السؤال
السلام عليكم
لي صديقة متزوجة، زوجها يصادق فتاة أخرى، وهي تعرف بذلك وتقرأ رسائله لتلك الفتاة، والتي لا يجوز لرجل أن يخبر بها أحدا إلا زوجته؛ حيث إنه كلام لا يمكن البوح به. هي تحب زوجها، وتقول هو ليس مقصرا معها، ولكن علاقته مع هذه الفتاة لا تجوز فماذا تفعل؟
وقد أخبرت أهله بذلك أمامه، ولكنه مستمر على هذه العلاقة، وهي تبكي دائما على ما تراه منه.
أفيدوني أفادكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ noor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نحن ننصح هذه الفتاة بالاستمرار في النصح لزوجها، وبعدم التفريط فيه، وبالحرص على تذكيره بالله تبارك وتعالى، ولا نرضى في أن تفرط في عشها الحلال من أجل بنات الحرام، ومن أجل أخطاء الزوج الذي يقع فيها، نؤكد أنها الأصل، وأن الزوج الذي يقوم بواجباته، لكنه يقع في هذه الخطيئة عليها أن تتذكر -بعد تذكيره بالله تبارك وتعالى- الأشياء المفقودة التي يبحث عنها، فهل يجد عند الأخرى الكلام الجميل؟ فلتعطه الكلام الجميل، وهل يجد عند الأخرى الاهتمام بالزينة؟ فلتهتم بزينتها، وهل يجد عند الأخرى الهموم المشتركة وسؤاله عن العمل والأشياء؟ فلتدخل إلى حياته وتجعل بينها وبين زوجها قواسم مشتركة.
نحن نريد أن نقول: الزوج قد يبحث عن أشياء مفقودة في الداخل، فإذا توفرت في داخل البيت فليس له حاجة في أن يمارس مثل هذه الممارسات ويتواصل مع الشقيات، نحن نؤكد أن هذا لا يجوز من الناحية الشرعية بالنسبة له، ولكن أيضا لا بد أن نتخذ الأسباب، ثم نقدم له الهداية بعد أن ندعو الله تبارك وتعالى أن يهدي قلبه، فإن قلبه وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
نحن دائما ننصح الزوجة التي يفعل زوجها مثل هذه الأمور أن تجتهد أولا في أن تبحث عن الأشياء المفقودة، ثم تحاول أن تدخل إلى حياته وتقترب منه، فإن اقترابها من زوجها يبعد الشقيات، مجرد ما يشعرن أن معه امرأة في حياته فإنهن عند ذلك يبتعدن مباشرة، وفي كل الأحوال فإنها تكسب الجولة بقربها من زوجها واجتهادها في إرضائه، وإظهار الحسنات التي عنده، والتعامل مع السلبيات بحكمة.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يقر عينها بصلاح هذا الزوج، وبعودته إلى الله، فإن الطريق الذي يمشي فيه طريق خطير، ونسأل الله التوفيق والهداية للجميع.