آلام الصدر.. هل مصدرها القلب أم شيء آخر؟

0 720

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 26 سنة، لدي مشكلة أتعبتني كثيرا، وأرقت نومي وحياتي، منذ ما يقارب السنتين تأتيني نوبات ألم وتعب وسرعة إرهاق، وألم غير حاد تحت الترقوة يسارا، لكنه مثل ضغط وضيق، ومنتصف الصدر أسفل الصدر في المنتصف بين مثلث الأضلاع، وضغط رهيب يزداد أحيانا عند الاستلقاء على ظهري، فأشعر أن كل جسمي مضغوط، وينبض بقوة منتصف الأضلاع، وثقل جانبي الصدر، وكتمة -هذا غالبا عند الاستلقاء أو الرغبة في النوم-، والضغط له فقط ما يقارب الشهرين.

أما التعب العام فهو يزداد عند الصراخ، أو عند كثرة الإرهاق والمجهود وتأتيني دائما نبضات، أو نبضة قوية مفاجئة، وكأن كل شيء توقف فجأة، ثم يعود، وأحيانا رفة جانب الصدر (رجفة) وفي ذراعي اليسرى.

لقد تعبت كثيرا فأنا لم أعد أمارس حياتي بشكل طبيعي، وعندما أعاني من أزمه أبقى ما يقارب الساعتين حتى أعود لوضعي الطبيعي، عملت إيكو وأشعة اكس، وقبل سنتين تخطيطا القلب، وتخطيط المجهود، وأريد أن أسأل سؤالا مهما، لأني عندما أذهب للأطباء لا يستمعون لنا جيدا، والسؤال هو: هل الإيكو وتخطيط القلب الكهربائي كاف لنفي أي مشكلة في القلب، خصوصا أزمات القلب والذبحات غير المستقرة؛ لأني عندما أعاني من أزمة لا بد أن آخذ قسط من الراحة، وأستلقي وأبقى ساعة أو ساعتين حتى يخف الضغط؟

وسؤالي الآخر: هل الضغط الذي أشعر به عند الاستلقاء ناتج عند معدتي، أو مشكلة باطنية؟ فأنا أحيانا كثيرة أتعب منها.

آسفة للإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

كثير ما تصلنا رسائل من أشخاص في سن الشباب يشكون من آلام في الصدر، وأول شيء يخطر على بالهم هو أمراض شرايين القلب التي تسبب الذبحة الصدرية، وجلطات القلب، وهذا الأمر عادة ما يحصل عند من يعاني من السكري، وارتفاع الضغط، وزيادة الكوليستيرول، والتدخين، والسمنة، ولسنوات طويلة، أي أن حصوله في سن الشباب أمر نادر جدا، إلا إذا كان الشخص بدينا، ويعاني من ارتفاع الكولسيتيرول العائلي، والتدخين من سن مبكر، وكل هذه الأمور لا يبدو أنها عندك أو في قصتك المرضية، وأكثر سبب لآلام الصدر عند هؤلاء الأشخاص في مثل سنك هو آلام عضلات الصدر، والتي تكون لها أسباب عديدة، ومنها القلق والتوتر والضغوطات النفسية، ولذا فإنها تحدث عندما يكون الإنسان متوترا، وتحتاج لوقت حتى يهدأ الإنسان، وبالتالي تخف الأعراض، وقد تسبب آلام الصدر نفسها التوتر بسبب خوف الإنسان من أنها من القلب، وأنه سيحصل عنده جلطة، وبالتالي يحصل نوع من الحلقة المغلقة، والتي قد تطول حتى تتحسن.

وأما عن سؤالك عن إن كان الإيكو والتخطيط ينفيان أي مشكلة في القلب، فالجواب على ذلك أن الإيكو لا يعطي فكرة عن تضيق الشرايين، وإنما يعطي فكرة عن عضلة القلب، والصمامات، وعن قوة عضلة القلب؛ ولذا فقد يكون الإيكو طبيعيا عند من يعاني من تضيق في الشرايين، والطريقة التي يمكن أن تكشف تضيق الشرايين التاجية ( التي تغذي القلب ) هو عمل فحص الجهد أولا، وقد يرى الطبيب أن تجري صورة قسطرة للشرايين القلبية.

وأما عن التخطيط فهو يكون إيجابيا عند حصول آلام الصدر إن كانت بسبب تضيق الشرايين، وتعود إلى الوضع الطبيعي في معظم الأحيان عندما يختفي الألم؛ لذا فإن وجود تخطيط طبيعي عند وجود الألم فإنه إلى حد كبير يستبعد وجود تضيق في الشرايين، أما إن كانت بسبب آلام أخرى فإنها تكون طبيعية.

وإن كانت الأعراض تأتي عند الغضب عندك والصراخ؛ فقد يكون السبب هو التوتر.

وأما عن سؤالك عن الشعور بالضغط في الصدر أثناء الاستلقاء، ففي بعض الأحيان يكون السبب هو السمنة، أو ارتجاع حموضة المعدة إلى المريء، وأحيانا إن كانت هناك غازات كثيرة في البطن، فقد تسبب الشعور بعدم الارتياح في الصدر بسبب ارتفاع الحجاب الحاجز.

في بعض الأحيان تكون آلام الصدر العلوية بسبب انضغاط الأعصاب والأوعية في منطقة الرقبة، وتسمى هذه متلازمة مخرج الصدر thoracic outlet syndrome ، وهذه عادة ما تترافق مع تنميل وتخدير في الجزء الداخلي من الذراع، واليد، وتغير في لون اليد، وهذا يحتاج لفحص خاص أثناء الفحص الطبي، فيقوم الطبيب بفحص شرايين الذراع، واليد، وإجراء بعض الحركات؛ والتي يمكن بها التأكد من وجود ضغط على الجملة الوعائية العصبية في منطقة الرقبة.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مواد ذات صلة

الاستشارات