أن يرفع جرعة الدواء، والجرعة الكلية للبروزاك هي أربع كبسولات في اليوم، لكن قطعا لا أنصح أحدا أن يتناول هذه الجرعة دون أن يراجع الطبيب. في بعض الأحيان نحتاج أن نعطي أدوية تدعيمية أخرى أو نغير البروزاك إلى دواء آخر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات