السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يا دكتور
عندي استشارة خاصة بوالدي: عمره 70 سنة، منذ حوالي 3 شهور أصبح يشكو من شيء في رأسه كأنها حشرات تقرصه، وتنزل على وجهه وجميع ثيابه، يقول: إن قرصتها شديدة.
ذهب لكل أطباء الجلد في المدينة ولم تنفع الأدوية؛ لأنه في الحقيقة لا يوجد أثر لأي شيء في رأسه أو جسده، لكنه مصر لدرجة أنه أصبح يصيب رأسه بجروح من شدة المشط، ووجهه من كثرة الحك.
أرجو إفادتنا هل هذا وسواس قهري أو هلوسة أو ماذا؟ وإذا كان هو فكيف السبيل لعلاجه؟ لأن حياته انقلبت وأصبح لا يهتم إلا بهذا الشيء؛ لدرجة أنه أصبح ينسى، ونقص وزنه.
بارك الله فيكم هو لا يتعاطى غير أقراص برياكتين لتساعده على النوم منذ سنوات، وكان سليما قبل هذا، ومستقرا نفسيا، ويعمل في التجارة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سفيان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى لوالدك العافية والشفاء.
هذه في الغالب هلاوس تسمى بالهلاوس اللمسية، ويأتي للإنسان إحساس - كما تفضلت وذكرت - بأن هنالك حشرات تقرصه أو توجد تحت الجلد مباشرة، معظم المرضى يعبرون عن هذه الظاهرة بهذه الكيفية، وما دام الوالد أيضا وزنه قد نقص، وأنه يتناول علاج الـ (برياكتين) ليساعده على النوم، أعتقد أنه من الأفضل أن يقابل طبيبا نفسيا، هو محتاج حقيقة لأحد الأدوية المضادة لهذا النوع من الهلاوس.
هنالك عقار (إميسلبرايد Amisulpride) والذي يسمى تجاريا (سوليان Solian) وهنالك دواء يعطى في هذه الحالات يسمى بـ (بموزايد Pimozide) هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريا (أوراب orap) لكن البموزايد لا يعطى إلا بعد التأكد من سلامة القلب.
الحالة -إن شاء الله تعالى- سوف تعالج، والطبيب أيضا سوف يفحص إذا كان والدك يعاني من اكتئاب نفسي؛ لأن هذه الحالات في بعض الأحيان تكون أيضا مرتبطة بالاكتئاب النفسي، خاصة أن والدك وزنه قد نقص، وسيكون من المستحسن في هذه الحالة أن يتوقف عن تناول عقار (برياكتين) ويتناول دواء يحسن من مزاجه، وفي ذات الوقت يحسن من نومه، مثل: عقار (ميرتازبين Mirtazapine) والذي يعرف باسم (ريمارون Remeron) دواء رائع جدا لتحسين النوم، وتحسين المزاج، وتحسين الشهية للطعام.
وإذا رأى الطبيب أن يعطيه مع الريمارون عقار (سوركويل Seroquel) والذي يعرف علميا باسم (كواتبين Quetiapine) مثلا كبديل للسوليان أو الأوراب لعلاج ظاهرة قرص الحشرات التي يحس بها والدك؛ فهذا أيضا سوف يكون جيدا.
عموما هذه الحالة يمكن أن تعالج وتعالج بصورة ممتازة جدا، وهي في نطاق الطب النفسي ولا شك في ذلك، فاذهب بالوالد إلى الطبيب، وإن شاء الله تعالى يقدم له الطبيب النفسي كل ما يساعده.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.