السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متابعة جيدة لموقعكم المبارك، ودائماً أستفيد منه، جزاكم الله خير الجزاء، وأزاح همكم وغمكم وأكرمكم.
مشكلتي معقدة للغاية لا أعلم من أين أبدأ، أنا فتاة عمري 20 عاماً، أدرس في السنة الثالثة من الجامعة، وتم عقد قراني منذ فترة، ومشكلتي هي: الوسواس الدائم غير المنقطع، أشعر بالموت في كل لحظة وثانية، أعاني من تنميل القدم واليد، والوخزات في الصدر، وضيق التنفس وسرعة ضربات القلب، وغصة في الحلق، وخفقان القلب، ورأسي كأنه مربوط بشيء دائماً، وكذلك طنين الأذن، وعدم القدرة على أخذ نفس عميق.
ومؤخراً أصبحت أشعر باهتزاز كهربائي في جسمي، وألم فظيع في ظهري وعظامي، ويمكن أن أشعر بالحر فجأة في عز الشتاء، وشعور بحرقان في القلب، وثقل في القدم وفي اليد اليسرى، ويمكن أن أكون جالسة بهدوء وأشعر أني غير متزنة، وأصبحت أحلم بكوابيس عديدة، وأشعر بمشاكل كبيرة في الرؤية كازدواجية الرؤية، وتشوش الرؤية الشديد، أتعبت زوجي وأهلي معي، وأحيانا أسكت عن وصف حالاتي لكي لا يملوا مني.
أكتب هذه الكلمات وأنا أشعر أني أموت، وكلما سمعت عن أعراض مرض ما أشعر بالأعراض كاملة، تساقط شعري وأصبحت به فرغات، وازداد وزني، وصعب عليّ حالي هذا وحال زوجي، أصبحت أشد حساسية من أي وقت مضى، أصبحت أغضب بسبب أقل شيء فارغ، وأعزم على مقاطعة الناس وعدم الاتصال بهم إذا تعاملوا معي بطريقة غير لطيفة.
ذهبت إلى طبيبة نفسية منذ سنة تقريباً ووصفت لي (لسترال)، وأخبرتني أني مصابة بالهلع ولكنه بسيط، ولكن أمي نصحتني أن أقاوم هذا الشعور، وأن أتنازل عن تناول اللسترال، ولكني أتناول (الزانكس) كلما شعرت بهذه النوبات، وكذلك أشعر أني لا أعيش الواقع، أشعر أني في حلم سأستيقظ منه على واقع ما، حتى ولو كنت في أغلى وأرقى الأماكن أشعر أني لا أعيش واقعا، وأحياناً أخز نفسي بدبوس كي أتيقن أني في واقع، وأحيانا أدعو الله وسط وجودي مع الناس أو مع زوجي أن يتركني هذا الشعور.
دائماً أشعر أني سأصاب بالسكر أو الغدة الدرقية، أو أني لن أحمل بعد تمام زواجي، ودائماً أدعو أن يؤجل الله موتي بعد أن أنجب لزوجي طفلا أو طفلة مني بسبب شدة حبي له، وقمت بوخز نفسي عن طريق الخطأ بإبرة جهاز السكر الخاص بأبي المصاب بفيروس سي في مراحله الأولى، بسبب وسوستي ورغبتي في معرفة مستوى السكر، ولا أعلم إذا أصبت بالعدوى أم لا؟ فالأمر لله من قبل ومن بعد، وذهبت إلى معمل التحاليل لعمل فحص كامل في الهرمونات، ومن بينها الغدة الدرقية بسبب سقوط شعري، والذي أصبح شكله يزيد همي، ولكن -ولله الحمد- جمعيها سليمة.
لا أريد أن أعود للطبيبة النفسية، فكلما قرأت الأعراض الجانبية للأدوية مثل: السبرام أو اللسترال وغيرها، شعرت بعدم الارتياح في تناولها، وإذا تناولتها ستكون النتيجة أني سوف أعاني من الأعراض الجانبية فقط، وجسمي له قابلية عالية للسمنة، وكذلك علمت أن مضادات الاكتئاب تؤثر على الحمل عند إتمام الزواج، علما أني تناولت السبرالكس وأنا في الخامسة عشر من عمري، وكانت أمي تقول لأقاربي: (انصحوها أن توقف هذا الدواء) فكانوا يزيدوا رعبي، وكنت صغيرة ولا يريدون أن يسمعوني فقط يقولون لي: (أوقفي السبرالكس فإنه غير مجد).
أصبحت أتناول الزانكس مرتين يومياً من شدة الحالة، ولا أعلم ماذا أفعل؟ وأتعاطي علاج الجلوكوفاج للتخفيف؛ ولأنني مُشعرة للغاية، فالدكتورة وصفته لي في حال كانت لدي تكيسات، فهل الاستمرار عليه يسبب السكر أو أنه مضر بشكل ما؟ ومتى أتوقف عنه؟
أنا غير منتظمة في الصلاة رغم خوفي من الموت، وعند أذان الفجر أكون مستيقظة، ولكن كأن قدمي ويدي مربوطة بشيء فلا أستطيع أن أقوم للصلاة، وإذا قمت تكون النتيجة صلاة مشتتة، أفكر فيها في كل شيء، غير خاشعة لله رغم حبي الشديد له سبحانه، وعندما أفوت فرضا أصلي ركعتين لله بجانب تأدية الفرض، ولكن حتى تلك الطريقة غير مجدية، فماذا أفعل؟
أحيانا أقول: إن هذا مس أو حسد أو سحر، ولكن هذا الباب به الكثير ممن لا يتقون الله، ويمارسون العلاج فيه فقط من أجل المال، أريد أن أحب الجنة أو أتخيلها، وأن تكون أقصى أمنياتي، عندي إيمان بالله ويقين بوجوده، ولكن بداخلي شيء يجبرني على أن أتناسى الآخرة، فمنذ وفاه جدتي والتي حضرت تفاصيلها وكذلك الغسل وغير ذلك، لم أعد طبيعية، ويصعب علي تذكر الموت أو الآخرة، وإن تذكرتها أتذكر فقط النعيم، دائماً أقول داخلي دون أن أفصح لأحد: أن الموت جنة أو فناء، ولا يوجد عقاب أو نار، أتمنى أن يغفر لي ربي تقصيري، فهو العالم بحالي.
جزاكم الله عني خير الجزاء، فمن قبل إجابتكم أنا أشعر براحة أنني أفضفض ما بداخلي، في انتظار إجابة تشفي قلبي، وأسألكم الدعاء.