أريد إرسال رسالة لابنة عمي بأني أريد خطبتها.. فما رأيكم بهذه الطريقة؟

0 445

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب جامعي متدين ولله الحمد، عمري 22 عاما، بدأت هذه الأيام بالتفكير في أن أخطب ابنة عمي، وهي تبلغ 17عاما، والزواح بعد الانتهاء من الجامعة، ولكني محرج من أن أجد الرفض من قبلها، أو رفض أهلها بسبب الظروف المادية التي نمر بها حاليا.

ولكني سألت الوالدة -حفظها الله- عن رأيها في أن يحجز أحدهم فتاة إلى الانتهاء من الدراسة، فوجدتها ترفض هذه الفكرة وتعتبرها من التحجير على الفتاة.

أنا بصراحة بدأت بالتفكير الكثير بابنة عمي حتى وصل بي الحال إلى البكاء، وأحيانا تراودني نفسي بأن أرسل لها رسالة عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، ولكني أخاف من ردة فعلها، من أن تخبر أحدا، وأنا لا أريد سوى أن أسألها فقط إن كانت ستوافق أم لا، لا أكثر؛ لكي أرتاح نفسيا، ولو وجدت الرفض منها، فما رأيكم؟

جزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونشكر لك هذه الرغبة في الخير، ونؤكد لك أن بنت العم في المنزلة الرفيعة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينكما على الخير، وأن يعينكم جميعا على كل أمر يرضيه، ونحب أن نؤكد أنها أيضا ستميل لابن عمها، ولكن نريد أن تكون المراسيم أيضا مقبولة من الناحية الشرعية، ونحبذ لو أن الوالدة هي التي تتكلم، وليس من الضروري في هذه الأحوال أن يكون الكلام رسميا، ففي جلسة عائلية لو قالت لهم: (أنا أريد فلانة هذه لابني فلان) أو (ابني فلان يرغب في فلانة) مجرد هذه الكلمة ستفتح لهم آفاقا، وستظهر بعد ذلك ردود وعلامات، ولن يستطيعوا بعد ذلك أن يعطوا الفتاة لأي أسرة إلا بعد أن يتحسسوا رأي أسرتك في حالة أن يطرق الباب طارق.

ونعتقد أن أمامك فرصة إذا كان عمرها بهذه السن وأنت بهذه السن، بمجرد أن تنتهي من الجامعة مثلا، أو تتقدم لها، يمكن أن يتحول هذا الكلام الذي سيشيع بين الأهل وبين الأقارب، يتحول بعد ذلك إلى خطوة عملية، سواء كان خطبة أو عقدا، ولا مانع بعد ذلك من أن ترتبوا لمراسيم إكمال الزواج في أي وقت لاحق.

ونؤكد أن المسألة بهذه الطريقة معروفة ومألوفة بين الأسر، وإذا لم تقم الوالدة بهذا الدور فيمكن أن تقوم به الخالة، يمكن أن تقوم به العمة، يمكن أن تقوم به إحدى أخواتك إذا كانت لك أخوات قريبة منك في السن، تستطيع أن تصل للفتاة مباشرة وتكلمها وتخبرها أن أخي فلان يرغب فيك، وتحاول أن تعرف وجهة نظرها، لا مانع من هذا، ويمكن أن يكون هذا إعلانا عائليا، بحيث كما قلنا الوالد يقول لوالدها أو هي تقول لأمها أو الوالدة تقول أمامها: (ابني فلان يريد فلانة) أو (نريد فلانة لابننا فلان) وكذا، ونحو هذا الكلام الذي دائما الأهل يعتبرونه رسالة مبكرة وتوجيها مبكرا وإعلان رغبة مبكرة.

وهذا سيتيح لك وللفتاة أيضا فرصة للتعرف على دوافع الآخرين، والأسر تفهم، ومثل ما قلنا الأمهات أيضا عندهن مهارة، فليس من الضروري أن تكون المسألة مباشرة، كما فعلت نفيسة عندما أرسلتها خديجة لتخطب لها النبي – صلى الله عليه وسلم – لم تقل (خديجة تريدك) أو كذا، وإنما جاءت فقالت: (لماذا لم تتزوج؟ قال: ومن أين المال؟ ومن أين كذا؟ قالت: أفرأيت إن دعيت إلى المال والشرف والسؤدد؟ قال: من؟ قالت: خديجة) فقبل النبي – صلى الله عليه وسلم -.

فالنساء لهن أساليب، لكن فقط الفكرة التي نريد من الوالدة أن توصلها هي أن تعلن رغبتكم في هذه البنت، حتى لو قالت مجرد كلام: (نريد هذه لابننا فلان، فلانة هذه أنا سعيدة بها ومعجبة بها وأريدها لولدي فلان) هذا يعتبر رسالة مبكرة في هذا الاتجاه.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونتمنى أن تشتغل بدراستك، وتحرص على تفوقك، وتعبد الله تبارك وتعالى، وتتوجه إليه، فإن قلب العم وقلب بنت العم وقلب الوالدة وقلوب الجميع بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ويصرفها كيف شاء، سبحانه وتعالى.

مواد ذات صلة

الاستشارات