السؤال
السلام عليكم
أعاني من الوسواس القهري منذ صغري في عمر 12 سنة، ولكنه يأتي ويذهب، وأحس بعض الأحيان بالاكتئاب، وكذلك أعاني أيضا من أفعال قهرية، فمثلا أتأكد مرات كثيرة عند الخروج.
أنا معي جميع أغراضي مفاتيح المنزل، والجوال، ومحفظتي، وأرجع عدة مرات، وأتأكد أيضا من ذلك والوساوس القهرية أنني إذا رأيت أشخاصا في أي مكان، ورأيت فيهم عيوبا حتى لو كانت عيوب بسيطة أخاف أن الله سيبتليني، فأردد: (اللهم عافني مما ابتليتهم به)، وأرددها كثيرا جدا جدا حتى أنه مستحيل أن تمر ساعة كاملة من دون ما أردد هذه العبارة، حاولت كثيرا أن أتخلص من هذا الوسواس بأسلوب التجنب، وعدم الاستجابة، ولكنني لم أستطع التغلب عليه، علما بأنني كنت أعاني من الرهاب الاجتماعي، وتخلصت منه من دون دواء، فجأة ذهب مني.
أرجو منكم وصف دواء لي للتخلص من هذا المرض، وأرجو أن يكون قليل الضرر، وله أعراض جانبية قليلة بحيث لا يؤثر على أوقات الدورة الشهرية، أو أن يزيد وزني، أو أن يؤثر على القولون؛ لأنني أعاني من عسر الهضم.
وأرجو منكم أن يكون الدواء سريع المفعول، فلا أريد أن أنتظر 6 أسابيع حتى يتم مفعوله، وقد سمعت عن أدوية من gnc مثل حشيشة القلب، ودواء آخر لتعديل المزاج لعلاج مثل هذه الحالات، فما رأيكم في هذه الأدوية؟
آسفة على الإطالة وإزعاجكم، شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا تتوقفي أبدا عن التصدي للوساوس القهرية والمخاوف، تحقيرها، عدم مناقشتها، والقيام بفعل ما هو ضدها هو من وسائل العلاج الممتازة والسهلة جدا، أضف إلى ذلك: يمكن أن تطبقي ما نسميه (إيقاف الفكرة) وذلك من خلال:
اجلسي في مكان هادئ في داخل المنزل، ويجب ألا يكون حولك ضوضاء، وأنت في حالة استرخاء تام تذكري أحد هذه الأفكار الوسواسية أو الأفعال الوسواسية، وتأملي فيها بتدقق شديد، ثم فجأة قولي وبصوت عال: (قف، قف، قف)، يجب أن يكون هذا التمرين بجدية ويطبق بصورة صحيحة.
نفس التمرين طبقيه لكن بصورة أخرى: فكري في الفكرة أو الفعل الوسواسي، ثم قومي بالتصفيق بيديك بقوة، أو قومي بوضع رباط مطاطي حول رسغك، وفكري في الفكرة أو الفعل الوسواسي، ثم بعد ذلك قومي بشد الرباط المطاطي بشدة، ثم أطلقيه حتى تحسي بألم شديد، كرري هذه التمارين عدة مرات، وهي تمارين جيدة لمن يطبقها بجدية.
بالنسبة للعلاج الدوائي: دوره ممتاز، ودوره مفيد وضروري، ومن الأدوية التي تساعد في علاج هذه الحالة عقار (بروزاك)، والذي يعرف باسم (فلوكستين) لا يزيد الوزن، لا يؤثر على الهرمونات النسوية، وليس إدمانيا.
الأدوية مثل حشيشة القلب والأدوية الأخرى المشابهة لم تثبت جدارتها الكلية في علاج الوساوس أو المخاوف، هي محسنة بسيطة للمزاج، وربما تزيل القلق البسيط، لا أرى أنها تفيد كثيرا، كما أنه مشكوك كثيرا في تركيبتها، خاصة بعض المكونات التي لا تنتجها شركات معروفة وذات جودة عالية.
إذن تناول الفلوكستين – وهو البروزاك – والجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم، تناوليها بعد الأكل لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعلي الجرعة كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أنت طلبك دواء سريع الفعالية، قطعا هذا الدواء لا يوجد، والبروزاك من أفضلها وأسرعها، ولكن لا بد أن تصبري عليه حتى يتم البناء الكيميائي بصورة صحيحة لتجني فوائد الدواء.
هنالك دواء إسعافي في بعض الأحيان نستعمله مع البروزاك، هذا الدواء يعرف باسم (فلوناكسول/فلوبنتكسول) ليس مضادا للوساوس، لكنه مضاد للقلق، وقد يعجل من سرعة فعالية البروزاك، فإن شئت أن تتناولي منه حبة واحدة في الصباح لمدة أسبوعين، فلا بأس في ذلك، قوة الجرعة هي نصف مليجرام.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.