كيف أثبت على التوبة الصادقة وأتخلص من الآثام؟

0 327

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي سؤالان أرجو الرد عليهما:

الأول: أنا -مع الأسف- أمارس العادة السرية، وكنت أريد علاجا فعالا لهذه العادة الخبيثة، وأريد بكل عزيمة وإرادة أن لا أمارسها أبدا، فأنا كلما أمارسها أشعر بالندم الشديد والحياء من الله، لدرجة أني أستحيي من الله عند توبتي إليه.

المشكلة أني قمت بإخبار أصدقائي بموقع إباحي، والمشكلة أنهم كلما شاهدوا فيديو إباحيا أخذت ذنبهم، ولا أعرف ماذا أعمل؟ وهل أنصحهم؟ وإن لم يسمعوا نصيحتي فما الحل؟

الثاني: أنا -ولله الحمد- أدخل مسابقات القرآن الكريم، ونتيجتي دائما امتياز -ولله الحمد- وفي هذه المرة -قبل المسابقة- مرضت بضيق تنفس، ذهبت للمستوصف، وفي المسابقة كانت النتيجة بتقدير جيد، وكانت صدمة شديدة لي.

علما بأني كنت حافظا ومستعدا للمسابقة، ومنذ تلك اللحظة وأنا متأكد أن درجتي ستكون سيئة في الشهادة المدرسية، وبالفعل كانت درجة سيئة، وكانت أيضا صدمة لي، فهل يمكن أن يكون هذا عقابا لي من الله؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابننا الكريم- في الموقع، ونشكر لك هذه الاستشارة الرائعة التي تدل على أنك بدأت تسير في الطريق الصحيح، فإن شعور الإنسان بالخطر والخطأ هي الخطوة الأولى للتصحيح، خاصة إذا صاحب ذلك خوفه من الله، ونسأل الله أن يعينك على كل أمر يرضيه.

نتمنى أن تبدأ بترك تلك الممارسة الخاطئة، وترك كذلك المواقع المشبوهة والنظر إلى تلك المشاهد السيئة، لأنها سبيل إلى مثل هذه الممارسات الخاطئة، فالإنسان الذي يحرك في نفسه كوامن الشهوة، بالنظر إلى تلك المواقع التي أعدها الشياطين في المشارق والمغارب؛ فإنه سيجد نفسه يسير ويندفع نحو ممارسة الفاحشة أو تلك الممارسة الخاطئة.

المسألة الثانية: بالنسبة إلى أنك دللت إخوانك على مواقع سيئة، فالآن ندعوك إلى أن تنصح لهم، وإلى أن تستبدلها فتدلهم على مواقع فاضلة، وتجتهد في النصح لهم، فإذا اجتهدت في النصح وبينت لهم أنك نادم، وأنك تركت هذه الأشياء لأنها لا تجوز، فإنك تكون قد برئت، والإثم عليهم بعد أن تبين لهم، وتعطيهم البدائل الجيدة، واجتهد في الاستمرار في النصح إليهم، ولكن دون أن تتأثر بهم، فكن دائما قائدا لا مقودا.

أسعدنا أنك من حفاظ كتاب الله، ومن الذين يحرزون أرقام الامتياز في المسابقات، ونؤكد لك أن لكل جواد كبوة، وأنك ستعود إلى الوضع الطبيعي -بإذن الله-، فاستعن على الحفظ وجودة التعليم وجودة الذهن بالطاعة لله تبارك وتعالى، فإن ابن مسعود يقول: (كنا نحدث أن الخطيئة تنسي العلم) وكما قال الشافعي:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال: اعلم بأن العلم نور *** ونور الله لا يهدى لعاصي

نستطيع أن نؤكد لك أنك - بعون الله تعالى – تستطيع أن تتقدم وتعود إلى سيرتك الأولى في التفوق والنجاح، وينبغي فقط أن تتجنب هذه المشاعر السالبة والإحباطات التي هي من الشيطان، وإنا نؤكد لك أن الذي كان يعينك على التفوق والنجاح هو العظيم الحي، فالجأ إليه، وتوكل عليه، فإنه حي لا يموت، قيوم سبحانه وتعالى، وهاب كريم، فالجأ إليه، وتب إلى الله تبارك وتعالى.

اعلم أن ما عند الله من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته، فاجتنب المعاصي، وابتعد عن تلك الممارسة، وابتعد عن المواقع السيئة، وحاول أن تعلم الآخرين وتدعوهم إلى الله، فإن الدعوة إلى الله هي أرفع مقامات الدين، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونؤكد لك أن الشباب يأخذون عن الشباب، فلا تتردد في النصح والإرشاد، وإعطاء البدائل الجيدة والمواقع المفيدة، ونرحب بك في الموقع، ونتمنى أن نسمع عنك كل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات