أعاني من سرعة التأثر والبكاء ونغزات في القلب، ما توجيهكم؟

0 450

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا رجل في الأربعين، والحمد لله الضغط مرتفع، وآخذ له علاجا، تأتيني نغزات بالصدر وأحيانا شعور كأن قلبي مشتعل، وأيضا وهو الأهم والأصعب علي جدا أنني أتأثر بشكل رهيب من أي موقف وتدمع عيناي.

كنت أحدث أحد الأصدقاء أني من الممكن أن أعطيه مبلغا كدين لقضاء حاجته، وأمسك نفسي عن البكاء بشدة، مع أن الأمر لا يستحق، ولو تذكرت موقفا ما أو سمعت موقف من المواقف، أو حتى في أثناء حكايتي لقصة موقف فمن الممكن أن أبكي.

قد سمعت في أحد البرامج الطبيبة من طبيب أن مشاكل بالمخ من الممكن أن تكون سبب لهذا التأثر .

أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أشرف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية

سأجيبك عن الشق الأول من السؤال، وهو موضوع آلام الصدر، وهذا أمر مهم بالنسبة لك، خاصة أنك تعاني من ارتفاع في الضغط، فإن كان هذا الألم يأتي مع الجهد، ويكون بشكل ألم عاصر في منطقة الصدر أو آلام ضاغطة على الصدر أو ثقل في المنطقة، ويترافق مع آلام تنتشر إلى الكتف الأيسر والذراع، ويترافق مع ضيق في النفس وتعرق، ويخف الألم تدريجيا خلال عدة دقائق مع التوقف عن الجهد أو تناول حبة نايتروغلسيرين تحت اللسان، ووجود هذا النوع من هذا الألم يتطلب مراجعة طبيب القلب لإجراء قسطرة للقلب.

هناك أسباب كثيرة لآلام الصدر، منها آلام جدار الصدر، أي عضلات الصدر، وهي شائعة جدا، وتأتي في منطقة الصدر، وتكون بشكل قابض، وتزداد مع حركة الكتف، والطرف العلوي، ويكون هناك آلام بالضغط على العضلة الصدرية أثناء الفحص أو آلام مفاصل الصدر.

يكون الألم متوضعا على مسار مفاصل الصدر حيث يتمفصل فيها غضروف الضلع، مع عظم القص، وهي العظمة الأمامية في وسط الصدر أو يكون بين الضلع وغضروف الضلع، وهذا يمكن كشفه بالفحص الطبي للصدر، ويشعر المريض بآلام كالوخز في منطقة صغيرة من الصدر، أو كالحرق أو شك، وأما مريض تضييق الشرايين والذبحة القلبية فإنه عادة ما يضع قبضته على صدره، ويحاول أن يمسك جدار الصدر بيده.

يمكن لآلام الصدر أن تكون بسبب الارتجاع، وتكون بشكل حرقة في أسفل الصدر، وأحيانا يمكن أن يسبب الارتجاع تقلصا في المريء يسبب آلاما شديدة في الصدر، ويمكن أن تكون بسبب زيادة الغازات في أعلى المعدة أو في الجزء العلوي الأيسر من القولون، مما يضغط الحجاب الحاجز إلى أعلى.

يمكن كذلك للقلق والتوتر أن يسبب آلاما في الصدر، ويمكن لآلام الصدر أيضا أن تسبب القلق عند الكثير من الناس، بسبب التخوف من أن تكون بسبب القلب.

يجب أن تراقب هذه الآلام، فإن كانت تأتي مع الجهد وتترافق مع الأعراض الأخرى التي ذكرها فيجب مراجعة طبيب القلب، أما إن كانت مترافقة مع الإحساس بالانتفاخ في أعلى البطن فقد تكون إما بسبب ارتجاع في حموضة المعدة إلى المريء أو بسبب زيادة الغازات في البطن، وفي مثل هذه الحالات فإن المريض يشعر بالانتفاخ في أعلى البطن في هذه الحالة.

أما إن كان الألم متوضعا في نقطة معينة من جدار الصدر، فيكون عادة من المفاصل في الصدر، وإن كان في الجزء العلوي من الصدر فقد يكون بسبب عضلات الصدر، وكل هذه يمكن تناول المسكنات لها، وتجنب التعرض للهواء البارد.

نرجو من الله لك لشفاء والمعافاة.

أما عن كثرة البكاء فسيقوم بالإجابة عليه استشاري الأمراض النفسية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة: د. محمد حمودة. استشاري أول - باطنية وروماتيزم.
تليها إجابة: د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كما أفادك الأخ الدكتور محمد حمودة أنه من المهم والضروري جدا في مثل عمرك أن تجري الفحوصات المعتادة، للتأكد من مصدر هذا الألم الذي يأتيك في صدرك، وقطعا ليس من الضروري أن يكون ناشئا من القلب، لكن التأكد مهم جدا، وإذا لم يكن ناشئا من القلب فربما يكون القلق والتوتر وتخوف الناس من أمراض القلب في زمننا هذا أيضا يؤدي إلى أعراض نفسوجسدية كثيرة، تماثل كثيرا الآلام التي تصدر من ضيق شرايين القلب.

إذن - أخي الكريم – للتأكد ولتكون مرتاحا نفسيا أرجو أن تقوم بإجراء الفحوصات المطلوبة كما ذكر لك الأخ الدكتور محمد حمودة، وإذا تأكد أن الأمر أمر نفسي – وهذا شائع جدا – فأقول لك: إن هذا مجرد قلق أدى إلى انقباضات عضلية.

بما أنك رجل ودود وحساس وسريع الانفعال الإيجابي، وهو البكاء في مواقف وجدانية بسيطة لا يتطلب فيها الأمر أن يصل بك إلى مرحلة البكاء، لكن نسبة لحساسيتك وربما هشاشتك النفسية الوجدانية العاطفية البسيطة، هذا يجعلك قابلا للقلق أصلا، ويا أخي الكريم: هذا ليس مرضا، هذا مجرد ظواهر إنسانية وليس أكثر من ذلك.

بعد أن تتأكد أن قلبك سليم من الناحية العضوية أعتقد أن تناولك لأحد الأدوية المضادة للقلق والتوتر سوف يفيدك كثيرا في إزالة الآلام التي تحدثت عنها، وكذلك سرعة التأثر هذه.

من أفضل الأدوية التي تفيد في مثل هذه الحالات عقار يعرف باسم يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل)، ويسمى علميا باسم (سلبرايد)، لكن لا أريدك أبدا أن تقدم على تناول أي دواء قبل أن تجري الفحوصات المطلوبة.

ممارسة الرياضة تعتبر أيضا أمرا مهما وضروريا جدا في مثل عمرك، ولإزالة هذه الأعراض إذا كانت بالفعل هي نفسية المنشأ.

تمارين الاسترخاء (2136015) أيضا مفيدة جدا، وهذا كله - إن شاء الله تعالى – يؤدي إلى زوال أعراضك تماما، وبالنسبة لموضوع سرعة التأثر: أنا ذكرت لك الدواء وذكرت لك الرياضة وذكرت لك تمارين الاسترخاء، كلها مفيدة، لكن في ذات الوقت يجب أن تجري حوارا نفسيا مع نفسك: لماذا أنت سريع التأثر؟ الرحمة في قلوبنا هي ميزة عظيمة، ولكن يجب ألا تكون لدرجة التأثر الذي لا يجعلك فعالا، هذا النوع من التأثر والبكاء يفقدك الفعالية، يفقدك القدرة على مساعدة الآخرين، فانظر إلى الموضوع من هذه الناحية ومن هذه المنهجية، وحاول دائما أن تكون رجلا متواجدا في المواقف الشديدة (حضور الجنائز – مساعدة الآخرين) هذا كله خير وفيه فائدة كبيرة جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات