ضاقت علي حياتي بسبب نقد زوجي الدائم، ولومه لي في كل شيء.

0 680

السؤال

السلام عليكم

زوجي من النوع الدقيق في جميع الأمور والتفاصيل، وكثيرا ما يتهمني بالتقصير، ودائما عندما يحصل أمر يقول بأن الخطأ خطئي، يرى الناس صح وأنا الخطأ، حتى وإن أردت التفنن بالطبخ يثور وينفعل لأني لم أطبخ بالطريقة التي يريدها، لذلك تركت التجديد والتفنن بكثير من الأمور وأحدها الطبخ، يريد معرفة خطوات تصرفي بالمواقف قبل وقوعها، ويسألني ماذا ستفعلين لو حصل كذا؟ لا أعرف هل هو قلة ثقه بي وبتصرفي؟ أم هو حب سيطرة غالب عليه؟

يشعرني أنه هو الذي يفهم وأنا التي لدي قصور، دائما ينتقدني، لا أنكر أنني ببعض الأمور أخطئ ولكن ليس دائما، حتى إني أخشى الحديث معه حتى ولو للتسلية، لأنه سيتفنن بتغيير مجرى الحديث وإلقاء التهم علي بأني أنا المخطئة، أو ينتقد ما سيقال بطريقة أو بأخرى، عندما تخطئ الخادمة يلقي اللوم علي، هي تخطئ وأنا أعاقب باللوم، وعندما ناقشته وقلت: لماذا دائما تقول أني المخطئة؟ قال: لم أقل أنك مخطئة ولكنك مقصرة.

كرهت الحياة معه وكرهت أسلوبه ومزاجيته في انتقاء ما يريد من كلامي، لأنه لا يحب سماع تبريري للأمور، بل ينتقي ما يريد منه ويصفني بالعنيدة، أصبحت أشك بنفسي واهتزت ثقتي، بل قلت منذ زواجي به مع أني خارج المنزل أسمع كلمات الإطراء، والناس يمتدحون تصرفاتي وقراراتي، وعندما أقول له ذلك يبرر أنهم لا يعرفونني عن قرب.

أرجو إرشادي في كيفية التعامل معه، ولا أخفي أني في بعض المرات أكون أنا المخطئة، ولكن ذلك لا يعطيه الحق بصبغ جميع تصرفاتي وقراراتي بطابع الخطأ، أصبحت أسمع ثرثرته ولا أجادله، لأنه ذكي في كيفية قلب الأمور لصالحه، وبعد ذلك أفرغ قهري لأنه عرف كيف يجعلني بمظهر المخطئة ببكائي بعيدا عنه، كي لا يرى ضعفي، أصبحت أرى نفسي كما يتهمني.

أرجو الرد علي بأسرع وقت، لأنني لا أستطيع التحمل أكثر من ذلك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يرضيه، وكنا حقيقة قبل الإجابة نريد أن نعرف طبيعة عمل هذا الزوج، النظام الدراسي الذي درسه؟ دراستك أنت؟ هل أنت موظفة أو لا؟ هل أنت ناجحة في عملك في الخارج أم لا؟ هل هو ناجح في الخارج أم لا؟ الكيفية التي تربى عليها في بيته؟

ولكن على كل حال فإنا نريد أن نقول: ينبغي أن تحاولي أن تتفهمي هذا الرجل، إذا كان يحب أن يقول رأيه لماذا لا تبادري أنت وتسأليه وتشبعي عنده هذا الجانب، بحيث تسألين: (أريد أن أفعل كذا ماذا أتصور بوجهة نظرك؟) فإن هذا قد يلبي كبرياءه ورغبته في أن يكون مدرسا وناصحا وموجها، وهذا أيضا سيجعله يتفهم أنك تقدرينه، وأنك تأخذين بكلامه، وإذا كان كلامه صوابا فخذي به، وإن كان غير ذلك فخذي بالصواب لكن بعد أن تسترضيه بسماع كلامه، ولا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، وحاولي دائما ألا تكبري مثل هذه الأمور، وينبغي أن تعلمي طبيعة الإنسان، لأن المطلوب هو التأقلم، فالحياة الزوجية تبدأ بالتعارف، ثم بعد ذلك تأتي مسألة التأقلم، ليست الرغبة في أن يغير كل طرف الآخر، ولكن يتأقلم مع الوضع، ثم تأتي مرحلة التنازلات، ثم يأتي الفهم والتفاهم وفهم النفسيات، ثم تأتي مرحلة التعاون على البر والتقوى، ثم تأتي مرحلة التآلف وصولا إلى التوافق، وصولا إلى الصداقة، وصولا إلى مرحلة أن تكوني له كالمستشارة وهو يكون لك كالمستشار.

إذن لا تتضايقي مما يحصل، فإن هذا قد يكون طبيعة في الرجل، وكنا نريد أن نعرف هل يفعل هذا مع أخواته، مع زملائه، مع أصدقائ، مع جميع الناس؟ فإن بعض الناس هذه صفة ملازمة له، ومحاولة التغيير لا تورثنا إلا التعب والمعاناة، لأنه من الصعب أن تتغير أشياء وقد تحتاج إلى وقت طويل.

إذا ينبغي أن نأخذ الأمور ببساطة، ولا تحزني، ولا تبكي، لأن الأمور في منتهى البساطة، وبعض الناس هذه طبيعة له، وقد تحتاج المسألة إلى وقت من أجل أن يتغير ومن أجل أن يتحسن، ولكن نتمنى أن تشبعي عنده هذا الجانب، فتسأليه (ماذا أفعل؟ وما هو رأيك في كذا؟) يعني تعطيه مكانته، وبعض الناس يريد الناس أن يشاوره سواء عملوا بكلامه أو لم يعملوا.

ونتمنى أن تصل توضيحات أكثر وتفاصيل أكثر، وحبذا لو ذكرت نموذجا لقضية هو يرى فيها رأيا وأنت رأيت فيها رأيا، حتى نستطيع أن نعرف جوانب النقد والجوانب التي أن تنتبهي لها، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات