والدي منعني من العمل والخروج من البيت ورفض خاطبا أحبه، ساعدوني.

0 306

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، أدرس منتسبة للجامعة، لدي استشارتان:

الأولى: كيف أقضي وقت فراغي بشيء ينفعني في المستقبل؟

الثانية: أشعر أني محبطة ولا رغبة لي في الحياة، والسبب يعود لأسرتي ومعاملة أبي القاسية، فهو لا يعاملني كإنسانة لي حقوق، فهو يضيق علي من كل الجهات المعنوية والمادية؛ حيث أني لا أتمتع بحياة طبيعية، وأقضي طيلة حياتي داخل المنزل بسببه، وهذا غير المعاملة السيئة والألفاظ القبيحة منه، وإن تكلمت وطلبت حقوقي هم علي بالضرب والإهانة، وأخيرا حاولت أن أجد وظيفة تخفف عني، حيث أستطيع من خلالها أن يكون لي دخل مادي، وأيضا أكسب صداقات تخفف عني، وأخبرته بها فوافق بشرط أن يكون أغلب الراتب له، لكن بعدها رفض بحجة أنه لا يريد توصيلي لعملي، صبرت آملة في أن تتغير حياتي في المستقبل.

تعرفت على شاب متعلم وموظف، أحبني وأحببته وأحسست معه بالحب الذي فقدته من أهلي، فطلب التقدم لي وخطبتي، وفعلا أخبرت أهلي وجاء لخطبتي، ولكن والدي رفضه لأسباب تافهة لا تمت للإسلام بصلة، وهي أنه لا ينتمي لذات القبيلة؛ ولأن والدته أجنبية، وحزنت وزاد إحباطي، فماذا أفعل؟

أسأل الله أن يجزيكم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونؤكد لك أن الأنامل التي كتبت هذه الاستشارة قادرة -بإذن الله- على تجاوز هذه الصعاب، ونسأل الله أن يرد هذا الأب إلى الحق ردا جميلا، وأن يلهمه السداد والصواب، وأن يعينه على أداء الواجب والمسؤولية الملقاة في عاتقه.

نريد أن نقول لك: لا تيأسي، كرري المحاولات، وتوجهي إلى رب الأرض والسموات، واعلمي أن لكل أجل كتابا، و(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له).

وحاولي أن تقتربي من هذا الوالد، وتزدادي في بره وطاعته، وتعرفي على أسباب شدته التي في الغالب يكون دافعها الخوف الزائد عليك، أثبتي له أنك ناضجة وأنك عاقلة، وأنك حريصة على مصلحة الأسرة وعلى مصلحتك، وعمري فراغك بالتلاوة، وبدراسة الدروس الخاصة بالجامعة، فالمطلوب من بناتنا ليس مجرد النجاح، ولكن التفوق والتميز، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا لمن عمرت أوقاتها بعد العبادة بالدراسة، ونظمت أوقاتها، واجتهدت في أن تركز في دراستها، ونسأل الله -تبارك وتعالى- لك التوفيق والسداد.

نتمنى -كما قلنا- أن تكرري المحاولات في البحث عن عمل يناسبك، حتى لو أخذ الوالد جزءا من الراتب فسيبقى لك جزء، لكنك ستحققين بعض المقاصد، وستراك الصالحات، وكل منهن تبحث عن أمثالك لأخيها أو لمحرم من محارمها أو لابن من أبنائها.

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونذكرك بأن المؤمنة ما ينبغي أن تصل إلى الإحباط، لأنها تؤمن بالله القدير على كل شيء، الوهاب، العظيم، الكريم، الذي يجيب المضطر إذا دعاه، فاتقي الله وتوجهي إليه، واعلمي أن ما عند الله من الخير والتوفيق لا ينال إلا بطاعته، واعلمي أن النصر مع الصبر، وأن مع الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يصلح لنا ولك الأحوال، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات